أرقام مُفزعة تصدر كل فترة عن عدد المناطق العشوائية فى مصر، لدرجة وصفها البعض بأنها فيروس بلا دواء، لكن مجلس الوزراء اليوم، وضع النقاط فوق الحروف، وقرر محاربة هذا الفيروس بالأرقام، وذلك ما يتأكد من التقرير المفصل الذى عرضه اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية على الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء فى الاجتماع الوزارى، الذى عقد اليوم، وتضمن التقرير ملامح الخطة القومية لتطوير المناطق العشوائية، وكان الحديث أولا عن المناطق غير الأمنة. تقرير المحجوب كشف عن إنشاء نظام لإدارة المعلومات، وتقديم برامج ومشروعات تطوير فعالة، مع تقديم الدعم الفنى وتنمية قدرات المؤسسات المدنية والمحلية والفنية، وتحسين آليات الشراكة والاتصال، مع إجراء تعديلات للإطار التشريعى. وبمزيد من الجدية فى القضاء مبكرا على أية بؤر عشوائية قد تنضج من جديد، يتم رصد المناطق الحالية، وتدوينها، ومعرفة حجم خطورتها حتى لا نفاجأ غدا ببؤر جديدة، حيث سيتم تصنيف المناطق غير الأمنة طبقا لمعايير محددة وتقسيمها لدرجات أربعة طبقا للخطورة، وهى تهديد حياة، تليها غير آمنة، ثم مهددة للصحة، وأخيرا غير مستقرة الحيازة. الجديد، والجاد فى الوقت نفسه، أن التنمية المحلية أكدت أنه سيتم تحويل كل منطقة عشوائية إلى مشروع محدد، وسيكون هذا البند أحد محاور خطة التطوير التى تشمل أيضا محور الدعم الفنى للمناطق العشوائية، ومحور الشراكة والاتصال بين الوزارات والمجتمع المدنى والأنشطة الدولية، إلى جانب محور المتابعة والتقييم وخطة التمويل المطلوبة لتحقق تلك الأهداف. وبالنظر إلى الركائز الاستراتيجية للخطة التى وضعتها التنمية المحلية، يتضح أنها ترتكز على تطوير المناطق العشوائية كأحد مجالات تنفيذ البرنامج القومى للامركزية وتنفيذ البرامج القومية للدولة بمشروع تطوير المناطق غير الآمنة، اتباع المنهج العلمى فى تنفيذ الاستراتيجية مع تحميل الجهات المهيمنة مسئولية الاصول. ولم يغفل التقرير الخريطة القومية للأسواق العشوائية التى امتلأت بها المحافظات، حيث يتم الآن أعداد تلك الخريطة، من خلال حصر يجرى حاليا فى 12 محافظة، تم الانتهاء من محافظة واحدة، هى الشرقية، التى بها وحدها 24 سوق عشوائية أسبوعيا و45 سوقا عشوائية يوميا، ومن هنا أكد التقرير المضى حاليا فى إعداد دراسة عن الإطار المؤسسى لجميع الجهات ذات الصلة بالأسواق، مع إعداد الخطة القومية لتطوير الأسواق العشوائية. يأتى ذلك فى الوقت الذى اشتملت فيه البرامج العمرانية فى شأن تطوير العشوائيات، تطوير 35 منطقة مهددة للحياة منها 16 منطقة بمحافظة القاهرة و19 فى باقى المحافظات بإجمالى تكلفة 1,3 مليار جنيه، وتطوير 281 منطقة سكن غير ملائم بتكلفة 4,6 مليار جنيه، وتطوير 68 منطقة مهددة للصحة بتكلفة 2,6 مليار، وتطوير 20 منطقة تفتقد الحيازة المستقرة بتكلفة 1,5 مليار جنيه. ومن أرقام "تقرير المحجوب" إلى أرقام الإحصائيات والدراسات، فإن عدد المناطق العشوائية يبلغ قرابة 1221 منطقة منتشرة فى محافظات مصر، وأن القاهرة وحدها تستحوذ على 81 منطقة يقطنها نحو 3 ملايين نسمة، وأن حوالى 12 مليون نسمة يعيشون فى تلك العشوائيات، و2,6 مليون فى الجيزة، والقليوبية 1,3 ملايين، والإسكندرية حوالى مليون نسمة. وقالت دراسة صادرة عن جامعة بنها قام بها الدكتور محمد صبرى عبدالمجيد، أن هناك أكثر من نصف مليون مواطن من سكان العشوائيات فى مصر يقيمون فى غرفة واحدة أو عشة أو حوش مدفن بأحد القبور.