على بُعد أمتار من السرير الذى يرقد عليه الرئيس المخلوع مبارك، داخل مستشفى المعادي العسكري، يقف غدًا السبت الرئيس المنتخب محمد مرسى داخل مبنى المحكمة الدستورية، الكائن على كورنيش النيل بالمعادى، يحلف اليمين الدستورية، حيث لا يفصل بين المستشفى العسكري، ومبنى المحكمة الدستورية سوى شارع واحد. جدير بالذكر أن مبنى المحكمة الدستورية العليا الذي يقام على مساحة أربعة آلاف متر مربع، وافتتحه "المخلوع"، يتكون من أربعة أدوار متكررة، بخلاف البدروم والأرضى، بالإضافة إلى قاعات الجلسات والمؤتمرات والاحتفالات وصالونات لكبار الزوار، ومكتب رئيس المحكمة و33 مكتباً للمستشارين، ومكتبة قضائية، وكافتيريا ومكاتب للموظفين ومقر لإتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية بالإضافة إلى مسطحات خضراء، وتم تجهيز المبنى بأحدث تكنولوجيا العصر المزودة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى شبكة حاسبات آلية ودوائر تليفزيونية. ومبنى المحكمة يعد تحفة معمارية وصرح حضارى قومي يجمع بين الطراز المعمارى الفرعونى بشموخه وعظمته وهو سمة الحضارة الفرعونية القديمة وبين الطراز المعاصر للحضارة العصرية الحديثة والمزود بأحدث وأعلى التقنيات العلمية المتطورة من أنظمة الاتصالات والأجهزة والتشطيبات المميزة والأثاث الفاخر الداخلي والذي يتمشى مع طبيعة ومهام العمل القضائي ووقاره والمكانة الرفيعة للمحكمة. وقد أقيم مبنى المحكمة الدستورية العليا على طراز معبد الأقصر على 14 مسلة فرعونية بالدور الأرضي و14 مسلة من الطابق الأول حتى الطابق الرابع وقد روعي الاستفادة من تصميم المعابد المصرية والأعمدة والتيجان المزينة بزهرة اللوتس والبردي. وبلغ ارتفاع الأعمدة 28 متراً، كما أقيمت نافورة على شكل زهرة اللوتس. كما تحوي المحكمة لوحات تجميلية بالزجاج المعشق بالرصاص، وبما يتوافق مع تصميم المبنى الذى ينتمى إلى العمارة المصرية القديمة، وما تحمله من ملامح الطراز المعمارى القديم برؤية معاصرة. وتعد المحكمة الدستورية العليا بمبانيها وطرازها وشكلها المميز، معلما من معالم مصر السياحية والحضارية العريقة.