يبدو أن مشكلات محصول بنجر السكر ستبدأ هذا الموسم مبكرًا، قبل موسم حصاده وتوريده فى فبراير ومايو المقبلبن، حيث أعلن مزارعو البنجر من مختلف أنحاء الجمهورية، فى مذكرة رسمية تقدموا بها إلى السيد أمين أباظة، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، اعتراضهم الكامل على السعر المحدد لتوريد المحصول لمصانع السكر، الذى لا يتجاوز 270 جنيها للطن، مطالبين الحكومة بالتدخل لزيادته إلى 400 جنيه للطن، موجهين اتهاما مباشرًا لمصانع السكر لتحقيق هامش ربح يتجاوز 3100 جنيه فى طن السكر الواحد، بعد خصم تكلفة الإنتاج بالكامل وسعر التوريد المجحف الذى يحصلون عليه. وأكد مزارعو بنجر السكر فى مذكرتهم أنهم بصدد إشهار اتحاد يضم جميع المزارعين على مستوى الجمهورية بدءًا من الموسم المقبل لتحديد سعر التوريد للمصانع وحمايتهم من الضغوط التى يتعرضون لها، وخصوصًا أن سعر التوريد الحالى لا يحقق سوى 1360 جنيها فقط كهامش ربح للمزارع عن الفدان الواحد الذى ينتج نحو 18 طنًا من البنجر، وهى الكمية التى تكفى لإنتاج 2.5 طن سكر بهامش ربح للمصانع يتجاوز 7.5 ألف جنيه، مشددين على أن حرث الأرض بالمحصول وزراعتها ببدائل البنجر أفضل من توريده للمصانع بهذا السعر. وأضاف، المزارعون أن الزيادة فى سعر التوريد التى يطالبون بها لا تضير المصانع فى شىء، لكنها تصب فى مصلحة المزارع - الذى هو فى الأصل - شريك للمصنع فى عملية الإنتاج، موضحا أن سعر طن السكر بلغ 5500 جنيه حاليًا وأنه يصنع من 7 أطنان بنجر سكر بسعر 1890 جنيها حاليًا إضافة إلى 1000 جنيه مصاريف تصنيع وإهلاك ورواتب على الطن، أى أن إجمالى تكلفة الطن 2890 جنيها ويخصم منها 500 جنيه ناتج بيع المولاس والعلف، فتصبح التكلفة 2390 جنيها فقط، أى هامش ربح 3100 جنيه عن الطن الواحد للسكر. وقال محمد عليش، خبير زراعة بنجر السكر: إن تكلفة الإنتاج الزراعى لبنجر السكر تتجاوز 3500 جنيه للفدان، بينما عائد بيع كامل إنتاجه البالغ 18 طنًا لا تتجاوز 4860 جنيها، أى هامش الربح للمزارع 1360 جنيها وهو ما يعنى خسارة فادحة، حيث يستمر المحصول فى الأرض نحو 7 أشهر كاملة، بينما الأرباح الصافية لخط الإنتاج الواحد للسكر بالمصانع يتجاوز 260 مليون جنيه، وهو ما يؤكد أن السعر الذى يحصل عليه المزارع غير عادل بالمرة، ويجب تعديله وزيادته بما يكفل استرداد المزارعين لحقوقهم، خصوصًا وأن التعاقد كان فى أغسطس الماضى، أى قبل اتضاح الرؤية لبدائل البنجر كالقمح. وأكد أن عدم تشجيع مزارعى بنجر السكر يعنى إحجامهم تمامًا عن زراعته، وهو ما يعنى توقف مصانع السكر عن العمل، وخصوصًا أن التوسعات المستقبلية لمصانع السكر حتى عام 2012، التى ستتطلب 3 ملايين طن بنجر سكر إضافية إلى جانب 6 ملايين طن تنتج حاليًا، تحتم زيادة المساحات المنزرعة ببنجر السكر إلى 450 ألف فدان بدلا من 300 ألف فدان فى الموسم الحالى.