"أنا اشتريت كل حاجاتي اليومين دول عشان مبقاش مضطرة أنزل أشتري يوم الانتخابات، محدش عارف حيحصل إيه" هكذا قالت سعاد، ربة المنزل، عندما سألناها عن استعدادها لانتخابات الرئاسة التي تنطق غدا الأربعاء وبعد غد الخميس. وأضافت سعاد "أنا خايفة البلد تبقي مقفولة ومعرفش ألاقي احتياجاتي من الخضار وغيره، عشان كده اشتريت معظم احتياجاتي، أنا وقفت 5 ساعات في الطابور في الانتخابات اللي فاتت وغالبا برضو الانتخابات ده حتبقى زحمة قوي". حديث سعاد يعكس حالة الأسواق التجارية في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، فبالرغم من توقعات المجتمع التجاري التي تشير إلى حالة من الركود تخيم علي الأسواق في أثناء يومي التصويت في إلا أنهم في انتظار هذا الحدث ليعيد الأمل لديهم في الاستقرار وتحقيق الأمن والأمان ودوران عجلة الإنتاج مرة أخري "بوابة الأهرام" ترصد آراء التجار. محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية, يقول إن هناك حالة من الترقب تسود أسواق الصرافة منذ أسبوع, وتتصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات, مشيرا إلى أنها ستصل لذروتها خلال الأسبوع القادم وحتى جولة الإعادة المتوقعة. وقال الأبيض: إن جميع شركات الصرافة ستستمر في عملها في أثناء فترة الانتخابات, لافتا إلى أن كل المؤشرات تبشر بالهدوء في الأسواق في ظل التوقع باستقرار الحالة الأمنية للبلاد. وأضاف الأبيض, أن السوق ينتظر الانتخابات الرئاسية منذ اندلاع الثورة أعادة روح الأمل في الاقتصاد المصري بكافة قطاعاته التجارية من خلال تحقيق الاستقرار وعودة هيبة الدولة وبالتالي تنشيط حركة السياحة التي بموجبها تنتعش معظم الأسواق. أما محمد المصري نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية, فيشير إلى أن هناك حالة من الترقب لا يمكن التنبؤ بها في الأسواق التجارية حيث أن هذا الحدث فريد من نوعه علي البلاد منذ 60 عاما. وناشد المصري, جموع التجار بضرورة استمرار عجلة الإنتاج في مختلف دون توقف، خاصة وأن يومي الانتخابات يلحقهما أجازات نهاية الأسبوع ولابد من تعاون الجميع, مشيرا إلى الاقتصاد المصري في أحوج مرحلة يمر بها. وأشار نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية, إلى أن الشعب المصري لا يستطيع الاستغناء عن احتياجاته اليومية خاصة في السلع الاستهلاكية بالرغم من انشغاله في الانتخابات الرئاسية. وتوقع صلاح عبد الهادي رئيس شعبة المصوغات والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية للقاهرة, أن تسود بالتزامن مع انتخابات الرئاسة حالة من الكساد في مختلف الأسواق التجارية وسوق الصاغة علي وجه الخصوص, بما أنها سلعة ثمينة السعر. وتابع قائلا: إن هذا اليوم فريد من نوعه علي الشعب المصري وجموع المستهلكين ينشغلون بحالة الانتخابات وبالتالي فإن حركة الأسواق ستصبح "زيرو" في عمليات البيع والشراء. وقال نجيب فليب تاجر ذهب بسوق الصاغة: إن السوق لن يغلق أبوابه, لافتا إلى أن التجار سيتحملون مسئولية تأمين منشآتهم التجارية في هذين اليومين نظرا لتدني الحالة الأمنية في الأسواق، بالإضافة إلى انشغال القطاع الشرطي وحشد جميع طاقته في تأمين اللجان الانتخابية. وأضاف فليب, أن أسعار الذهب ارتفعت منذ أسبوع لأكثر من 7 جنيهات في الجرام الواحد، الأمر الذي شكل حالة من الركود بالأسواق. وقال منير فوزي صاحب أحد المحلات بوسط البلد: هناك تخوفات تدور في أذهان معظم أصحاب المحلات خاصة بمنطقة وسط البلد لقربها من ميدان التحرير محور المظاهرات, مشيرا إلى أن هذا الحدث جديد علي الشعب المصري ولا نستطيع التنبؤ بتداعياته علي الأسواق ولن من المحتمل أن تسود الأسواق حالة من الهدوء خاصة في السلع المعمرة، فلا يفكر أحد في شراء هذه السلع في مثل هذا اليوم. وأوضح فوزي, أن هناك بعض المحلات تقوم بتأمين نفسها بغلق المحلات مبكرا، خصوصا أن عمليات البيع والشراء ستكون ضعيفة جدا.