تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من القبض علي محاسب بالمعاش ونجليه، بعد أن قاموا بتعذيب نجار شاب أعلي سطح أحد العقارات بمنطقة الدقي، فقام المجني عليه بالقفز من السطح للهروب منهم، فلقي مصرعه في الحال، وقدتم إلقاء القبض علي الجناه بعد هروبهما إلى الإسكندرية. كانت تحريات المقدم مصطفي محفوظ رئيس مباحث الدقي، كشفت أن الجثة لعامل من بولاق الدكرور كان يقوم بإصلاحات بشقة محاسب بالطابق السادس، وتبين من مناظرة الجثة وجود آثار تعذيب، كما عثرت المباحث علي بطاقة المجني عليه داخل شقة المحاسب، وعثر علي دفتر ايصالات أمانة عليه بصمات الضحية وهاتفه المحمول وصاعق كهربائي داخل شقة المتهمين الذين تمكنوا من الهرب بعد ارتكابهم جريمتهم، بينما تمكنت مباحث الجيزة من القبض على زوجة المتهم يوسف حسين. التقت "بوابة الأهرام" أحمد السيد قاسم الشاهد الوحيد فى القضية، بعد أن احتجز 3 أيام للتحقيق معه من قبل النيابة العامة، وقال: "إنه كان بصحبة صديقه مصطفى فتحى (المجنى عليه) وأن المتهمين قاموا باستدراجنا أعلى سطح المنزل وتوثيقنا لاتهامهم المجنى عليه بسرقة كلبين وتناوبوا التعذيب على مصطفى وفي أثناء ذلك طلب منهم الضحية كوبا من المياه ثم غافلهم وقام بإلقاء نفسه من الطابق السادس. كما التقت "بوابة الأهرام" بحارس عقار مجاور لمكان الجريمة رفض ذكر اسمه، قال: منذ أيام وجدت المتهم يوسف حسين ( 53 سنة) وهو صاحب الشقة الكائنة بالطابق السادس ونجليه مصطفى وأحمد يبحثون عن كلبين سرقا من أعلى السطح وفي أثناء البحث عنه سأل أحمد الابن الأصغر للمحاسب، أحد المعينين بخدمة أمن سفارة نيبال الكائنة بشارع الحسن بالمهندسين والذى قال له إنه شاهد شخصاً أسمر اللون ونحيف الجسد بصحبته كلب في وقت متأخر من الليل. وأوضحت خادمة تعمل بالعقار المواجه لمسرح الجريمة أنها شاهدت المحاسب ونجليه ومعهما 3 آخرون يقومون بتعذيب الضحية، حيث كان يقوم نجل المحاسب بإشعال النار في أكياس بلاستيك وخراطيم الكهرباء ويقوم بتنقيط كتل من النيران على جسد الضحية بعد أن جردوه من ملابسه، ثم يقوم الابن الثاني مصطفى بصعق المجنى عليه بصاعق كهربائي والذى لفت انتباهي من شدة صوته، حيث سمعت صوت المجنى عليه يستغيث ويقول "ارحمونى حرام عليكم أنا مش حرامي والله العظيم". وأضافت الخادمة أنه صعد أكثر من شخص أعلى سطح العقار لإنقاذ المجنى عليه وصديقه لكن المتهمين رفضوا وظلا يعذبان الضحية أمام صديقه لمدة 5 ساعات متصلة. انتقلت "بوابة الأهرام" إلى منطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور والتقت بالسيدة نادية والدة مصطفى فتحي( 26 سنة ) الشاب المجنى عليه والتي بدأت تروي القصة والدموع لم تفارقها طوال اللقاء ووضعت يديها على رأسها بعد أن أمسكت بصورة نجلها وقالت: "ابنى حبيبى قتلوه المجرمون حسبي الله ونعم الوكيل، أنا أعرف الناس اللى قتلوا ابنى من 12 سنة، حيث كنت أقوم على رعاية والد زوجة المتهم يوسف حسين وبعد وفاة والدها، كانت تتصل بى لمساعدتها فى أعمال المنزل. وكنت أشاهد أولادها يعتدون بالضرب على والدهم وكان الأب ونجلاه يتعاطون المخدرات، كما كنت أشاهد الزوج يتعدى على زوجته بالضرب أيضاً بعد أن استولى على جميع مصوغاتها الذهبية وباعها من أجل شراء المخدرات. وأضافت أن المتهم يوسف كان يطلب من أولادي محمد ومصطفى القيام بأعمال الصيانة للمنزل وكنت أحذرهما من سوء معاملة يوسف ونجليه ومنذ عام قام نجله أحمد بشراء كلبين بمبلغ 400 جنيه وكان يقوم بتربيتهما أعلى سطح العقار وبعد مرور شهور، قام يوسف ببيع كلب منهما بسبب عدم القدرة على توفير الأكل لهما. تستكمل الأم المكلومة كلامها: قبل الحادث بيومين اتصل نجل يوسف (أحمد) بابني مصطفى وقال له تعالى أنت وشقيقك محمد لتصليح باب أعلى سطح العقار، برغم أن مصطفى كان عندهم منذ أسبوع، ثم اتصلت زوجة يوسف فى اليوم التالى وقالت لى خلى مصطفى ومحمد يحضروا. وفى يوم الحادث رفض محمد الذهاب مع شقيقه مصطفى وذهب معه أحد أصدقائه ويدعى أحمد السيد قاسم (الشاهد الوحيد على الواقعة). وقالت الأم لا أعلم ما حدث بعد ذلك وفوجئت بجثة ابنى بمشرحة زينهم، حيث قام الأب ونجلاه وآخرون بتعذيب ابنى ثم ألقوه من أعلى سطح العقار بتهمة سرقة كلبين.