تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليونان اليوم الخميس، لإظهار تضامنها مع أثينا في مرحلة ما بعد التقشف ولتقديم دعم دبلوماسي بشأن قضية تغيير اسم الجارة مقدونيا. وستجري ميركل التي واجهت تظاهرات غاضبة احتجاجا على إجراءات التقشف خلال زيارتها الأخيرة في 2014، محادثات مع رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس ستتطرق خلالها إلى المسألة الشائكة المتعلقة بالتغيير الوشيك لاسم مقدونيا. والدولة التي انفصلت عن يوغوسلافيا، تحمل نفس اسم مقاطعة في شمال اليونان. واتفق تسيبراس ونظيره المقدوني زوران زاييف من حيث المبدأ على أن تغير سكوبيي الاسم إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية". لكن على النواب في سكوبيي أن يصوتوا على التسمية في خطوة تنطوي على أربعة تعديلات دستورية وتتطلب تأييد ثلثي أعضاء البرلمان. ويدعم الاتحاد الأوروبي تغييرا للاسم قد يمهد لعضوية هذا البلد في الاتحاد، وكذلك في حلف شمال الأطلسي. وكانت ميركل زارت سكوبيي لإظهار الدعم قبيل الاستفتاء الذي أجري العام الماضي على تغيير الاسم. لكن المسألة لا تزال تثير انقسامات في اليونان حيث يعارض أحد أحزب الائتلاف الحكومي برئاسة تسيبراس تغيير الاسم، ما يهدد غالبيته البرلمانية. وبدوره يعارض حزب "الديموقراطية الجديدة" أكبر أحزاب المعارضة المحافظة تغيير الاسم، ويريد انتخابات جديدة من غير المتوقع رسميا حصولها قبل أكتوبر. وتعتزم ميركل أيضا إثارة الموضوع خلال محادثاتها الجمعة مع الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس ومن ثم مع زعيم حزب الديموقراطية الجديدة كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي يعد حزبه حليفا في البرلمان الأوروبي لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه. وعشية زيارتها قالت المتحدثة باسمها مارتينا فييتس إن ميركل ورئيس الوزراء اليساري المتطرف سيناقشان مسائل "أوروبية ودولية". وبلغ التوتر اشده بين برلينوأثينا خلال أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، عندما أصرت حكومة ميركل على إجراءات تقشف قاسية لليونان مقابل صفقة إنقاذ دولية. وقال ثانوس فيريميس، أستاذ التاريخ السياسي في جامعة أثينا، لوكالة فرانس برس أنه قبل أربعة أشهر على الانتخابات الأوروبية فإن "زيارة أنجيلا ميركل ستظهر التضامن الأوروبي مع اليونان، وهو نجاح لأوروبا". ونقلت صحيفة كاثيميريني عن ميركل قولها قبيل الزيارة إن اليونان لديها دعم المستشارة الكامل، مثنية على "العلاقات الوثيقة" بين الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي والشريكين في حلف شمال الأطلسي. وأضافت كاثيميريني نقلا عن ميركل "أدرك أن السنوات القليلة الماضية كانت صعبة جدا لعدد كبير من الأشخاص في اليونان. إن أوروبا أظهرت تضامنها من خلال ثلاثة برامج انقاذ ودعمت اليونان في مسعى الإصلاحات لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي" مشيدة ب"التقدم الكبير" الذي أحرز منذ ذلك الوقت.