أظهرت اليوم النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية الجزائرية التى جرت أمس فوز خمسة أحزاب أسلامية ب 63 مقعدا من مجموع 462 مقعدا فى أول برلمان بعد ثورات الربيع العربى التى اندلعت على جانبى الجزائر سواء شرقا أو غربا . فقد حصل تكتل "الجزائر الخضراء" على 48 مقعدا هو تحالف بين ثلاثة أحزاب إسلامية شكل في مارس الماضي، ويضم "حركة مجتمع السلم " برئاسة أبو جرة سلطانى المحسوبة على حركة الأخوان المسلمين و"حزب النهضة" برئاسة فاتح الربيعى و"حزب الإصلاح الوطني" برئاسة حملاوى عكوشى . بينما حصل حزب جبهة العدالة والتنمية برئاسة المعارض البارز عبد الله جاب الله على 7 مقاعد فيما جاء فى المرتبة الأخيرة حزب جبهة التغيير برئاسة وزيرالصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرةالمنشق عن حركة مجتمع السلم على 4 مقاعد فقط . وفى المقابل حصل "جبهة التحريرالوطني"الحاكم حصل على 220 مقعدا من أصل 462 في الانتخابات التشريعية محتلا بذلك المركز الأول فيما فى المركز الثانى حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذى يرأسه الوزيرالأول أحمد أويحيى المتحالف مع جبهة التحرير بحصوله على 68 مقعدا. ويرى فاتح الربيعى رئيس حركة النهضة أن النتيجة التى أعلنها اليوم وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية بشأن الأحزاب الإسلامية جاءت صادمة لكافة أبناء الشعب الجزائري الذى كان يتطلع إلى تغيير وأصلاح أحواله الاجتماعية والاقتصادية وخاصة أن الاقتراع على الانتخابات التشريعية فى الجزائر جاء بعد ما شهدته المنطقة من ثورات الربيع العربى فى دول الجوار . وقال فاتح الربيعى بالجزائرأن المقاعد التى حصلت عليها تحالف "الجزائرالخضراء " جاء بعد التلاعب فى النتيجة حيث أن التحالف حصل على المركزالأول أوالثانى فى 17 ولاية ...كما أن هذه النتيجة التى حصل عليها التحالف تعييد إلى الأذهان سيطرة الحزب الحاكم على الحياة السياسية وحمل رئيس حزب النهضة الإدارى أى الحكومة مسئولية ما حدث ..مشيراإلى قادة التحالف عقدوا مساء اليوم إجتماعا طارئا وتم الأتفاق على وضع "خارطة طريق " لكيفية التصرف خلال المرحلة القادمة كماأن التحالف بصدد توسيع التشاور مع بقية الأحزاب الأسلامية من أجل أطلاع الشعب الجزائرى ما حدث بحقه. وردا على سؤال حول خطة التحرك خلال الفترة القادمة وخاصة وأن فترة البرلمان الجديد تستمر خمس سنوات . قال فاتح الربيعى أن هناك العديد من الوسائل القانونية والدستورية للعمل ومخاطبة الجماهير والأتفاق على موقف موحد . وحول أمكانية الدخول فى تحالف رئاسة مع حزبى السلطة وهما جبهة التحريرالوطني والتجمع الوطنى الديمقراطي . قال رئيس حزب النهضة الإسلامية أن هذاالموضوع يتطلب إلى الرجوع إلى مجلس شورى الأحزاب الإسلامية الثلاثة التى يتألف منها تحالف " الجزائرالخضراء " وردا على سؤال حول عزوف المواطنين عن المشاركة فى الانتخابات حيث أظهرت الانتخابات التشريعية التى أجرت مشاركة نحو 42.36 فى المائة حيث شارك فيها 7 ملايين و 509 الاف و 549 صوتا من مجموع 21 مليونا و 624 ألف ناخب وناخبة .. قال الربيعى أن أسباب عزوف المواطن الجزائري متعددة منها عدم اطمئنان الناخب أن صوته لن يحدث له تزوير بالإضافة إلى حرص القائمين على الإدارة على تشوية العملية السياسية خلال الفترة السابقة مما أدى إلى أتساع الهوة بين الشعب ومن يحكمه جدير بالذكر أن ستة أحزاب إسلامية فى الجزائر كانت قد حصلت فى أعقاب أنتخابات عام 2007 على نسبة إجمالية بلغت نحو 18% من الأصوات البالغة 34 % ممن يحق لهم التصويت وذهب نحو نصف هذه الأصوات إلى حركة مجتمع السلم المشاركة في الحكومة بأربعة وزراء. وقد توقع وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم والممثل الشخصي للرئيس الجزائري مؤخرا فوز الإسلاميين فى بلاده بنسبة تتراوح بين 35% و40% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التى جرت أمس وهو ما لم يتحقق وحصلوا على 14 % من جهته ...قال الخبير السياسي والمتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية حميد ياسين أن نتائج الانتخابات التشريعية التى ظهرت اليوم أظهرت مدى نجاح الحكومة فى أقناع المواطنين فى عدم التصويت للأحزاب الإسلامية وإقناعه فى نفس الوقت أن الأحزاب التى تمثلها الحكومة تستطيع أن تحقق للمجتمع الاستقرار وهو أمر كان مفقودا خلال سنوات الإرهاب التى استمرت 15 عاما منذ بداية التسعينيات . وأضاف ياسين فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط أن تراكم الأحداث الأمنية بالنسبة للجزائريين منذ الغاء الأنتخابات التشريعية فى عام 1991 عقب فوز جبهة الأنقاذ الأسلامية المحظورة بأغلبية مقاعد البرلمان جعلهم يخشون من أو يؤدى التغيير إلى ضياع الأستقرار النسبى التى تتمتع بها الجزائر حاليا وخاصة وأن التغيير يتطلب فترة انتقاليةوهناك أشخاصا من الأحزاب الإسلامية شاركت فى تولى مناصب وزارية ولم يثبت كفاءتها ..مشيرا إلى أن هناك سبب ثالث لعزوف الناخبين عن التصويت للاحزاب الأسلامية وهو أن الدول التى شهدت فيها ثورات منذ يناير عام 2011 تعيش حاليا ظروف أقتصادية صعبة وهو أمر غير موجود فى الجزائر بعد أن قامت الحكومة الجزائرية برفع رواتب المواطنين وفتح المجال السياسي وإنشاء الأحزاب الأساسية وإطلاق الوعود لأنشاء قنوات أعلامية خاصة وأشار إلى أن حصول الحزب جبهة التحرير على 220 من مجموع 462 مقعدا جاء بسبب تصويت الجزائريين بعاطفتهم وخاصة أن جبهة التحرير قاد الثورة حتى تم الأستقلال للبلاد.