أكدت جامعة الدول العربية أن المجتمع الدولي يقع علي عاتقه مسئولية أخلاقية وقانونية وضميرية تتمثل في ضرورة السعي لإنهاء تبعات نكبة فلسطين وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني. وطالبت الجامعة في بيان جميع القوى والدول المحبة للسلام للعمل بكل إمكانياتها لتحقيق السلام والاستقرار المنشود للمنطقة. وأضافت "نعود إلى قرار التقسيم رقم 181 الذي صدر في 29 نوفمبر 1947 ، ونذكر بما أحاط بهذا القرار من غموض وضغوط ومؤامرات لإصداره، وبوثائق ومحاضر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صدرت بهذا الخصوص وآخرها ما جاء في كتاب لبني موريس المؤرخ "الإسرائيلي" عن رشاوي دفعت وضغوط مورست على بعض الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إما لتغيير موقفها أو لانحيازها للتصويت لصالح القرار الذي صدر بأغلبية صوت واحد عن ثلثي الأصوات التي يحتاجها لإقراره". وتابع بيان الجامعة أن هذا القرار صدر على غير إرادة الشعب الفلسطيني، وأدى إلى تمزيق أرضه، وتغييب هويته الوطنية وأدى إلى ظلمه ظلماً فادحاً مستمراً منذ أكثر من 64 عاماً على صدوره. وذكر أن (قرار 181) أدى إلى حالة من الاضطراب والفوضى والحروب المتلاحقة في المنطقة، التي لا تزال تعيش حالة من الاحتقان والفوضى ودق طبول الحرب وتكديس إسرائيل للسلاح المتطور كماً ونوعاً، وتعالي صيحات التطرف والعنصرية ونكران الآخر وممارسات نظام التطهير العرقي والتمييز العنصري "أبارتهايد" بممارسة العزل والتفرقة العنصرية والاستيطان وسرقة المياه وزج الآلاف بالسجون وحصار غزة وتهويد القدس والعمل بكل الوسائل على تمزيق الأرض الفلسطينية. وأشار إلى معاناة فلسطيني 1948 من هذه السياسات العنصرية الإسرائيلية، ووجود أكثر من 300 ألف فلسطيني يحملون "الجنسية الإسرائيلية" مهجرين داخل وطنهم عن أرضهم وقراهم ومنازلهم وقراهم كما هو الأمر في قرى اقرط، وكفر برعم، ولفتا، ودير ياسين، وكما يجري في النقب من عملية تهجير لأهلها الفلسطينيين. وأضاف البيان، تأتي هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية في مقابل التوجه العربي والفلسطيني من أجل السلام والقبول بمبدأ حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيه عام 1967، إلا كما نرى على جانب آخر ضغوطاً مماثلة للضغوط التي مورست عام 1947 ضد الشعب الفلسطيني، تمارسها دول بعينها على الشعب الفلسطيني، لحرمانه من حقوقه الوطنية المشروعة والحيلولة دون قبول دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأممالمتحدة وذلك رغم اعتراف ما يقارب 130 دولة من دول العالم بدولة فلسطين. وأكدت جامعة الدول العربية، مجدداً على التمسك بمبادرة السلام العربية طريقاً واحداً للسلام والاستقرار في هذه المنطقة التي لا تزال تعاني من الفوضى والاضطراب وشبح الحروب، وطالبت بوقف الضغوط الممارسة على الشعب الفلسطيني وقيادته، حتى لا تبقى هذه المنطقة بؤرة للاضطراب والفوضى وسفك الدماء، ومواصلة إسرائيل لتطرف العنصري والعنف وانغلاق الفكر، وحتى تسير المنطقة في طريق السلام والتعايش كما دعت مبادرة السلام العربية. وشددت الجامعة على أن حجر الزاوية في تحقيق ذلك هو قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيه 1967 وعاصمتها القدس، مع الانسحاب الإسرائيلي في كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، والتمسك بتطبيق القرار الأممي 194 ووفق ما نصت عليه مبادرة السلام العربية بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين. وتوجه البيان في هذه الذكرى (ذكرى النكبة) بالتحية والإكبار للشعب الفلسطيني الذي صمد على أرضه وتمسك بهويته الوطنية، ولم تكسر له إرادة في التمسك بأرضه الفلسطينية وهويته الوطنية وحقوقه الثابتة وقدم غالي التضحيات رغم قسوة الاحتلال وتنكر بعض دول العالم لحقوقه وغياب العدالة لأكثر من ستة عقود مرت على تهجيره عن أرضه.