قال سياسيون ومفكرون، إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجددا لتطوير الخطاب الديني، بمثابة رسالة لكل مؤسسات الدولة، للسعي من أجل تجفيف منابع التطرف الفكري الذى يغذي الإرهاب والعنف، وأضافوا، أن الرئيس كان واضحًا فى تأكيده اليوم، أن بعض مفردات الخطاب الديني لم تعد صالحة لمرور 1000عام عليها، مطالبين بضرورة إيجاد إستراتيجية واضحة لمواجهة الفكر المتطرف. سلاح واحد لا يكفي يقول حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين ل"بوابة الأهرام"، إن مواجهة الإرهاب والتطرف لا تقوم بسلاح واحد، وإن المواجهة الأمنية مطلوبة لا شك في ذلك، ولكنها وحدها لا تكفي، إذ لا بد من تضافر جهود مختلفة، والتنسيق بينها، لافتًا إلي الدور الثقافي من خلال الأندية ومراكز الشباب وتدريس مخاطر الإرهاب في المناهج التعليمية، وأيضا الدور الديني، وبذل جهد في تصحيح الخطاب الديني، مثلما دعا الرئيس السيسي، والمنوط به مؤسسة الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، مؤكدًا أن التكامل بين هذه المؤسسات والهيئات يضع حلًا جذريًا وسريعًا لمواجهة الإرهاب والتطرف. ## وشدد "الكنيسي" علي دور الإعلام، وضرورة أن يكون مواكبًا لكل هذه الهيئات، ومطلعًا علي الجهود المبذولة، وشريكًا فيها بالتغطية، وإظهار الجوانب الهامة منها، لأنه يتولي عملية التوعية بشكل كامل من خلال نقل جهود الدولة المبذولة علي أرض الواقع إلي المواطنين عبر الشاشات والإذاعات، مؤكدًا أن محاربة الدولة للإرهاب لن يحدث إلا إذا كان الإعلام ناقلًا لجهودها ومدافعًا لها ومُعلنًا عنها . تصحيح الفكر الديني يقول المفكر القبطي، جمال أسعد، إن الإرهاب والتطرف قضية تاريخية ومحلية وعالمية، وإن التطرف يبدأ فكرًا وينتهي قتلًا موضحًا: "فكرة القتل الجسدي والعمليات الإرهابية الحقيرة هي المرحلة الأخيرة والنهائية للتردي الفكري ولتسطيح الوعي". وعن كيفية مواجهة هذا الإرهاب، قال "أسعد"، لابد من مواجهة أمنية مثل التي تحدث في عملية سيناء 2018، لافتًا إلى النجاحات المتحققة من هذه العمليات للقوات المسلحة، وأيضًا العمليات الاستباقية للشرطة التي حدثت في منطقة حادث دير الأنبا صموئيل، باعتبارها تواصل الحدود الغربية بين مصر وليبيا، تلك الحدود التي تمتد مساحتها إلي 250 كيلو مترًا، أي أن هذه الحدود هي المسرح السهل للكر والفر لهذه التنظيمات.## وأكد أن المواجهة الأمنية مطلوبة بلا شك، لكن عملية مواجهة الإرهاب لا يكملها إلا المواجهة الفكرية، وذلك بتصحيح الفكر الديني، لافتًا إلي أن الرئيس السيسي، نادي بذلك منذ ولايته الأولي وحتي الآن: "مطلوب تصحيح الفكر الديني وليس الخطاب الديني". وأضاف "أسعد"، "أن جوهر الإرهاب في المقام الأول للتمكن من الشباب، والسيطرة علي عقولهم هو قبول الآخر، والإرهابي يرفض الآخر المسلم، لأنه يختلف معه في فكره الديني، ويعتبره كافرًا، لذلك مطلوب تصحيح الفكر الديني، وتعزيز فكرة قبول الآخر الديني والسياسي والثقافي والاجتماعي، لأن تقدم الدولة ونهوضها لن يحدث إلا بترويج فكرة قبول الآخر، مؤكدًا أن قبول الآخر يُسقِط فكر المتطرفين والإرهابيين". الحوار مطلوب وعن الدور السياسي، قال اللواء فؤاد علام، عضو المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب السابق، إنه يجب مخاطبة هؤلاء الإرهابيين من خلال عمل لقاءات مع بعض الشخصيات من معتنقي هذا الفكر، علي أن تحاورهم شخصيات سياسية محنكة ومثقفة لتصحيح مفاهيم خاطئة تأصلت لديهم. ## وأضاف ل"بوابة الأهرام"، أنه لابد من خلق وعي سياسي بعمل هذه اللقاءات، قائلًا: "نحن لا نستطيع حظر فكر، ولكن نستطيع مواجهة الفكر بالفكر"، لافتًا إلي دور المسئولين في الدولة، بأن ينتهجوا منهج الرئيس السيسي في لقاءاته مع الشباب، ويذهبوا هم أيضًا إليهم داخل الجامعات، ويقوموا بتوعيتهم سياسيًا بالتحديات التي تواجه الدولة، والجهود المبذولة في التصدي لها، قائلًا: "ما المانع أن يزور رئيس الوزراء شبابنا في الجامعات لتوعيتهم سياسيًا بمخاطر الإرهاب"، مضيفًا: "لابد من خلق وعي سياسي يتبناه مسئولون خاصة في أوساط الشباب".##