أكد الدكتور خيرى حامد العشماوى، أستاذ الاقتصاد الزراعى بالمركز القومى للبحوث، أن معظم الدول الأفريقية لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى للغذاء، نظرا لوجود مساحات كبيرة صالحة للزراعة وتوفر المياه اللازمة للزراعة بها. وأشار العشماوى إلى أن مصر بإمكانها تحقيق اكتفاء ذاتى فى القمح بنسبة تتراوح ما بين 80 إلى 85%، وكذلك الذرة، وذلك عن طريق زيادة مخصصات البحث العلمى لقطاع الزراعة، وتطبيق سياسة سعرية ثابتة للتقاوى المحسنة كنوع من الدعم غير المباشر من وزارة الزراعة، حتى نستطيع زيادة الإنتاج المحلى من القمح بنسبة 30%، واستنباط محاصيل زراعية جديدة. وأيد العشماوى البحث العلمى "الحصاد الجديد" الذى قام به البروفيسور كاليستوس جوما، أستاذ التنمية الدولية فى جامعة هارفارد الأمريكية، الذى توصل إلى أن أفريقيا تستطيع الاكتفاء ذاتيا فى مجال الغذاء خلال جيل واحد. حيث أكد الباحث أن تحسين البنية التحتية وتعزيزات آليات الحصاد قد ترفع إنتاجية الأراضى الزراعية فى القارة الأفريقية. وأضاف الباحث أنه يمكن لأفريقيا أن تطعم نفسها بنفسها، وأن تتحول من مستورد يعانى نقصا فى الغذاء إلى الاكتفاء الذاتى. كما أشار إلى أن الاكتفاء الذاتى فى المواد الغذائية سيتطلب تحولات كبرى فى السياسات التى أدت إلى الاعتماد على المساعدات الغذائية والواردات. وأوضح العشماوى قائلا "السودان على سبيل المثال يمكنها تحقيق اكتفاء ذاتى من المنتجات الحيوانية نظرا لكثرة المراعى، وزيادة إنتاجية رؤوس الماشية هناك، مما سيحقق الاكتفاء الذاتى والذى سيعود بالطبع على قارة أفريقيا كلها. وبالنسبة لإنتاج السودان من القمح فلا يزال تحقيقها اكتفاء ذاتيا من القمح محاصرا بعلامات استفهام عديدة، حيث يمثّل ارتفاع درجة الحرارة فى السودان مشكلة رئيسية نحو تحقيق اكتفاء ذاتى من القمح، لكن يمكن لدول أخرى مثل أثيوبيا أن تستغل المساحات الزراعية الشاسعة ذات التربة الخصبة فى توفير المحاصيل الرئيسية من القمح والذرة، ولكنها بحاجة إلى تكنولوجيا مناسبة لإقامة سدود للاستفادة من المياه المهدرة". وأضاف "أتمنى أن يكون هناك اتفاق بين الدول الأفريقية سواء دول المصب أو المنبع لزيادة الاستثمارات الزراعية فى بعض الدول وخاصة أثيوبيا وبذلك نستطيع الاكتفاء الذاتى فى الغذاء.