بعيدا عن منزله وأسرته.. قرر ترك مدينته بمحافظة القليوبية والتوجه نحو العاصمة، حيث مدرسة المتفوقين الثانوية بنين بالقاهرة، بعد أن اجتاز كافة الشروط، لتبدأ رحلة جديدة من تحمل المسئولية والمثابرة التي انتهت بصراخ أمه في أذنه وهي تقول "الحق يا أحمد الوزير بيتصل قوم". أحمد شعبان أحمد عبد الحميد، الحاصل على المركزالأول مكرر بالثانوية العامة، شعبة علمي رياضة، من مدينة بنها بمحافظة القليوبية ولأنه كان ضمن فريق الأوائل بالشهادة الإعدادية، قرر الالتحاق بمدرسة المتفوقين بالقاهرة وهو ما تطلب منه قرارا بتحمل المسئولية والتخلي عن منزله وأسرته، للتوجه نحو مدرسته التي تعد ضمن المدارس"الداخلي" بالقاهرة. "كنت بزور أهلي كل فترة، وكان شئ صعب جدا عليا فراقهم لكن هدفي كان بيهون عليا وعليهم الزعل ومشقة السفر والمواصلات كل أسبوع"- وفق ما قاله أحمد الذي أكد أن مدرسته هي صاحبة الفضل الأول في حصوله على هذا المركز رغم المعاناة. يضيف أحمد: "بفضل الله وبفضل اهتمام المدرسة والمدرسين وضميرهم الحي، لم أسع لأخذ دروس خصوصية، وهو ما ساعدني على التحصيل الجيد والتركيز في جو هادئ جعلني لا أفكر إلا في المذاكرة وتأدية الفروض فقط. لم ينعزل أحمد ولم يعتكف أو يتزمت كما يفعل معظم الطلاب في هذا العام وإنما .." كنت بخرج مع أصحابي أحيانا لكن معظم الوقت كنت بحب أمارس هوايتي المفضلة وهي القراءة " يهدي الطالب الحاصل على المركز الأول مكرر، نجاحه لأمه التي تحملت غيابه بقلق بالغ كما يهديه لوالده مدرس اللغة العربية الذي ساعده كثيرا في تحصيلها بعمق ويسر. ويؤكد أنه كان يتوقع حصوله على أحد المراكز بحسب توقعات معلميه لافتا أنه لم يكن يقضي سوى 4 ساعات فقط بالمذاكرة ولكنها كانت بتركيز متقن وأنه سيتقدم لكلية الهندسة قسم بترول. وعن استقباله لنبأ حصوله على المركز الأول للثانوية العامة يقول أحمد: إنه كان نائما واستيقظ على صراخ أمه في أذنه "الحق يا أحمد الوزير على التليفون.. الحق يا أحمد انت طلعت من الأوائل". يستكمل الطالب روايته .. " قومت من نومي وأنا جسمي كله بيرتعش من الفرحة ومش قادر أرد ولا أنطق ولا عارف أعمل ايه.. بصراحة أجمل مفاجئة والفضل لربنا ولأهلي ولمدرستي" مطالبا جميع الطلاب بتحديد أهدافهم والسعي لتحقيقها وخلع عباء الخوف والهلع من شبح الثانوية العامة واعتبارها مجرد عام دراسي كباقي الأعوام.