قبل سنوات قليلة لم يكن هناك ما يسمى "ترند" وهو مصطلح باللغة الإنجليزية "trend" وشائع جدًا في الأمور الاقتصادية، وخاصة البورصة وهي تعني اتجاه صعود أو هبوط الأسهم، وفي هذا العام أصبح هذا المصطلح شائعًا، بل يستخدم بين النجوم والمنتجين، وأصحاب القنوات الفضائية، ووصل إلى الحقل الإعلامي، فأصبحت الصحف ووسائل الإعلام تستخدمه للتعبير عن رصدها لأفضل الأعمال والبرامج الرمضانية، ويستخدم المصطلح في اليوتيوب والتطبيقات الخاصة بقياسات الرأي، وغيرها من الأمور التي تتطلب معرفة مستوى نجاح أو العرض والطلب على سلع معينة. والمؤسف هو أنه وفي ظل الصراع المحموم بين الفضائيات، وبين النجوم، بدأت لعبة الترندات تنتشر بقوة بين الجميع، فأصبح كل فنان يرددها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنه حقق "ترند" أعلى من غيره، وأن مسلسله في المرتبة الأعلى وأنه على موقع المشاهدة اليوتيوب هو الأكثر مشاهدة. برغم أن المشاهد نفسه لم يكن قد اهتم بهذا العمل، حيث جاء في مقدمة أسوأ البرامج مثلا برنامج رامز تحت الثلج لرامز جلال، ولم يؤكد مشاهد واحد أنه الأفضل، ولكن لأن جهات كثيرة تتكاتف لتحقيق ما يسمى "ترند" لأسباب تجارية خاصة بالإعلانات على القناة التى تعرض البرنامج، يحصل البرنامج على "ترند" أعلى مشاهدة على اليوتيوب.. ونفس الأمر يتعلق بالنجم محمد رمضان، فعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة لمسلسله "نسر الصعيد" والأخطاء الإخراجية، وهبوط مستوى أدائه في هذا العمل، بل وتشابه القصة مع قصص أخرى عن الصعيد، والمبالغة في الشخصية، إلا أنه جاء أيضًا في مرتبة أعلى مشاهدة أي "ترند" أعلى المشاهدات على اليوتيوب. بينما لم تحقق بعض الأعمال "ترند" برغم أهميتها وبها مستوى إخراجي عال وأداء جيد للممثلين، كما هو الحال لمسلسل يسرا "لدينا أقوال خرى" ومسلسل محمد هنيدي "أرض النفاق" وقد يكون السبب هو عرضهما على قناة عربية وليس مصرية.. وقد أصابت معظم النجوم لعنة ال"ترند" فلم يعد لهم شغل شاغل في سهراتهم سوى "ترند" وهو أول ما يسأل عليه النجم عند دخوله الأستديو، حيث ما زالت معظم الأعمال تصور حلقاتها الأخيرة.. وكانت توجد في السنوات الماضية مقاييس أخرى غير اليوتيوب، حيث كان مقياس الرأي "إبسوس" وهو موجود حتى الآن، ولكن لأسباب ما تراجع التركيز عليه بعد جدل كبير بين القنوات المصرية وإحدى القنوات العربية، بعد تصدر برامجها لنسب المشاهدة آنذاك.. والمثير للدهشة هو أن الأعمال التي تعرض على قنوات عربية لايهم صناعها نسب المشاهدة بالقدر الذي يحدث في مصر ولبنان والمغرب، فهم الدول الثلاث التي تهتم بمقاييس المشاهدة بشكل قوي جدًا، بل تركز المغرب على هذه المقاييس لمعرفة أي القنوات أكثر مشاهدة، وأي البرامج تفوق على الآخر، ويعد بهذه المقاييس في لبنان، وخاصة في قنوات مثل ال"بي بي سي" والجديد.. وفي مصر ينشئ مديرو أعمال النجوم صفحات خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ويوظفون فرقًا للدعاية الخاصة بعيدًا عن دعايات الصحف ووسائل الإعلام، دورهم هو نشر أخبار أعمالهم، وتأكيد أن مسلسلاتهم حققت ال"ترند" خلال الأسبوع الأول، والثاني.. وهكذا؛ ليثبت النجم أمام القناة التي يعرض عليها، وأمام منتجه، والجمهور أنه ال"ترند" رقم واحد في رمضان.