فى مثل هذا التوقيت من كل عام تشتعل أزمة نسب المشاهدة، وما هى الأعمال الأكثر مشاهدة، ويقفز إلى المشهد اسم "إيبسوس" التى تهتم برصد نسب المشاهدة، وهى للعلم ليست مهتمة فقط بالأعمال الفنية، إذ إن الجانب الفنى لها لا يتجاوز أكثر من 20 بالمائة من أبحاثها. ومع أول تقرير صدر منذ أيام، أعلنت غرفة صناعة الإعلام أنها ضد كل ما جاء به، وأن قنواتها خسرت تسعة مليارات جنيه بسبب هذه التقارير، لأن ما تأتى به يصب فى مصلحة قنوات أخرى تقدم برامج أكثر سخونة وجذبا للمشاهدين كقناة "إم بى سى" التى يحقق أحد برامجها، وهو "رامز تحت الأرض"، رغم ما يتعرض لانتقادات واتهامات بالفبركة، أعلى نسب مشاهدة. وفى مجال نسب المشاهدة توجد دول عربية كثيرة تهتم بها كدول شمال أفريقيا، مثل المغرب وتونس والجزائر، ومنها معمل" ماروك مترى" الذى يرصد دائما نسب مشاهدة الأعمال، دون جدل وتتقبل القنوات التقارير وتنشر فى جميع الصحف المغربية. ولا يمكن أن تكون نسب مشاهدة لمعمل بحث مثل "إيبسوس" أو "ماروك" أو غيرهما، سببا فى هروب شركات الإعلان من قناة إلى قناة، فلكل قناة جمهورها وطرقها فى جذب المشاهدين. ومعدلات ونسب المشاهدة تتغير من قناة إلى قناة كل يوم وكل أسبوع، فيمكن لمسلسل واحد مثل "ظل الرئيس" أن يصعد بقناة "النهار" إلى أفضل القنوات وهو ما حدث بالفعل أن نالت قناة النهار أهمية كبرى، وحققت نسب مشاهدة مرتفعة فى أقل من أسبوع بسبب بعض مسلسلاتها التى اختيرت بعناية وهى ضمن غرفة صناعة الإعلام، فلماذا هذه الضجة التى قد لا يكون المشاهد لديه خبرة بما يحدث عن نسب المشاهدة.
الإعلامى أحمد سليم، أمين عام المجلس الأعلى لتنطيم الإعلام، قال إنه تم تشكيل لجنة على أعلى مستوى من خبراء الإعلام وبحوث الرأى العام لدراسة الشكوى التى تقدمت بها غرفة الإعلام ضد "إيبسوس" والبدء فى اتخاذ قرار تجاهها، فالأعلى لتنظيم الإعلام هو المنوط به ووضع آلية التحقق من الانتشار ومتابعة تحقيق هذه الآلية وأنه طبقا للقانون فإن عرض التقارير على المجلس أمر لازم ومن اختصاصه وأحقيته. والمثير للدهشة أن المشاهد طبقا لنسب المشاهدة التى نشرت بعد أول عشرة أيام من شهر رمضان يهتم ببرامج المقالب، فلم يكن رامز وحده المتصدر لنسب المشاهدة، بل جاء هانى رمزى وهو يعرض على قناة الحياة فى المرتبة الثانية بعد رامز ثم مسلسل عادل إمام "عفاريت عدلى علام" لأن عادل إمام على المستوى العربى له جمهور كبير أيا كان مستوى مسلسله هذا العام. وجاء "كفر دلهاب" فى المرتبة الرابعة وهو يعرض على قناة "أون تى فى"، ومن المؤكد أن هناك بعض المؤشرات التى تؤكد أن نسب المشاهدة هنا ليست بها سوء نوايا لأن القناة الأولى بالتليفزيون المصرى تصدرت بفترتين "حديث الإمام" و"القرآن الكريم" أى فترة المغرب، وهو ما يؤكد أن ما يثار كل عام وفى هذا التوقيت من حروب وأزمات حول نسب المشاهدة مفتعل، ولا داعى له، لأن المعلن أو المشاهد، لا يهمه تلك التقارير، بل يهمه مصداقية القنوات التى يتعامل معها، وأهمية ونجاح الأعمال التى تعرض عليها، وبالمناسبة هناك نجوم كبار حققوا نجاحات فى السنوات الماضية، وتراجعت نسب مشاهدة أعمالهم هذا العام فى حين صعدت وجوه أخرى لم تكن مطروحة من الأساس.
