في محاولة لكسر الملل الذي يصيب متابعو البرامج والمسلسلات الدرامية خلال شهر رمضان بسبب كثرة الإعلانات والفواصل خلالها. لجأ عدد كبير من المشاهدين لمتابعة تلك الأعمال عبر القنوات الخاصة بموقع "اليوتيوب" المخصص لعرض مقاطع الفيديو المختلفة. الأمر الذي جعل المسلسلات تدخل في نوع جديد من السباقات بعيداً عن شاشة التليفزيون المعتادة ترصده "المساء الأسبوعية". البداية مع المسلسلات الكوميدية.. حيث يحقق مسلسل "لهفة" لدنيا سمير غانم معدلات مشاهدة غير مسبوقة. حيث يقترب اجمالي عرض الحلقات ال 12 الأولي كلها من 3 ملايين ونصف المليون مشاهدة. يليها مسلسل "الكبير" لأحمد مكي الذي تجاوزت مشاهداته المليوني و700 ألف مشاهدة. منها مليون و124 ألف مشاهدة للحلقة الأولي فقط. وفي مسلسلات الأكشن والإثارة يحقق مسلسل "مريم" لهيفاء وهبي وخالد النبوي معدلات مرتفعة هو الأخر. حيث تجاوز المليوني و400 ألف مشاهدة علي قناة "النهار" صاحبة العرض الحصري للعمل. تجاوز مسلسل "لعبة إبليس" ليوسف الشريف نسبة مشاهدة تجاوز المليون و300 ألف مشاهدة. كما تجاوز مسلسل "تحت السيطرة" لنيللي كريم المليون مشاهدة علي قناتي "سي بي سي" و"المحور" فقط. وهو ذاته ما تكرر مع مسلسل "حواري بوخارست" لأمير كرارة الذي تخطي هو الآخر حاجز المليون مشاهدة مع حلقته العاشرة علي موقع قناة "سي بي سي" وموقع الشركة المنتجة للعمل. كذلك مسلسل "حالة عشق" لمي عز الدين الذي تخطي المليون ونصف المليون مشاهدة علي موقع "النهار" فقط. وتجاوز مسلسل "طريقي" لشيرين عبدالوهاب في مجموع مشاهداته للحلقات ال 13 الأولي ال 800 ألف مشاهدة. وهو ذاته ما تكرر مع مسلسل "الكابوس" الذي رغم تجاوز حلقته الأولي ال 124 ألف مشاهدة إلا أن المعدلات انخفضت كثيراً بعد ذلك ليصل اجمالي عرض الحلقات ال 13 الموجودة علي قناة العرض 500 ألف مشاهدة. * المخرج عثمان أبولبن قال: شئنا أم أبينا أصبح استخدام التكنولوجيا أمر حتمي ليس في مجتمعنا فقط بل في جميع أنحاء العالم. وبالفعل بدأت أعداد كبيرة من المشاهدين مؤخراً في الاتجاه لمتابعة البرامج والأعمال الدرامية عبر الإنترنت استثماراً لأوقاتها التي تضيع في العرض العشوائي للإعلانات. * الفنان عمرو محمود ياسين قال: للأسف الشديد تعدد القنوات التي تعرض عليها المسلسلات المختلفة واختلاف مواعيدها ووجود العديد من الفواصل الإعلانية وفواصل بروموهات المسلسلات جعل المشاهدين "يريحوا دماغهم" ويلجأون لمشاهدة المسلسلات علي قنوات "اليوتيوب" وهي في رأيي أفضل كثيراً. خاصة للمشاهد الذي سيشاهد أكثر من مسلسل. * د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: هناك عدة أسباب للجوء المشاهدين. خاصة الشباب لمتابعة البرامج والمسلسلات.. أولها أنهم أصلاً يقضون معظم وقتهم علي الإنترنت ويقومون بالعديد من الأنشطة المتعلقة به عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبالتالي فيمكنه مشاهدة تلك الأعمال والاستماع إليها ببساطة. أضف إلي ذلك عدم ارتباطها بتوقيت محدد. فهو قد يشاهدها مساء أو صباحاً أو في الوقت الذي يحدده ويتفق وارتباطاته. وأخيراً وهو السبب الأهم والأخطر أنه يبتعد بذلك عن "صداع" وإزعاج الإعلانات الذي يعكر صفو المشاهدة. * وعن التأثير الاجتماعي للمشاهدات الإلكترونية. خاصة علي الشباب.. قالت د.ثريا عبدالجواد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: من الطبيعي أن تنتشر تلك الظاهرة ويلجأ المشاهد سواء كان من الشباب أو كبار السن للمشاهدات الإلكترونية بسبب الوضع المزري والسطوة القبيحة لرأس المال والإعلانات التي تقتحم حق المشاهد دون مراعاة لآداب المشاهدة وقواعد المهنية الإعلامية.. وأضافت: القول إن مشاهدة الشباب للمسلسلات علي الإنترنت قد يؤدي بهم إلي مشاهدة مضامين أخري غير مرغوب فيها أمر غير منطقي. لأننا الآن في عصر فتحت فيه أبواب كل السماوات علي بعضها البعض.