تطلق غدًا في القاهرة أول جائزة أهلية عربية في المقال السياسي للصحفيين الشبان تحمل اسم الكاتب الراحل مصطفي الحسيني خلال حفل التكريم الذي يقام في السابعة مساء غدٍ بدار العين في ذكرى الأربعين لرحيله. يشارك في حفل التأبين الكاتب سعد هجرس، كما تقرأ رسالة من الكاتب الكبير علاء الديب ويشارك من أسرته ابنته الناشطة بسمة الحسيني ونجله الدكتور هاني الحسيني من حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات. وقالت أسرة الكاتب الراحل في بيان :" تأتي الجائزة تكريماً لذكرى الراحل، صاحب كتب "حيرة عربي وحيرة يهودي" و"يوميات موسكو" و"إذا مات الموت"، وأخيرًا "مصر على حافة المجهول" الكتاب الذي صدر قبل ثورة مصر بأسابيع قليلة وتنبأ بوقوعها. وتقدم الجائزة لمقال لصحفي عربي شاب، حول التطورات السياسية في المنطفة العربية والدور المتنامي للحركات السياسية والاجتماعية وتطورات الصراع العربي الإسرائيلي والتأمل في التجليات الثقافية والاجتماعية المتعلقة بهذه المواضيع، وذلك مرة واحدة سنوياً في 20 يناير، الذكرى السنوية لرحيل مصطفى الحسيني، تبلغ قيمة الجائزة خمسة آلاف دولار ويقوم بتحكيم المقالات المقدمة عدد من كبار الصحفيين العرب لا تعلن أسماؤهم إلا بعد إعلان النتيجة. عمل مصطفى الحسيني خلال سنوات اشتغله بالصحافة في جريدة الجمهورية المصرية ثم في مجلة روز اليوسف ومنع من العمل بأمر من أنور السادات فيما عرف ب"مذبحة الصحافة" الشهيرة عقب زيارة السادات إلى إسرائيل، فغادر مصر وعاش خارجها لسنوات طويلة عمل فيها في مجلة الاقتصاد العربي في لندن وشارك في تأسيس جريدة السفير اللبنانية ومجلة اليوم السابع اللندنية ومجلة بدائل. ونشرت مقالات مصطفى الحسيني منذ السبعينات في أهم الجرائد والمجلات العربية مثل السفير والحياة ومجلة الدراسات الفلسطينية والوسط البحرينية والأيام الفلسطينية والنهار اللبنانية وغيرها، ولكن بعض الجرائد الخليجية توقفت عن نشر مقالاته في السنوات الأخيرة بعد أن اتصل بها زكريا عزمي وطلب منها عدم نشر هذه المقالات. انضم مصطفى الحسيني عام 1967 إلى حركة فتح، وقاتل في صفوف مقاتليها في الأردن، ثم شارك في تأسيس مدرسة لتدريب قيادات الحركة في لبنان مع أبو جهاد، كما كان من مستشاري ياسر عرفات قبل أن يختلف معه ويستقيل من الحركة، مبقياً على علاقة وثيقة بالقضية الفلسطينية، والقيادات السياسية للفصائل الفلسطينية. توفي الحسيني في القاهرة يوم 20 يناير بعد ثلاثة أشهر من اكتشاف إصابته بسرطان المريء وعقب وفاته، شرعت أسرته ومجموعة من أصدقائه في لبنان ومصر في تأسيس جمعية "أصدقاء مصطفى الحسيني" التي تقوم بمنح الجائزة.