صدر حديثًا عن دار العين للنشر بالقاهرة، كتاب قصصيّ جديد للكاتب المغربي أنيس الرافعي"خَيَّاطُ الهَيْئات- تَحَرِّيّات قَصَصِيّة مُضَادّة في ظواهر رهاب الكَوْنيّات". يقع الكتاب ، الذي أشرف على تصميم غلافه الفنّان العراقي صدّام الجميلي، في 152 صفحة من القطع الصغير، وعنوان الكتاب "تحرّيّات قصصيّة مضادّة في ظواهر رهاب الكونياّت"، يبدو منه أنه مغامرة معتادة للرافعي، المعروف منذ ما يزيد على عقدين من الزمن بمغامراته التجريبيّة والتجديديّة للنصّ القصصيّ العربي، وهو هنا في محاولة لدخول منطقة جمالية جديدة. يقول الناقد المصري الدكتور محمد الشحات في تقديمه للكتاب "تشتغل سرديّة كتاب "خيّاط الهيئات" للقاصّ المغربي المعاصر أنيس الرّافعي على مبدأ ممارسة الكتابة الإبداعيّة بوصفها "نسيجًا" أو "خياطة" لجُماع من هيئات وحالات إنسانيّة، يوميّة أو كونيّة، ذاتيّة أو غيريّة أو حتى افتراضيّة تأمّليّة. فمن جهة أولى، ينهض هذا الكتاب "المُغاير"، في شكله وفي تقصِّي مرجعياته الثقافيّة، العربيّة والغربيّة، والمحبوك بتؤدة وصبر لافتين، والذي تتشكَّل بنيته الهندسيّة الرباعيّة على هيئة ثوب قُدَّ من نسائل اللّغة ومن خيوط مجازاتها وتراكيبها، على استلهام طاقة النثر العربي القديم والوسيط، المعجون بنكهةٍ سرديّةٍ حديثةٍ، تمثّلت في توظيف تقنيات القصة القصيرة، في نماذجها التجريبيّة العليا. كما ينهض، من جهة مقابلة، على تمثّل أشكال الحكي الصوفيّ التأمّليّ، ومساءلته، أكثر من ركونه إلى المبدأ الذي يتغيّا لذّة سرد المواقف الغريبة أو وصف الأحداث المدهشة، رغم كونه -في غير زاوية من زواياه- لا يخلو من تتبُّع تلك الهيئات القصصيّة التي يطلق عليها بمهارة "تحريّات قصصيّة مضادّة في ظواهر رهاب الكونيّات". .