بعد مناقشات ساخنة استمرت لنحو 8 ساعات متصلة بحضور 18 أستاذا بكليات الطب البيطرى بالجامعات المصرية من خبراء الثروة الحيوانية وأمراضها الفيروسية قررت اللجنة العلمية لبحث اشتراطات استيراد الماشية الحية من دول العالم، الاكتفاء بالشروط والمعايير الحالية للاستيراد من أفريقيا، خاصة من إثيوبيا والسودان. وأكدت اللجنة علي توافقها مع الاشتراطات العالمية للاستيراد ومعايير الرفق بالحيوان وقدرتها علي حماية الثروة الحيوانية محليا من الأمراض الوافدة. كما قررت استمرار حظر الاستيراد من أوروبا كإجراء احترازي مؤقت لحين إيضاح موقف فيروس " شمالينبرج " الذي اجتاح مزارع الماشية فى أوروبا مؤخرا. وقد اعتمد وزير الزراعة قرارات اللجنة العلمية الموسعة وذلك بعد تراجعه عن إغلاق باب الاستيراد للماشية من أفريقيا، والذى سبق وأن أصدره لتشككه فى اشتراطات الاستيراد الحالية للحوم من أفريقيا رغم إقرار جميع اللجان العلمية التى قامت بوضعها بتوافقها مع الاشتراطات والمعايير الدولية لاستيراد الحيوانات ونقلها وقدرتها على حماية الإنسان من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان. أوصت اللجنة العلمية بإيفاد لجنة خماسية رفيعة المستوي من الهيئة البيطرية ومعهد المصل واللقاح ومعهد بحوث صحة الحيوان وقطاع الإنتاج الحيوانى برئاسة الدكتور توفيق شلبي مستشار وزير الزراعة للثروة الحيوانية إلي إثيوبيا والسودان لمتابعة أعمال الاستيراد وتحديد أنسب عمر ووزن للحيوانات المستوردة من أفريقيا وفقا للاشتراطات التى تقرها وتسمح بها حكومتا إثيوبيا والسودان للسماح بتصدير ثروتها الحيوانية للخارج. فجرت مناقشات اللجنة التى رأسها الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بحضور الدكتور يوسف ممدوح رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى، مفاجأة من العيار الثقيل وهى إعلان موقع منظمة صحة الحيوان العالمية بباريس والتي تحرص علي إعلان الموقف الوبائي يوميا لدول العالم بشفافية كاملة، خلو السودان من مرض السل البقري تماما وهو ما يؤكد كذب الشائعات عن جلب لحوم مصابة يالسل إلي مصر ويشير إلي جودة اللحوم السودانية المتداولة بالسوق المحلية بنسبة 100 %. كما حسمت اللجنة العلمية الموسعة موقف استيراد الماشية الحية من أوروبا بعد تفشي فيروس "شمالينبرج" في نحو 100 مزرعه للتسمين في أوروبا بالحظر المؤقت للاستيراد كإجراء احترازي لحين لتحديد مدي خطوره الفيروس، خاصة أن الموقف الوبائي للفيروس يشير إلي سرعة انتشاره بين الحيوانات وإمكانية انتقاله للإنسان. قال اللواء أسامة سليم إن قواعد الاستيراد الحالية للحيوانات الحية من أثيوبيا والسودان متشددة وتنص على إخضاع الحيوانات لفترات حجر فى دولة المنشأ تحت إشراف بيطرى مصرى، بخلاف تحصينها ضد الأمراض المعدية والوبائية وإجراء الفحوصات المعملية وحجرها و ذبحها فى مصر فى محاجر و مجازر حدودية، ومنع دخولها إلى البلاد، وذلك مع مراعاة أن الحيوانات يتم تربيتها على المراعى الطبيعية وليس الأعلاف المركزة وأن العجول التى يتم تصديرها إلى مصر يصل وزنها إلى 400 كجم. وأشار إلي أن دول السعودية والأردن والكويت ولبنان طلبت استيراد الحيوانات الأفريقية إليها بنفس الاشتراطات البيطرية المصرية بعد تأكدها من قدرتها علي منع الأمراض الوبائية الحيوانية من الوصول إلي أراضيها.