تترقب الأوساط الدبلوماسية العربية والأجنبية اجتماع وزراء الخارجية غدا الأحد،والذي يعد واحدا من أهم الاجتماعات الحاسمة في سيناريو التعامل مع الأزمة السورية والأوضاع الملتهبة بالعديد من المدن. وسيعقد الاجتماع الوزاري العربي علي وقع القصف الوحشي والعشوائي بالأسلحة الثقيلة بالمدافع والقنابل للمدن ، والذي يعكس مدي استهانة نظام الأسد بالموقفين العربي والدولي واصراره علي اخراج لسانه وللأشلاء الأبرياء الذين يساقطون يوميا ويحصدون برصاصات قواته بأسوأ وأكثر وحشية مما جري في عهد والده ضد نفس المدن قبل ثلاثة عقود عام " 1982 " ليكرر نفس السيناريو برغم تغير الأوضاع الدولية وسيادة مفهوم حقوق الانسان والسماح بالتدخل في شئون الدول " والذي كان محظورا من قبل " من تحته. في هذا الصدد ذكرت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة أن كافة الخيارات ستكون مطروحة للمناقشة علي الطاولة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا "الأحد" بشأن كيفية التعامل العربي مع تطورات الأوضاع التي تشهدها المدن السورية،الذي يزداد وحشيو وسواءا واجراما غير مسبوق. وعبرت مصادر مصرية مطلعة " طلبت عدم تسميتها" عن انزعاجها الشديد مما آلت اليه الأوضاع في سورية ، من جراء القصف للمدن بالأسلحة الثقيلة وسقوط مئات الضحايا يوميا بين قتلي وجرحي ، وعدم وجود أية مؤشرات أو بوادر توحي بانتهاء هذه العمليات القمعية والوحشية ضد المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري الشقيق. وعما اذا كانت القاهرة ستلتزم بأية قرارات لطرد سفراء سورية من العواصم العربية وسحب السفراء العرب من دمشق قالت المصادر أن هذه المسألة من المؤكد كانت رهن لقاء وحوار وزير الخارجية محمد عمرو مع أعضاء لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان . وفي شأن قرار البرلمان المصري الجديد قطع علاقاته مع نظيره السوري اعتبرت المصادر أن هذا الاجراء من الطبيعي أن يصدر عن برلمان يمثل ثورة وجاء تعبيرا عن انتخابات حرة عكست ارادة الشعب المصري ، وكذا في ظل استمرار عمليات القصف الوحشي والعشوائي ضد المدن والأحياء السورية التي يساقط خلالها الضحايا،مما عكس تعاطفه (سواء البرلمان أو الشعب) مع أشقائه من أبناء الشعب السوري. من جانب آخر استغربت مصادر عربية بالقاهرة الحديث عن تشكيل بعثة مراقبين جديدة " عربية أممية " وفقا لاقتراح الأمين العام للجامعه د. نبيل العربي رأت أنه لا طائل أو أي جدوي من ورائها ، وأنها ستكون مضيعة للوقت ، كما لن تنجح في تغيير سلوك نظام الأسد الدموي الذي يوغل في الدماء وأشلاء الضحايا دون أي اعتبار أو مشاعر،وضاربا عرض الحائط بكل القوانين واللوائح الدولية. وأكدت المصادر العربية أنها لا تثق في أي تحرك أو رهان علي أي حل سياسي للأزمة ، واعتبرت أن سورية دخلت بالفعل مرحلة الحرب الأهلية الشاملة ، لافتة الي أن وزراء الخارجية أمام تحديات في كيفية التعامل مع الوضع الراهن. وأشارت الي أن الاجتماع سيبحث في العديد من البدائل من بينها تفعيل قرارات قطع كل أشكال العلاقات مع نظام الأسد ، والاعتراف بالمجلس الوطني المعارض، أو حتي التلويح به كخطوة لاحقة اذا لم يتم التوافق عليها باجتماع الأحد ، وربما ترك لكل دولة أن تتخذ ما تراه بشأنها. واعتبرت المصادر أن سلوك النظام السوري علي مدي الأيام الثلاثة الماضية ومنذ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لا فروف الي دمشق يدحض كل ما ورد علي لسان المسئول الروسي من اعلانات وتصريحات اعتبرتها المصادر لم تكن سوي"تبييض" لوجه النظام السوري،خاصة ما يتعلق بالتعهد بوقف العنف وأعمال القتل والقبول بالحوار والحل السياسي الي جانب التعاون مع مهمة المراقبين العرب وتوسيعها. أخيرا فان الوزراء حال اقرارهم اقتراحا للأمين العام للجامعه بتشكيل بعثة جديدة ومشتركة للمراقبين " عربية أممية " لارسالها الي سورية سيكونون مطالبين بالاجابة علي سؤال واحد حول جدوي هذه البعثة وما يمكن أن تفعله لوقف القصف الجنوني " الوحشي والاجرامي " من جانب قوات نظام الأسد ضد المدن.. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر الصحفي الختامي مواجهات ساخنة بين الصحفيين والمنصة ، خاصة اذا تم اقرار هذا الاقتراح ومنحه الأولوية علي حساب مقترحات أخري تدعو الي فرض عقوبات مؤلمة ورادعه ضد نظام الأسد من قبيل سحب الاعتراف به ، ومنح هذا الاعتراف للمجلس الوطني المعارض وتفعيل كل أشكال العقوبات السابقة الاقتصادية والسياسية ما يعني عزله عربيا واقليميا ودوليا بطرد سفرائه من العواصم العربية وسحب جميع السفراء العرب من دمشق ، اضافة الي احالة ملف جرائمه الي المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الانسان المعنية. وفي حال عدم اقرار هذه المقترحات والاكتفاء ببعثة مشتركة " واهية " ينتظر أن تشهد الجامعه مواجهات أخري مع حشود السوريين المقيمين بالقاهرة ، والمنتظر أن يتدفقوا الي حيث موقع الاجتماع والتعبير عن مطالبهم اليه.