إعلانات مكررة تحتل أعمدة الإنارة بأشهر كباري العاصمة، "بانارات" عملاقة استباحت مساحات شاسعة من الطرق العامة ولافتات لم تراع حق المارة وقائدي المركبات في طريق آمن- مشاهد باتت مكررة لطالما شوهت المنظر الحضاري بأهم الأماكن الحيوية في مصر ومحافظاتها، وهو ما استوجب وقفة حقيقية استدعت حكومة شريف لاتخاذ قرارها الحاسم بوقف تراخيص الإعلانات لحين صدور قانون جديد ينظم عملها بما يكفل عودة الرونق الجمالي لمصر. في اجتماعه الدوري، قرر مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف، اليوم الأربعاء، وقف أي تراخيص جديدة للإعلانات بالشوارع، يطبق من اليوم لحين صدور قرار جديد في محاولة جادة لاستعادة مصر عافيتها وجلاء العشوائية عنها. في هذا الشأن يشير هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، إلى أن الإعلانات القديمة لن يتم المساس بها وأن القرار سيسري على الجديد بما يتفق مع الشروط والضوابط المنظمة لهذا المجال. وأضاف" الشريف" ، أنه أصدر قرارًا بإنشاء مجالس تنسيق حضارية بالمحافظات، للحفاظ على جمال مصر، مشيرًا إلى أن هناك 3 مجالس تم إنشاؤها فعليًا في الإسكندرية، بورسعيد، ودمياط. جيهان عبد الرحمن نائب المحافظ للمنطقة الغربية، تؤكد في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن التنسيق الحضاري للإعلانات من حيث الإضاءات والحجم والأماكن المستخدمة كان مطلبًا ضروريًا خاصة وأن بعض الإعلانات التي تعلو الكباري تسبب في حوادث وإعاقة الرؤيا للسيارات فضلًا عن التلوث البصري. كما توضح "عبد الرحمن" أن اللجنة العليا للإعلانات بالمحافظة، هي المسئولة عن إصدار الموافقات اللازمة وفق مناقصات ومزاييدات علنية تجريها وأن هناك عائدًا ماديًا كبيرًا يعود للمحافظة من خلال تلك الإعلانات يتم توجييه في مشروعات خدمية للمدينة. رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، المهندس محمد أبو سعدة، يعرب عن سعادته ومدى ترحيبه بالقرار، معتبرًا إياه خطوة فعلية لإعادة ترتيب وتوفيق أوضاع المساحة الإعلانية التي فرضت نفسها بغير رادع على الشوارع والميادين العامة ما أدى لتشويه أهم الأماكن المؤثرة والتاريخية بالعاصمة والمحافظات. يوضح "أبو سعدة"، أيضًا، أن الجهاز هو المعني بوضع إستراتيجة وأسس ومعايير الإعلانات، على محاور الطرق العامة والميادين بينما تتولى المحليات منح التراخيص اللازمة لتلك الإعلانات وإزالة المخالف منها طبقًا للمعايير التي يضعها جهاز التنسيق الحضاري. "تحديد المسافات بين الإعلان والآخر وآلية وضعه وحجمه- كلها اشتراطات تتم وفق كود عالمي يلتزم به الجهاز" – بحسب "أبو سعدة الذي يشدد أن الإعلانات العشوائية فتكت بالمساحة العمرانية وباتت تشكل خطورة داهمة على حركة المرور بسبب تكرارها على الكباري بشكل خاطئ يؤثر على حركة سير قائدي المركبات، فضلًا عن حالة التشوه الحضاري التي حاصرت الميادين الرئيسية، لذا يصفق رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، للقرار ويعتبرة ضربة قاتلة للعشوائية والقبح. وقف التراخيص للإعلانات بمحافظات مصر.. قرار جديد، يستوجب تكاتف الأحياء والمحليات ومجالس المدن وكل الأجهزة المعنية لعودة قاهرة المعز وباقي محافظات الجمهورية، لمشهد جمالي يليق بحضارة 7000 آلاف عام، فهل سيحقق القرار أهدافه؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القلائل المقبلة.