اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية لأول مرة أمس السبت، بأنها على اتصال مباشر مع كوريا الشمالية بشأن تجاربها النووية والصاروخية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون قوله للصحفيين في مقر السفارة الأمريكية في بكين: "لسنا في موقف مظلم .. لدينا قناتان أو ثلاث مفتوحة على بيونجيانج". وردا على سؤال ما إذا كانت الصين ضالعة في التوسط في الاتصالات، تردد أن تيلرسون قال: "بشكل مباشر.. لدينا قنواتنا الخاصة". ورغم ذلك قالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق من اليوم إن قادة كوريا الشمالية لم يظهروا أي علامات عن استعدادهم للحديث عن وقف التجارب النووية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان: "إن مسؤولي كوريا الشمالية لم يظهروا أي علامة على اهتمامهم أو استعدادهم لإجراء محادثات حول نزع الأسلحة النووية". وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع من أنه "مستعد تماما" للقيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية إذا لزم الأمر في مواجهة التجارب النووية والصاروخية. وقال ترامب يوم الثلاثاء الماضي إن الخيار العسكري "ليس الخيار المفضل، لكن اذا اتخذنا هذا الخيار فسيكون مدمرا بالنسبة إلى كوريا الشمالية". وقد تصاعدت الحرب الكلامية بين واشنطن وبيونجيانج بعد تهديدات ترامب "بتدمير كوريا الشمالية تماما" في خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي بكين، بحث تيلرسون مع الرئيس الصيني، شي جين بينج الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها ترامب للصين. والتقى تيلرسون أيضا بوزير الخارجية الصيني، وانج يي ومستشار الدولة، يانج جيشي لبحث التهديد النووي من جانب كوريا الشمالية والتجارة بين أمريكاوالصين. وقال شي، خلال لقاء مع تيلرسون في قاعة الشعب الكبرى "حاليا الحدث الأكثر أهمية في علاقتنا الثنائية هو زيارة الرئيس ترامب إلى الصين في نوفمبر المقبل". وأضاف أنه هو وترامب بذلا جهودا لتعزيز علاقاتهما الدبلوماسية وإنهما يحافظان على "شراكة عمل جيدة للغاية وصداقة شخصية". ومن المقرر أن يزور ترامب الصين في نوفمبر، في إطار جولة آسيوية لتشجيع المنطقة على توحيد الصف ضد برامج الأسلحة الكورية الشمالية. وسيتوجه ترامب والسيدة الأولى، ميلانيا ترامب، إلى خمس دول آسيوية في الفترة من الثالث حتى 14 نوفمبر وولاية هاواي الأمريكية في المحيط الهادي. ويتوقع ترامب نفسه أن تكون الزيارة "عامرة بالأحداث". وسيصل ترامب إلى بكين بعد بضعة أيام فقط من بدء شي ولايته الثانية، كرئيس في أعقاب مؤتمر رئيسي للحزب الشيوعي، وعلى الرغم من الخلافات بشأن التجارة وكوريا الشمالية، يبدو أن الزعيمين أقاما علاقة شخصية. وخلال اجتماعهما الأول في منتجع "مار-إيه-لاجو" الخاص بترامب في فلوريدا في إبريل، الماضي، أجرى الاثنان أربعة حوارات على مستوى عال بشأن قضايا مثل التجارة والدبلوماسية والأمن. وقال تيلرسون إن ترامب وشي سيواصلان تلك الحوارات في نوفمبر المقبل، مضيفا أن الزعيمين "أقاما علاقة عمل بشكل منظم ووثيق للغاية". ودعت واشنطنالصين مرارا إلى المساعدة في كبح جماح بيونجيانج، حيث يُعتقد أن الصين مسؤولة عن حوالى 90% من عائدات التجارة في كوريا الشمالية. وكانت بكين أعلنت، أمس الأول الخميس، أنه يتعين على جميع الشركات الكورية الشمالية في الصين أن تغلق أبوابها بحلول أوائل يناير المقبل، نتيجة لمجموعة من العقوبات التي أقرها مجلس الأمن الدولي الشهر الجاري ردا على تجارب بيونجيانج النووية والصاروخية.