داخل أحد الأحياء الشعبية بمدينة الفيوم، التي تعج بالسكان والمحلات التجارية، وقبل أن يختفي قرص الشمس بقليل، بينما الحركة في الشارع تبدو كعادتها... زحام وضوضاء، وفجأة جاء الصوت مدويًا، يعلن عن انفجار قوي هز أرجاء المنطقة... وتناثرت أجزاء من زجاج هذا البرج السكني بوسط تلك المنطقة "السلخانة" بمدينة الفيوم، بينما تهشمت السيارات، بعد أن تساقطت عليها أجزاء من شرفة إحدى الشقق السكنية. ولساعات، عاش أهالي المنطقة حالة من الرعب والقلق، وكذلك الدهشة والصدمة، لايعرفون مصدر الانفجار وسببه، وبعد أن تناثرت أقوال أن هناك شقة سكنية كان بها متفجرات تصنعها الجماعات الإرهابية، ولم يمر سوي دقائق معدودة، وانتشر الخبر كالنار في الفيسبوك، يعلن عن انفجار في شقة سكنية، كان بها متفجرات يعدها عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين. بدأ الخبر ينتشر بقوة، والرعب والفزع يتخطى منطقة الحادث، بعد أن انتشر في جميع أرجاء المحافظة، وأن الحادث ورائه خلفية عمل إرهابي. تجمع العشرات في المنطقة حول مكان الحادث، والرعب يملأ قلوبهم، فهم في حالة من التخبط والحيرة بين سبب الانفجار، هل هو انفجار طبيعي أمام ورائه عمل إرهابي، ولذلك أسرع الأهالي لإبلاغ الشرطة، بينما البعض الآخر، حاول تتبع مصدر الانفجار، والوصول للبرج السكني لمساعدة المصابين، ولم يمر سوي دقائق، وهرعت سيارات الإسعاف والإطفاء والحماية المدنية، والمفرقعات، إلي مكان الحادث. وبعد تدخل الأجهزة الأمنية والمتخصصة، تم الوصول لسبب الحادث، وهو انفجار أسطوانة بوتاجاز بالطابق الثالث من برج سكني وسط منطقة "السلخانة"، وأسفر الحادث عن مقتل سيدة عجوز وطفلها، وإصابة 7 آخرين، وانهيار جزء كبير من واجهة البرج السكني. ونفي مدير أمن الفيوم، ماتردد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، عن انهيار عمارات سكنية نتيجة انفجار قنبلة، مؤكدا، أن تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة. وتواصل أجهزة المعمل الجنائي والحماية المدنية، رفع آثار الانفجار وتحليل آثاره، وإعداد تقرير فني بالحادث.