قبل ساعات، هز دوي ضخم منطقة الشيخ حسن بحي السلخانة في مدينة الفيوم، جراء انفجار أصاب أحد طوابق عقار سكني، وخلف عددًا من الضحايا فضلاً عن أضرار بمنازل مجاورة وعددًا من السيارات، وفق بيان رسمي أصدرته وزارة الداخلية في هذا الشأن. مصراوي انتقل إلى موقع الحادث ونقل إفادات شهود عن لحظة الانفجار، الذي خلف محيطه أشبه بساحة حرب في أحد مناطق النزاع المسلح في دول التوتر الأمني. ناجي عتريس، وهو تاجر بذور يقع محله إلى جوار موقع الانفجار، تحدث عن هذه اللحظة قائلاً: "الأمر كان أشبه ما يكون بالتفجيرات الإرهابية في وقعها وزلزال 92 في هزته"، ويضيف: "المشهد كان غاية في الرعب. هرعت من محلي والقطع الخرسانية تتساقط فوق رؤوسونا". وفور وقوع الحادث، هرعت الحماية المدنية إلى موقع الانفجار، الذي وقع بالطابق السادس من برج "الرضوى" المكون من 11 طابقًا، حيث أُخرجت سيدة تبلغ من العمر 58 عامًا وحفيدتها اللتين لقيتا مصرعهما أثناء محاولتهما الهرب، كما نقل إلى المستشفى 11 آخرين، أصيبوا في تلك الأثناء. ويقول ماهر ثابت، وهو موظف يقيم بشارع خلفي لموقع الانفجار: "رغم أنني أسكن على بعد 100 متر تقريبًا من موقع الحادث إلا أنني شاهدت قطعًا من الأخشاب تتطاير جراء الانفجار"، هذا فضلاً عن تحطم زجاج العمارات المجاورة وعدد من السيارات بمحيطه. وتشير عزة إبراهيم، وهي أيضًا من سكان العقارات المجاورة، إلى أن "البرج الذي وقع به الانفجار شهد قبل 20 يومًا حريقًا خلف أضرارًا كبيرة"، وتضيف: "الغريب في انفجار اليوم أنه وقع بوحدة سكنية غير مأهولة إذ لا يقطن بها ملاكها دائمي السفر"، فيما تساءلت: "أين أسطوانة البوتاجاز التي تحدثت عنها الأخبار وقت الحادث وكيف يحدث تسرب غاز في مسكن مغلق لا يقيم به أصحابه؟ من أين يأتي؟". وقال بيان وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم أبلغت مساء الثلاثاء بتسريب غاز في أحد العقارات الكائنة بحي السلخانة دائرة قسم ثان الفيوم، أدى إلى انفجار وقع بالطابق السادس من العقار المشار إليه، ما أسفر عن حالتي وفاة و11 مصابًا، وتهشم جدران المنزل، وتضرر ثلاث منازل مجاورة، ووقوع تلفيات ب 5 سيارات ودراجة بخارية. كما أشار البيان إلى إخلاء عددًا من العقارات المجاورة لحين انتداب لجنة فنية للوقوف على سلامتها. وتوفيت في الحادثة: فاطمة زكي إبراهيم 58 سنة، وحفيدتها "رقية" 5 سنوات، فيما أصيب: علي رمضان، ومحمد أحمد - 5 سنوات، وأحمد شعبان، وسعاد مصطفى، وليديا إيهاب، وأحمد ياسر - 6 سنوات، ومحمد صلاح، ومحمد هاشم، ومحمد ربيع، وقرني عبدالمنعم، وعمرو دسوقي، نُقلوا جميعًا إلى مستشفى الفيوم العام. وتفقد المحافظ الدكتور جمال سامي ومدير الأمن الدكتور جمال سامي، موقع الانفجار. ووجه المحافظ بتوفير العناية الطبية والعلاج اللازم للمصابين، كما قرر إخلاء العقار موقع التفجير و12 منزلاً جواره ومراجعة تراخيص العقار وبيان صلاحيته من عدمه.
