أظهر استطلاع رأي، نُشرت نتائجه في نهاية المناظرة، التي استمرت 97 دقيقة، بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومنافسها زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس، فوز ميركل. وقال 32 بالمئة من بين حوالي ألف مشارك في التصويت، في الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، إن ميركل فازت في المناظرة الوحيدة ،التي خاضتها مع شولتس قبل الانتخابات المقرر إجراؤها الشهر المقبل. ومع ذلك، لم يحسم حوالي 39 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أمرهم بشان المرشح الأكثر إقناعا. وحازت ميركل درجات مرتفعة في عدد من الأسئلة التي تشمل مصداقيتها وفهم القضايا المطروحة وإعجاب المشاركين بها، حيث يراها 55 بالمئة من المشاركين كأفضل مرشحة لقيادة ألمانيا في خضم التوترات الدولية الراهنة. وبثت قنوات تلفزيون ألمانية المناظرة التي عقدت بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الحزب المسيحي الديمقراطي ومنافسها مارتن شولتس عن الحزب الإشتراكي الديمقراطي ، فيما نشر أحدث استطلاعات الرأي قبل المناظرة تساءل "من تختار لمنصب المستشارية؟" ، وبلغ التصويت 50% لميركل و26% لشولتس ، بينما امتنع 16% عن التصويت. ووجه مدير المناظرة سؤالا لشولتس حول تراجع شعبيته ، فأجاب بأن الناخب لم يحسم أمره بعد ، وتراجع شولتس عن وصفه لميركل بأنها لا تمارس الديمقراطية. وواجهت ميركل سؤال عن اتهامات حزب البديل من أجل ألمانيا لها بمسؤوليتها فيما يخص اللاجئين ، وقالت إن سياستها تجاه اللاجئين كانت صحيحة وأنها في المرحلة القادمة ستقنن مسألة نزوح الشعوب ، نافية أن يكون ذلك مهددا للمجتمع الألماني. وأضافت " لا يمكن أن نتقوقع تجاه ما يحدث في العالم ، ويجب أن نعمل على حل النزاعات ونبحث في الأسباب ، ولو حدث ما حدث الآن لكررت ما قمت به في 2015 ". وحول رأي شولتس بشأن قضية اللاجئين ، قال " الذي يجلبه الناس إلينا هو أثمن من الذهب لأن من يهرب من الحروب إلى أوروبا فيجدون الديمقراطية يجب أن نفخر بذلك" ، موضحاً أن مئات الألمان رحبوا باللاجئين ، وانتقد ميركل في عدم التنسيق مع الجيران الأوربيين وإيجاد حل أوروبي مشترك تجاه اللاجئين. ودافعت ميركل - في هذا الشأن - وقالت " رفض بعض الدول استقبال اللاجئين إضطرهم الى القدوم مشياً إلينا ، وتباحثت مع الرئيس الفرنسي وقمت بالتشاور في الأمر حول الأعداد الكبيرة من اللاجئين مع الإتحاد الأوروبي وإتخذنا القرار". واعترض شولتس على ما قالته ميركل ، مؤكداً أنها ساهمت في عودة اللاجئين بشكل غير منظم الى ألمانيا مما تسبب في حدوث فوضى ، وأضاف أن الموقف الإنساني مهم ، ولكن كان من الممكن أن يكون أفضل لو قمنا بالتنسيق مع زملائنا في الإتحاد الأوروبي. وردا على سؤال حول تكاليف إندماج اللاجئ في ألمانيا ، قال شولتز " علينا أن نمول اندماج اللاجئين ، ولا يُعلم إذا كان ذلك سيتطلب شهور أو سنوات ، ولكن إذا جاء مليون من البشر ستستغرق مهمة اندماجهم جيلاً كاملاً". بدورها ، دافعت ميركل عن عدم تحقيق نجاح في سوق العمل ، قائلة إن تلك المهمة كبيرة ، وهناك دورات مهنية ودورات لغة ، لافتة إلى أن بعض العمال لم يندمجوا وهناك بعض العراقيين يعودون إلى عائلاتهم في العراق. وحول قضية الإسلام وألمانيا ، قالت ميركل " أتفهم من لا يستوعبون قيام عدد من المسلمين بضربات إرهابية باسم الدين ، وهناك كثير من علماء المسلمين يقومون بمهمة في ذلك ، والإسلام جزء من مجتمعنا ، ولكن لابد أن يتوافق مع الدستور" ، لافتة إلى وجود أئمة من تركيا والسعودية ، ويتم غلق المساجد التي تمارس خطابا مرفوضا ، وتابعت "بدأنا بتدريس الدين الإسلامي ولدينا أربع جامعات تدرس الدين الإسلامي". من جانبه ، وعد شولتس - في حال فاز بالانتخابات وأصبح المستشار الألماني - بأن ينهي مفاوضات إنضمام تركيا الى الإتحاد الأوربي ، مؤكداً أن هذا لا يمكن في الوضع الحالي ، ولا يمكن تصدير الكراهية الى ألمانيا عن طريق الدين. وحول ملف السياسة الخارجية وإغلاق الحدود الخارجية ، طالب شولتس بمراقبة الحدود وليس إغلاقها ، وأنه لابد من وجود قانون ينظم ذلك ، ولابد من وجود قانون أوروبي للهجرة ينظم ذلك أسوة بالولاياتالمتحدة وكندا. وعقبت ميركل على إمكانية إغلاق الحدود الأوروبية ، قائلة " لابد أن نضبط المسألة مع تركيا وليبيا ، وأن نبني اتفاقيات من الشراكة مع الدول الإفريقية في شأن الهجرة القانونية". وتابعت ، بشأن قضايا لم الشمل ، " لدينا التزام دولي بأن من يحصل على حق الإقامة في ألمانيا لابد أن يحصل على حق لم الشمل" ، وفي تلك المسألة قال شولتس " لا بد أن نبحث كل حالة على حدى". وحول اعتقال تركيا 12 ألمانيا ، قالت ميركل "إن أنقرة تبتعد بسرعة رهيبة عن الديمقراطية ، سنواصل ضغوطنا مالياً واقتصادياً وسنصعد بشأن التحذير من السفر الى تركيا" ، فيما قال شولتس "إن تركيا تحصل على 4 مليارات يورو تحت بند المفاوضات ، وإذا كان هناك مستبد يحصل عليهم فلابد من إنهاء تلك المفاوضات". أما ميركل فقالت "يجب أن نرسل إشارة واضحة بذلك والمفوضية الأوروبية تقول ببساطة سوف أنهي المفاوضات" ، ولكنها أفصحت عن رغبة 50 من الأتراك في انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ، ولا يمكن أن ننهى ذلك ببساطة". وانتقد شولتس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مشككاً في تصرفاته غير المتوقعة ، ووصف تغريدات ترامب بأنها "تخرب العلاقات بين الدول". وشككت ميركل في قدرة ترامب على حل الأزمة الكورية الشمالية ، وأكدت أنه لابد أن تعمل أوروبا على إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة ، وأضافت " نحتاج إلى الولاياتالمتحدة كقوة سلام ، ولدينا مصالح مشتركة في محاربة داعش وقضايا المناخ ، وسأفعل ما في وسعي بأن يعمل الرئيس ترامب على تبني الحل السلمي". وحول الوضع الاقتصادي في ألمانيا وسوق العمل ، قال شولتس " هناك 2 مليون عاطل وفرص العمل جزئية ، ورغم أن ألمانيا دولة غنية لكن ليس جميع المواطنين أغنياء ، والعدالة لابد أن تشمل معاش تقاعد وتحسين سياسة الاقتصاد". وعلقت ميركل بأن ملايين الألمان لا يستفيدون من النمو ، وقالت " أنا سعيدة لأن البطالة تقلصت من 5 إلى 2 مليون ، ولكن بالنسبة للمعاش التعاقدي سيتم رفع سن المعاش إلى 67 عاماً".