"بسكويت شيبس".. يمر حاملًا خشبته تحت صدره مثبتة بحبل على رقبته بطوق إسفنجي، تقلّ هذه الخشبة حفنة من بضائع "السوبر ماركت" ليتجول بها صاحبها على "البلاج" مناديًا لجذب زبائنه؛ لترى مشهدًا مشابهًا لآخر ينادي: "ترمس الطبق بخمسة".. وفي الحيز ذاته يجوب منادي ال"عوامات وجرادل وطيارات ورق".. متلحفًا بالأطواق البالونية الملونة وسلة ألعاب البحر التي يبحث عنها الأطفال. "اتصور ع البحر ب15 جنيه".. فنان يحمل الكاميرا في يد وعينة من أعماله في الأخرى، يبحث عن زبائنه على حافة شط الإسكندرية. محمد جمال - السوبر ماركت لكل موسم مهنة مرتبطة به، ولكل مكان طبيعة تجذب بعض المهن، شباب تجنبوا البطالة بعمل موسمي ثابت في صيف الإسكندرية العامر بضيوف ال"بلاجات"، إلى جوار الأعمال غير المنتظمة التي يشغلون بها شتاءهم، الكل يتهافت على بائع الفريسكا الذي يعد أحد رموز المصايف، لكن "بوابة الأهرام" اقتربت من صاحب السوبر ماركت المتحرك، وبائع الترمس، وجائل الأطواق وألعاب الأطفال، والمصور الذي لم يبخل بفنه على الشاطئ بحثًا عن "لقمة العيش". بابتسامة مصطنعة تحدث محمد جمال الحاصل على دبلوم الزراعة عن تجوله بال"سوبر ماركت الصغير"، موضحًا أن خشبته ثقيلة لكنه تعود عليها مضطرًا من أجل تحصيل الرزق، بالإضافة إلى أن "السفنجة بتهون وجع ظهري"، وأشار جمال إلى أنه يبحث مرارًا عن فرصة وظيفة حكومية بمؤهله لكن التوفيق لا يحالفه. "في الشتا بشتغل اللي ربنا يجيبه".. أوضح الشاب الثلاثيني أن عمله بالشتاء غير مستقر، فأحيانًا يعمل سائقًا، ولا يرفض أي مصدر رزق، لافتًا إلى أنه لم يتزوج بعد، وقال: "هبني فوق سطح بيت العيلة لما ربنا يفرجها". خميس رجب - بتاع الترمس هيئة محمد يشابهه فيها خميس رجب، الذي قدم إلى الإسكندرية منذ أن كان طفلًا في العاشرة من سوهاج رفقة عائلته، "ببيع ترمس في الصيف بالنهار".. بنبرة هادئة تحدث صاحب الوجه الثلاثيني عن عمله، موضحًا أنه يعمل في الشتاء بالمحل الذي تمتلكه عائلته، وهو الذي يعمل به منذ أن ترك التعليم بعد المرحلة الابتدائية. عرفة - بائع السعادة "اسمي هنا عرفة".. بابتسامة واسعة عبر محمد أحمد عن سعادته ببيع "العوامات والطيارات الورق" وألعاب الأطفال على شواطئ الإسكندرية، واصفًا نفسه ببائع السعادة، "بقالي 8 سنين هنا".. تحدث الشاب السوهاجي عن إقامته في عروس البحر المتوسط منذ حصوله على دبلوم الصنايع في رحلة الرزق، موضحًا أنه يعمل في الشتاء ب"القهاوي والتكاتك". "نفسي يعملوا نقابة للمصورين".. بلهجة فاترة تمنى أسامة المصري أن ينال ما يستحقه كفنان من أجل صورة المهنة التي "بتنقرض بسبب الموبايلات اللي عمالة تطلع جديد"، وأشار الرجل الخمسيني إلى أنه يعمل في الصيف على البلاج الذي يملك معملًا لتحميض الصور بجواره. أسامة المصري- مصوراتي البحر "اشتغلت في كل فنادق إسكندرية".. أوضح المصري أنه يجوب مدينة المرسي أبوالعباس بكاميرته بحثًا عن لقمة العيش قائلا: "أنا مهنتي مصور ومابعرفش أعمل حاجة غيرها"، لافتًا إلى أنه ليس الوحيد الذي يمر بهذه الحالة، فهناك نحو نصف مليون مصور تخرجهم كلية الفنون الجميلة، ليكمل: "وأنا شغال مصوراتي من سنة 86".