نشرت مجلة المصور صيف عام 1948 تحقيقا مصورا تحت عنوان (أحوال الباشوات على البلاج ) قالت فيه: بمجرد انتهاء فصل الشتاء وقدوم فصل الصيف تنتقل الحكومة بكاملها إلى الإسكندرية هربا من ارتفاع درجة الحرارة في العاصمة، ومع الوزراء يهرب نواب المجلس النيابي والباشوات إلى المصايف والشواطئ فمثلا: يحرص النائب البرلماني مكرم باشا عبيد على اصطحاب أفراد أسرته إلى شاطئ الإسكندرية ويخصص جانبا من وقته كل يوم لاصطحاب أطفال الأسرة وملاطفتهم والحديث معهم لغرس بذور الوطنية في نفوسهم. أما الدكتور محمد حسين هيكل فهو يصطاف هو وأسرته بمدينة بورفؤاد؛ حيث يمتلك فيلا على البلاج، وقال الخبر: إن سعادته تقدم في السباحة ويشهد بذلك رواد البلاج حتى أنه قيل أنه يسبح إلى أن يتجاوز الحدود التي لا يصح تجاوزها. كما يحرص يحيى باشا إبراهيم أثناء وجوده على البلاج أن يظل بملابسه كاملة حتى أنه يأبى أن يخلع كرافته حتى لا يتخلى عن الشكل الرسمي. أما عبد الحميد باشا عبد الحق فهو يرتدي الشورت والقميص الاسبور على الشاطئ قائلا: (إن البلاج والرسميات لا يتفقان). كما شوهد حلمي عيسى وزير التقاليد يسير على البلاج خالعا طربوشه، ولما سأله محرر المجلة أن كان ذلك يتفق مع التقاليد التي هو وزيرها فأشار معاليه إلى طربوشه وكان ممسكا به وقال: (هل تظنون أنى تخليت عن التقاليد؟ لا إن طربوشي في يدى دليل صدق على أن التقاليد ما زالت بخير.