كشف أرمان إيساغالييف، سفير كازاخستان بالقاهرة، عن وجود إقبال كبير من مواطني بلاده على القدوم إلى مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوبسيناء، معربًا عن أمله في الإسراع بافتتاح خط طيران مباشر بين أستانة العاصمة الكازاخية ومدينة السلام شرم الشيخ، مؤكدًا أن هناك رغبة من شركات الطيران الخاصة بالبلدين فى فتح هذه الخطوط المباشرة. وقال إن وزير السياحة والثقافة الكازاخي يبدي اهتماما كبيرا بزيادة التعاون مع مصر فى مجال السياحة، وإن هناك العديد من الرحلات القادمة إلى مصر خلال الفترة المقبلة، لكن عن طريق الترانزيت في مطار اسطنبول بتركيا. وأشاد أرمان إيساغالييف، في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" - على هامش ندوة أقامتها سفارة بلاده بالقاهرة احتفالا بمرور 25 عامًا على العلاقات الدبلوماسية مع مصر- بالجهود التي تبذلها وزارة السياحة المصرية، لتقوية العلاقات في مجال السياحة والاهتمام بالسوق السياحية الكازاخية، ومشاركة الوزارة القوية في معرض إكسبو 2017 الذي استضافته أستانة يونيو الماضي، وهو ما عمل على زيادة الرحلات السياحية القادمة إلى مصر، معربًا عن أمله فى أن تستقبل أرض الكنانة مليون سائح من كازاخستان فى الفترة المقبلة. وأشار السفير إلى أن مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية كازاخستان عام 1991؛ وذلك بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، مضيفًا أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي إلى كازاخستان أدت إلى فتح صفحة جديدة تمامًا في العلاقات الودية بين البلدين الشقيقين، ووضعت حجر الأساس لمشروعات ضخمة متبادلة بين الدولتين، مثل إنشاء المركز التجاري المصري في كازاخستان، ومن الجانب الكازاخي إنشاء المركز اللوجيستي "الصوامع" في إحدى المناطق الحرة بمصر. كانت سفارة كازاخستان بالقاهرة قد احتفلت بمرور 25 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكازاخستان، وذلك في الندوة التي حضرتها الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ومحافظ البحر الاحمر، أحمد عبد الله، والسفيرة هيفاء أبو غزالة، نائبة أمين عام الجامعة العربية. وكان نور سلطان نزارباييف، رئيس كازاخستان، قد أكد، خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل نحو عام، اهتمام بلاده بمصر كمقصد سياحي كبير، نظراً لما تتمتع به من حضارة عظيمة ومناخ معتدل، فضلاً عما تزخر به من تراث أثري عظيم، مشيرا إلى تشجيعه مواطنيه على السفر إلى مصر. واستكمل السفير أرمان إيساغالييف تصريحاته - قائلا: إن الأسس القوية للدبلوماسية الكازاخية وضعت كازاخستان في مكانة مرموقة بين دول العالم، بفضل الإسهامات والمبادرات في تسوية المشكلات الإقليمية والدولية، مثل استضافتها محادثات أستانة حول الأزمة السورية، حيث حققت سياسة الرئيس نورسلطان نزاربايف التوازن في العلاقات مع القوي الدولية الكبري، خاصة أمريكاوروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والدول العربية. وأكد أن العلاقات السياسية بين مصر وبلاده وصلت خلال ال25 سنة ماضية إلى أعلى مستوى من الحوار البناء والشراكة الوثيقة التي بنيت على أساس الزيارات المستمرة على مستوى رؤساء الدول، حيث زار الرئيس نزاربايف مصر ثلاث مرات، كانت الأولى زيارة رسمية عام 1993، والثانية زيارة رسمية خلال الفترة من 11 إلي 13 مارس 2007، وشهدت تلك الزيارات التوقيع على عدد من الاتفاقيات فى مجال التعاون الثنائي، الأمر الذى أعطى قوة دفع للعلاقات بين البلدين، أما الزيارة الثالثة له فكانت عام 2008، للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط بشرم الشيخ. بينما قام الرئيس الأسبق حسني مبارك بزيارة كازاخستان يومي 7 و8 نوفمبر 2006. كما ناقش الرئيس السيسي في زيارته الرسمية فى فبراير 2016 مع نظيره الكازاخي نزارباييف فتح مجالات التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، وإقامة مشروعات زراعية مشتركة، خاصةً في مجال الغلال، فضلا عن تبادل الخبرات فى مجال نقل العاصمة، حيث قام الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بزيارة كازاخستان فى 6 مارس 2016، واطلعا على مشروع العاصمة الجديدة "أستانة"، للاستفادة منها في إقامة العاصمة الإدارية الجديدة بمصر. واعترف السفير الكازاخي أن التبادل التجاري والعلاقات الاستثمارية بين البلدين لا يتناسبان مع العلاقات السياسية الكبيرة والإمكانات المتاحة والفرص الكبيرة والكامنة فى اقتصاديات البلدين، وهو ما يتطلب إيجاد الحلول لمشكلة النقل والمواصلات، لزيادة التبادل التجاري، والتركيز على قطاعات تصدير الخدمات وتبادل الاستثمار المباشر، لنقل الخبرات فى مجالى السياحة والتصنيع، مقترحًا فتح خط الشحن الجوي المباشر بين البلدين كأحد البدائل لنقل المنتجات، نظرًا لأن بعض رجال الأعمال من كلا الجانبين سوف يستخدمون هذا الخط لتصدير منتجاتهم. وأوضح أن كازاخستان يمكنها تصدير منتجات عديدة، مثل القمح والغاز والنحاس والمنتجات المعدنية، واستيراد المنتجات المصرية، مثل الفواكه ومنتجات النسيج والأدوية، وهي مجالات واعدة تحتاج إلى التركيز عليها، لزيادة التبادل التجاري فى المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن الأدوية المصرية لها نصيب الأسد في الوجود بالسوق الكازاخية، حيث يفضل المستهلك الكازاخي الدواء المصري، بسبب جودته العالية وسعره المنخفض، وموضحا أن الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، بذلت جهودًا كبيرة خلال الفترة الماضية، من أجل إنشاء مصنع مصري للأدوية في كازاخستان سيتم افتتاحه قريبًا، بهدف ضمان دخول الأدوية المصرية إلى أسواق الاتحاد الأوروآسيوي دون عوائق. وبالنسبة للاستثمارات، قال إن كازاخستان تعد لرجال الأعمال المصريين بمثابة بوابة لاقتصادات الاتحاد الأوروآسيوي الذي يضم روسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان التى يشكل إجمالي ناتجها القومي أكثر من 2.2 تريليون دولار، ويبلغ سكانها نحو 180 مليون نسمة. كما تتميز كازاخستان عن بقية دول الاتحاد بمناخها الاستثماري الملائم وموقعها الجغرافي فى وسط الاتحاد وثقافتها المشتركة مع مصر، مؤكدًا أن المطورين المصريين بإمكانهم الاستثمار فى تنمية البنية التحتية السياحية فى كازاخستان، وإدارة المشروعات السياحية، حيث تقع كازاخستان بين أكبر المصدرين للسياح فى العالم، روسيا فى المرتبة السادسة ب34.9 مليار، وفقا لإحصائيات المنظمة الدولية للسياحة التابعة للأمم المتحدة. وأضاف السفير أن بلاده تؤيد مواقف مصر على المستوى الدولي. كما تؤيد مصر مبادرات كازاخستان المختلفة، خاصة مبادرة الرئيس نزارباييف بشأن حوار الأديان، فضلا عن التعاون الدائم بين وفدي البلدين في المنظمات الدولية، خاصة الأممالمتحدة وأجهزتها المختلفة، وكذلك في منظمة التعاون الإسلامي، حيث تدعم كل دولة مرشحي الدولة الأخري في الترشيحات للمناصب القيادية بالمنظمات الدولية. وأضاف السفير الكازاخي أن جامعة "نور – مبارك" للثقافة الإسلامية فى ألماطي – العاصمة الكازاخية القديمة - هي أكبر إنجاز فى العلاقات بين البلدين بالمجال الديني والعلمي ومكافحة التطرف، معربًا عن تقديره دعم مصر هذا المجال، حيث أصبحت هذه الجامعة مركزا لنشر الإسلام الوسطي ليس فقط فى كازاخستان، ولكن فى أنحاء آسيا الوسطى، مقدرًا الدعم الفني الذي قدمته مصر لكازاخستان فى سنوات الاستقلال، حيث تخرج الآلاف من الكوادر الكازاخية من الدورات التدريبية التي نظمتها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، واستفاد مئات من الطلبة الكازاخيين من المنح الدراسية التي قدمتها الحكومة المصرية فى الجامعات المختلفة. وختم حديثه بأن السلطان الظاهر بيبرس، الحاكم المملوكي على مصر في زمن المماليك، سوف يظل رمزا مشتركا للعلاقات الأخوية بين البلدين، خصوصًا أن أصوله تعود إلى كازاخستان، لذلك قدمت حكومة بلاده منحة قيمتها 4,5 مليون دولار لترميم مسجد السلطان الظاهر بيبرس، باعتباره تراثاً معمارياً مشتركاً بين البلدين، مؤكدًا أن أعمال الترميم تواصلت أخيرا بعد فترة توقف عقب أحداث ثورة يناير 2011.