27عامًا مرت علي الغزو العراقيالكويتي، حيث بدأت في 2 أغسطس 1990 وحتى 17 يناير1991، وانتشرت خلالها مشاهد الكويتيين وهم يفرون هربًا من الجيش العراقي، وسير الدبابات العراقية في الشوارع الشهيرة بالعاصمة الكويتية. ولعل أبرز الأحداث في تلك الفترة ما عرف ب"شهادة نيرة"، وهي فتاة من مواليد عام 1977، وابنة السفير الكويتي بأمريكا أثناء الغزو. نيرة بنت سعود ناصر الصباح ابنة السفير الكويتي، كان عمرها في ذلك الوقت15عامًا، ووقفت أمام لجنة حقوق الإنسان بواشنطن في 10 أكتوبر 1990، تقول إنها تطوعت للعمل ممرضة بإحدي المستشفيات الكويتية وإنها شاهدت كيف تعامل الجنود العراقيين بوحشية مع الأطفال في الحضّانات وانتزعوهم وألقوا بهم علي الأرض، ومات في تلك الواقعة العديد من الأطفال ولكنها لم تحدد عددهم. حققت تلك الشهادة صدي واسعًا وغيرمتوقع وجعلت العالم أجمع يتعاطف مع الكويت، وشاهد تلك القصة ما بين 35 مليونًا إلي 50 مليونًا أمريكيًا من خلال إذاعتها عبر أحد برامج التليفزيون الأمريكي. ودعمت منظمة العفو الدولية تلك الشهادة في البداية ولكنها لم تجد دليلًا حقيقيًا موثوقًا يثبت رواية نيرة فتراجعت عن دعمها، وحسب تقرير هيئة الإذاعة الأمريكية فإن الأطفال ماتت نتيجة هرب الأطباء الكويتيون من المستشفيات وقتها، وبعد أبحاث أجراها جون ماك ارثر صاحب مجلة هاربر الأمريكية توصل لأدلة كثيرة تثبت كذب قصة نيرة، وبعدها تم الإعلان عن أن تلك الشهادة ما هي إلا رواية لكسب تعاطف العالم تجاه الكويت. الغزو العراقي أثار حالة تضارب شديدة في الرأي العام العربي، وكذلك على المستوى السياسي، حيث تعددت واختلفت مواقف الحكومات آنذاك ما بين المؤيد والمعارض للغزو ولكل منه فكرته ومصالحه في ذلك فمنهم من كانت تربطه صله جوار بالكويت وبعضهم من تحدث بلغة العروبة والوحدة وآخرين تربطهم صداقات ومصالح مع العراق فدعموا الغزو. ولعل أبرزها موقف الملك فهد بن عبد العزيز حين أعلن في خطاب له عن جملته التاريخية "ما في كويت ولا في سعودية في بلد واحد يا نعيش سوي يا ننتهي سوي" مؤكدا أن الشعب السعودي أجمع علي هذا الرأي وهو حق العروبة والإسلام. ولم يختلف الموقف المصري كثيرًا عن نظيره السعودي حيث استمرت المحاولات من الرئيس الأسبق حسني مبارك لحل الأزمة بين البلدين، وطلب سحب القوات العراقية من الأراضي الكويتية كبداية لعقد جلسة مناقشة للأوضاع والوصول لحل يرضي الطرفين، مؤكدا أن الكويت دولة مستقلة لها سيادة وأنه علي استعداد لإرسال قوات مصرية للحفاظ علي الأوضاع بين البلدين لحين انتهاء المناقشات. كما رفض الزعيم الليبي معمر القذافي الغزو العراقي منددًا بضرورة الالتفات للخطر الحقيقي وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية وتدخلها العسكري اذا تطورت الأزمة ولم تنته. وأيضا الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي أكد أن الغزو العراقي للكويت خطأ جثيم وأعلن عن وقوفه مع الكويت لمحاولة حل تلك الأزمة التي تشكل خطرًا كبيرًا علي الوضع العربي أجمع. بينما تمثلت مواقف تأييد الغزو في اليمن الذي أعلن رئيسها السابق علي عبدالله صالح رفضه إدانة الغزو العراقي وسحب القوات العراقية من الكويت وأكد تضامن اليمن مع العراق ولكنها ليست جزءًا من المعركة. ولعل أبرز المشاهد هو هتاف الجيش العراقي "بالروح بالدم نفديك يا حسين" لملك الأردن الراحل الحسين بن عبدالله أثناء زيارته لهم والذي كان صديقًا لصدام حسين ومؤيدًا للغزو العراقي. بينما أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن دعمه للعراق مشيرًا الي أن تلك الأزمة تجاوزت قرارات الأممالمتحدة وأن كل مايحدث مخطط لتدمير الجيش العراقي والبنية التحتية وعاصمة الرشيد بغداد من قبل القوات الأمريكية.