سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الذكرى 22 لغزو الكويت.. جُرح غائر وعلاقات ما زالت في طريقها للإصلاح عراقيون يؤكدون على أن المسلسلات الكويتية التي تتناول الغزو العراقي أعادت ذكريات لا داع لها
خلاف على الحدود وإنتاج النفط والديون انتهى بتقدم فرق الحرس الجمهوري وتوغل الدبابات والمدرعات العراقية في عمق الحدود الكويتية، لتعلن عن اجتياح الحدود الدولية الكويتية. بدأت القوات العراقية في السيطرة على المراكز الرئيسية في شتى أنحاء البلاد لضمان سقوط مراكز القوى، والسيطرة على التليفزيون والإذاعة الكويتية، واعتقال آلاف المدنيين. في 2 أغسطس من عام 1990، أعلن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الحرب على دولة الكويت المجاورة لحدود بلاده. وسرعان ما بدأت عمليات السلب والنهب واسعة النطاق فور اختراق الحدود الكويتية والسيطرة على مراكز القوى في البلاد. وفي الوقت ذاته يؤكد البعض على أن القوات العراقية انتهجت العديد من الجرائم في الكويت، كعمليات الإعدام بدون محاكمة أمام منازل الضحايا وفي حضور أسرهم. تمر الذكرى 22 على غزو الكويت لتحيي جراحًا لم تندمل بعد، وسط بدايات للتحسن في العلاقات الكويتية العراقية، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مطلع الشهر الماضي، على أن العلاقات الكويتية العراقية بدأت تشهد تحسنًا ملموسًا في منظومة العلاقات بين البلدين، معربًا عن ارتياحه إزاء التقدم المحرز في العلاقات الثنائية، داعيًا إياهما لتسوية جميع القضايا العالقة وتطبيع العلاقات بشكل كامل. ويؤكد معهد أبحاث الحرب والسلام على أن بعض العراقيين انزعجوا كثيرًا بسبب المسلسلات والبرامج الكويتية التي تصور غزو العراق، مؤكدين على أنها أعادت للأذهان ذكريات مؤلمة لا داع لها، في إشارة للمسلسل الكويتي "سهر الليالي" الذي يُعرض في رمضان هذا العام على القنوات الفضائية الكويتية التي تستقبلها الأقمار الصناعية العراقية. وعلى الرغم من مرور 22 عامًا، إلا أن بعض القضايا لم تنته بشكل كامل حتى الآن، فمازالت هناك نزاعات على النفط والحدود الجغرافية للبلدين، إلا أنها تسير حاليًا وفقًا للقنوات الدبلوماسية دون أي تدخلات عسكرية، وهو ما أكده وكيل الخارجية الكويتية في منتصف الشهر الماضي، حيث قال إن الجانب الكويتي لم يدخر جهدًا في إيضاح الأوضاع الخاصة للموانئ الكويتية للجانب العراقي. في 25 يوليو من العام الجاري أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، أن مجلس الوزراء العراقي وافق على التسوية الودية الموقعة بين وزيري النقل العراقي والكويتي بشأن دفع تعويضات شركة الخطوط الجوية الكويتية خلال العامين الحالي والمقبل. كما أعلنت وزارة النفط العراقية منذ عدة أيام أن اللجنة العراقية الكويتية المشتركة تمكنت من حل جزء كبير من المشاكل العالقة مع الكويت، بخصوص توحيد الإنتاج وتنظيم العمل بالحقول النفطية المشتركة. أثار ما فعله الرئيس العراقي ردود فعل دولية واسعة، فبعد ساعات من الغزو العراقي للكويت، طالبت الكويت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، انتهى بتمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660، والذي شجب فيه الغزو وطالب بالانسحاب الكامل غير المشروط من الكويت. وفي اليوم التالي عقدت الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا لمناقشة الأزمة، انتهى إلى نفس إجراءات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي محاولة لكسب تعاطف الإخوان المسلمين، أعلن الرئيس العراقي صدام حسين، إضافة كلمة "الله أكبر" إلى العلم العراقي، لإضفاء الطابع الديني على الغزو الذي قام به، وهو ما تسبب في إبداء السعودية تخوُّفها من احتمالية غزو أراضيها للسيطرة على حقول النفط بها، ما تسبب أساسا في عقد تحالفات وتسريع إجراءات إنهاء الغزو العراقي للكويت، خوفًا من التأثير على آبار البترول في السعودية. اتخذ الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب من هدف منع القوات العراقية من اجتياح الأراضي السعودية وسيلة لإعلان حملة مضادة ضد الجيش العراقي، وأعلن رسميًا عن حملة "عملية درع الصحراء"، توجهت خلالها القوات الأمريكية للسعودية وبدأت في الحشد الكامل خوفًا من أي تدخلات عسكرية عراقية. ظل التوتر هو السمة السائدة في علاقات الدولتين حتى سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق، وفور سقوطه سارعت الكويت بالمشاركة في عمليات إعادة إعمار العراق وتقديم الدعم الطبي والمالي للشعب العراقي من خلال الهلال الأحمر الكويتي، ولم تُعِد الكويت فتح سفارتها في العراق إلا في عام 2008، بتولي الفريق الركن متقاعد علي المؤمن سفارة الكويت في العراق.