أحدثت واقعة دفن القارئ الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، في فناء "الفيلا" الخاصة به بإحدى قرى مركز المنصورة، في محافظة الدقهلية، الخميس الماضي، حالة من الجدل والرفض من قبل المسئولين لمخالفة الأمر للقانون. كان "الطنطاوي" قد فارق الحياة الأربعاء الماضي، وأعلن أبناؤه عن دفنه الخميس الماضي، وفوجئ المشيعون بعد الصلاة عليه من مسجد القرية بالتوجه لدفنه بحديقة "الفيلا" الخاصة به، على أطراف قرية "النسيمية" التابعة لمركز المنصورة، والذي تبين أن أبناءه أعدوه عقب الوفاة، تنفيذًا لوصية الشيخ - بحسب قولهم. وقال الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، "فور أن وصل لعلمي دفن الشيخ الطنطاوي الذي أُجله وأحترمه داخل فناء منزله، اتخذت قرارًا بالتحقيق في الواقعة، والوحدة المحلية مسئولة بحكم قربها من القرية، وتمت إحالة المسئولين بها للتحقيق؛ لأن القرية كلها علمت ببناء القبر في "الفيلا" قبل الدفن". وأكد "الشعراوي" إحالة الواقعة للنيابة؛ لاتخاذ قرارها وفقا للقانون، لأن ذلك يعد تعديًا صارخًا على القانون، الذي يفصل بيننا في النهاية، قائلًا: "أحترم قرار النيابة". وتوقع محافظ الدقهلية، ألا تتم الإزالة الفورية للقبر، ولكن يجب نقل الجثمان أولًا احترامًا لحرمة الميت، أو الانتظار حتى يتحلل الجثمان ويتم نقل الرفات. وأكد "الشعراوي"، أن ما حدث مخالفة للقانون، ولا يجوز الدفن خارج المقابر، ولا إنشاء مقابر خاصة إلا بشروط يجب توافرها، وفي هذه الواقعة لا تتوافر تلك الشروط، وما حدث مخالف بكل الصور. من جانبه نفى الدكتور سعد مكي مدير مديرية الصحة بمحافظة الدقهلية في تصريحات ل"بوابة الأهرام"، ورود أي طلبات للمديرية، أو لإدارة الطب الوقائي، بشأن إنشاء القبر.
وحول موقف مديرية أوقاف الدقهلية، قال الشيخ طه زيادة، وكيل الوزارة، إنه تمت إحالة الواقعة لدار الإفتاء للفصل فيها. فيما آثر أبناء الشيخ، عدم التعليق على الواقعة، في انتظار ما ستسفر عنه الأحداث. وقال الشيخ محمود الطنطاوي، ابن الشيخ القارئ الراحل في تصريحات ل"بوابة الأهرام": "والدي توفي ظهرا وآثرنا الانتظار لدفنه في اليوم التالي، حتى يتمكن أهالينا وأحباؤه من حضور جنازته، وهذا القبر تم بناؤه منذ ما يقرب من عام في منزلنا، الذي بنيناه منذ 4 أعوام، بكل التصاريح اللازمة". وأضاف:"أبي أو أنا وأشقائي جميعا لم نكن نعلم بضرورة إصدار تصريح للقبر، بعد ما رأينا عددًا من شيوخنا يُدفنون في منازلهم، وتمنى أبي ذلك، ولو كان يعلم ما سيُخلفه الأمر من مشكلات، ما كان أوصى بذلك، ولو كنا نعلم تلك العواقب ما كنا فعلنا لأننا لسنا أهلًا لذلك." وأكد "الطنطاوي" الابن، أنه لا صحة لما تداوله البعض، من أننا نريد ضريحا أو غيره، فما فعلناه إنما هو تنفيذ لوصية والدنا رحمه الله. وأضاف، أن النيابة قد استمعت لأقوالنا، وأبدينا استعدادنا لاتخاذ كافة الإجراءات الواجب اتباعها؛ لأننا مع دولة القانون، احتراما لأنفسنا، ولروح والدنا، الذي عاش ومات محبًا للقرآن الكريم.