الرصاصة المطّاطية التي أطلقها أحد أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم _الثلاثاء_ لتصيب الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، لم تكن الاستهداف الأول من سلطات الاحتلال الإسرائيلي للشيخ السبعيني. ففي الجمعة الماضية اعتقلت شرطة الاحتلال الشيخ صبري من أمام باب "المجلس" في المسجد الأقصى، عقب دعوته الفلسطينيين لإقامة صلاة الجمعة داخل الحرم القدسي. وقبيل اعتقاله، حذّر الشيخ من مخططات جديدة تحاول سلطات الاحتلال فرضها على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وفرض سياسة تصعيدية جديدة ضد المدينة والأقصى. وأشار الشيخ صبري إلى أن آخر السياسات التي يسعى الاحتلال لفرضها تمثلت في منع إقامة صلاة الجمعة في الأقصى، لأول مرة منذ العام 1969. و وجّه نداء عاجلاً لجميع الفلسطينيين والمقدسيين بالتحرّك العاجل نحو المسجد الأقصى والرباط والصلاة فيه، أو على الحواجز الإسرائيلية. واستجابة لدعوة الشيخ صبري أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في شوارع القدسالمحتلة؛ بعد منع سلطات الاحتلال الصلاة داخل المسجد الأقصى، على خلفية مقتل اثنين من جنودها وإصابة ثالث في باحة المسجد. ومنذ الإفراج عنه يعتصم الشيخ المقدسي مع آلاف الفلسطينيين أمام "باب الأسباط" وهو أحد أبواب البلدة القديمة في القدس، ولا يبتعد عن المسجد الأقصى سوى 50 مترا، رفضاً لاشتراط الشرطة الإسرائيلية عبور المصلين من خلال بوابات إلكترونية، للدخول إلى المسجد. أصدر الشيخ من خلال صفحته الرسمية على فيس بوك فتوى تدعو إلى شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة أمام البوابات الإلكترونية وذلك إعلانًا لرفض تركيب هذه البوابات التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن لهذه الصلاة نفس ثواب الصلاة بداخل الأقصى. ولد الشيخ عكرمة صبري في مدينة قلقيلية عام 1939م لعائلة عرفت بالتدين وحب العلم، فوالده الشيخ سعيد صبري كان قاضياً شرعياً لعدة مراكز كان آخرها قاضي بيت المقدس وعضو محكمة الإستئناف الشرعية وهو عضو مؤسس للهيئة الإسلامية العليا في القدس، كما تولى الخطابة في المسجد الأقصى المبارك. بعد نكسة عام 1967م تولى الشيخ عكرمة إدارة مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية التي أضطرت للإنتقال من بناية المدرسة التنكزية بعد أن إستولت عليها سلطات الإحتلال الإسرائيلي إلى بناية دار الأيتام الإسلامية في البلدة القديمة قبل أن يستقر بها المقام في أروقة المسجد الأقصى المبارك في باب الأسباط. أظهر الشيخ عكرمة وجوداً مميزاً خلال عمله في ثانوية الأقصى الشرعية حيث برزت أنشطة المدرسة وأصبحت رادفاً لدور القرآن الكريم في القدس وضواحيها، وكانت اول دار للقرآن الكريم، قام بتأسيسها عام 1972م. وللشيخ عكرمة خمسة أبناء ثلاثة ذكور وبنتان، ويرقد حاليا في إحدى المستشفيات الفلسطينية لتلقي العلاج اللازم عقب إصابته وحالته الصحية مستقرة.