في عام 1912م، أي منذ 105 سنوات، أطلقت مجلة "المقتطف" سلسلة تاريخية عن حديقة حيوانات الجيزة، التي وصفتها بأنها "أفخر جنان الأرض"، مضيفة، أنه "لو درى إسماعيل بما ستؤول إليه أحوال الحديقة، لخفف من خزينة مصر أموال الجنيهات، لكن الوحوش في أوجارها، والطيور في أوكارها، خير من الخصيان والجواري يخطرون بين تلك الخمائل عالة على البلاد". وحديقة حيوانات الجيزة أمر بإنشائها الخديو إسماعيل، ولكن تم افتتاحها في عهد نجله الخديو توفيق في 1891م، وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في إفريقيا. كانت تسمى "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا" وتضم الكثير من الكنوز النباتية والطبيعية. قبل الخديو إسماعيل، كان قصر محمد علي باشا في شبرا الخيمة، يضم 4 زرافات وغزلانًا، وكان أشبه بحديقة حيوان مصغرة، وأدى الطقس السيء الذي ضرب القاهرة في فترة الوالي، في أن تموت اثنتان من الزراف، مما حدا بمحمد علي، أن يقوم بإهداء ما تبقى من الزراف، حيث قام الوالي بإهداء زرافة واحدة لإنجليزي، فيما أهدى دولة فرنسا زرافة أخرى، ليتم استقبالها في باريس استقبالًا حافلًا؛ ففرنسا لم تكن في ذلك الوقت شاهدت الزراف، وإن كانت تسمع عنه، وكانت هدية محمد علي سببًا مباشرًا لأن يشاهد الفرنسيون الزراف ليقوموا بالكتابة عنها. كما يقول المؤرخون، إن مصر عرفت حدائق الحيوانات في عهد خماروية ابن أحمد ابن طولون في عام 218 هجرية، حيث بنى دارًا للسباع والحيوانات، وكان من جملة السباع التي جلبها خماروية، سبع أزرق العينين، كما يقول المؤرخ المقريزي، لافتًا إلى أن السبع أطلق عليه اسم زريق، حيث كان زريق يأنس بمولاه خماورية، لذا جعله حرًا طليقًا في الدار التي جعلها حديقة للحيوانات، حسب المقريزي. خمارويه الذي كان يذهب للصيد في الأهرامات، لم يكتف بذلك، بل جعل للفهود دارًا مستقلة، وللنمور دارًا مستقلة، وكذلك الفيلة، وللزرافات دورًا مستقلة أيضًا، بل حفظت الحيوانات على أساس علمي. كانت مصر تعرف الأسود منذ عهد الفراعنة، حين اصطاد الملك أمنمحات الثالث، مائة أسد، وأسدين من العراق، فيما كانت الأسود تعيش في مصر حتى عهد خماروية بن أحمد بن طولون، التي اصطادها من مكان حول الأهرامات، حتى انقرضت بسبب العمران، فيما كانت تضم حيوانات الجيزة في عام 1912م من الأسود أسدين و3 لبوات. كان الأقدمون يصفون الأسد، بأنه ملك الغابة والوحوش، لكن أغلب صيادي الحيوانات، يرون أن الفيل أحق بهذا اللقب؛ لأنه أقوى وأشرف في الطباع من الأسد، لكن منظر الأسد المحفوف بالمهابة هو الذي جعله ينال هذا اللقب الذي لا يستحقه. ويذكر الصياد الأمريكي تجادر، أنه شاهد في إفريقيا معركة نشبت بين عجل من الجواميس البرية والأسد، حيث نهش الأسد عجلًا صغيرًا من الجواميس البرية، إلا إن أم العجل دافعت عنه، وقامت بقتل الأسد، ووقفت عليه، وهي تظهر الحنق والغضب. منذ 105 سنوات، تم تداول شائعة كبيرة بوجود فرس البحر في مصر بمنطقة العطارين، وهي الشائعة التي كذبتها سلسلة المقتطف، التي أكدت أن فرس البحر الذي يتواجد في حديقة الحيوان بالجيزة، لم يعد له وجود في نهر النيل بمصر، إلا من خلال نقوش الفراعنة، الذين رسموا صيده رميًا بالحراب، كما تدل الرسومات الموجودة في معبد إدفو بأسوان. كما أن التاريخ يذكر حوادثه الشهيرة في بحر دمياط، حيث كان يبتلع المراكب، وكانت واحدة منهن تقتل الناس، فتم استدعاء أشخاص من السودان لقتلها "كما كان يوجد في حديقة الحيوانات الكثير من الحيوانات النادرة والطيور النادرة، حيث كان يتواجد بها 3 أفيال، وهي من الأفيال الإفريقية، وكان يتواجد بها فيل هندي كان مركبًا للأولاد يمتطون ظهره". وقالت الصحف، وهي تصف الأفيال "لا يخطر له على بال أحد، إنه في الغابة يخشي الأسد قوته، إلا أنه أشد الحيوانات حنانًا على أطفاله، وأكثر ترابطًا مع أسرته". حديقة حيوانات الجيزة في الصحف حديقة حيوانات الجيزة في الصحف حديقة حيوانات الجيزة في الصحف