كشف المركز المصري للحق في الدواء، عن مأساة حقيقة يعيشها مرضي الجذام في مصر، والذين يزيد عددهم عن أكثر من 7000 مريض، يعيشون في ظل أوضاع غير إنسانية أو عادلة، ويجدون صعوبة في استكمال حياتهم، كما يقيمون في بيئات منعزلة، بسبب مرضهم، في ثلاث مستعمرات أقدمهم العامرية التي تم إنشاؤها منذ 138 سنة، وأكبرها مستعمره أبوزعبل التي تبلغ حوالي 12 فدانًا. وقال المركز المصري للحق في الدواء، أنه كان يوجد بروتوكول بين محافظه القليوبية وسفارة فرسان مالطا بدأ فى عام 2006 وانتهى 2016، لرعاية مرضى الجُذام الموجودين بمستشفى أبو زعبل، بناءً على ذلك البروتوكول تم إعادة تحليل وتجديد شبكة المياه وإنشاء وحدة كهرباء بتكلفة 2 مليون جنيه فى عام 2008 وتم توفير أتوبيس لنقل المرضى ووحدة أسنان وعيادة رمد وإعادة وتجديد 4 عنابر فى الحريمى والرجال ودورات المياه وكان هناك التزام، بناءً على ذلك البروتوكول- بتسليم المستشفى "قطن وشاش" بقيمة 100 ألف جنيه سنويًا، وكان يتم دفع مرتبات الأطباء المتعاقدين من الخارج وكل شهر 5 آلاف جنيه لصيانة الحنفيات، ولكن مع انتهاء البرتوكول لا تجد المستشفي أي دعم من الوزارة، وتعيش علي دعم المجتمع المدني. وأكد المركز المصري للحق في الدواء أن الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية لمرضي الجذام تتطلب من الجميع سرعة إنقاذهم، وتوفير سبل الحفاظ علي حياتهم. وقال المركز المصري للحق في الدواء، إنه أطلق اليوم مبادرة مجتمعية لصالح دعم مرضي الجذام في مصر، بعد أن تناساهم المجتمع والحكومات المتعاقبة، موضحًا أنه تواصل مع لجنة الصحة بمجلس النواب، ووزارة الصحة، لإعادة الدعم الصحي والنفسي لمرضي الجذام. وأشار المركز إلي أنه بلغ عدد المرضي المسجلين عام 1979 نحو 37 ألف مريض ومع عام 2011 بلغ نحو 1500 مريض موزعين علي المستعمرات الثلاث، مضيفًا أن الجذام مرض مزمن لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وتسببه أحد أنواع البكتيريا العضوية، وعادةً ما يؤثر على الجلد والأعصاب الطرفية والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، وكذلك العيون، وإذا لم يتم علاج الجذام، فيمكن أن يؤدى إلى تلف دائم ومتزايد في الجلد والأعصاب والأطراف والعيون، ويؤدى تأثر بعض الأعصاب الطرفية إلى أنماط مميزة من الإعاقة، وتتمثل أعراضه في صورة طفح أو حبة (عقدة) جلدية، ويمكن أن يكون أول علامة له منطقة من التنميل (الخدر) بالجلد، ويعتبر ظهور بقعة جلدية باهتة أو حمراء فاقدة للإحساس من العلامات المميزة للجذام. وأكد أن مصر من أقدم الدول التي قامت لمكافحة مرضي الجذام، حيث اعتمدت برتوكول منظمة الصحة العالمية بالعلاج متعدد العقاقير «ريفامبسين + دابسون + كلوفازمين»، وبنسبة شفاء كاملة 100٪، إذا أكمل المريض العلاج فى المدة المحددة للعلاج «6 أو 12 شهرا» بطريقة منتظمة حسب نوع الجذام، موضحًا أن هذا الاهتمام وقتها أدي إلي إعلان عام 1994 أن مصر على المستوى القومي حققت الهدف الذي حددته منظمة الصحة العالمية للقضاء على الجذام، مما يعنى انخفاض معدل الانتشار إلى أقل من حالة لكل 10.000 مواطن، مشيرا إلي أن مصر كانت من أوائل الدول فى هذا الإنجاز ومنذ ذلك التاريخ ومعدل الانتشار ومعدل الاكتشاف فى تناقص مستمر. وقال :"يبدو أن هذا أدي لإهمال العدد الباقي مما تسبب في حدوث نسيان مجتمعي، وأن تراكم المشكلات أدت لتوقف برامج العلاج، وتوقف برامج التغذية المناسب، وأدي لهروب المرضي من أماكن العزل إلي العيش وسط الناس بدون أن ينتبه الجميع لخطورة الأمر. وأوضح أنه منذ فترة، أطلقت إدارة المستشفي في أبو زعبل نداء بسبب أن المرضى المحجوزين بالمستشفى يعانون منذ فترة من قلة الإمكانيات الموجودة ونقص الأدوية وقلة عدد الأطباء، كما يعانون من عدم توافر أبسط أدوات العلاج الطبي مثل الشاش والقطن ونقص أدوية السكر والأنسولين، ولا يجدون أطباء للكشف الطبي عليهم فى حالة إعياء أحد منهم داخل المستشفى، وخاصة لأن منظمه الصحة العالمية تعتبر أن مريض الجُذام شخص معاق، لا يستطيع الذهاب إلى أي مستشفى أخرى للعلاج، وهم مقيمون بمستعمرة الجذام بصفة دائمة لا يستطيعون الخروج منها، بسبب إعاقتهم المرضية، كما أن هناك حالات مطلوب سرعة إجراء عمليات جراحية لها، ولا يجدون غرف عمليات مخصصة لهم. ولفت إلي أن إدارة المستشفي اشتكت من عدم وجود أطباء لأمراض العيون لخوف الأطباء من العمل في المستعمرة.