«المصري اليوم» في مستعمرة الجذام.. والمرضى: «إحنا بناخد عزا بعض» (صور)

انتشرت مؤخرًا أخبارًا وفيديوهات، على مواقع التواصل الاجتماعي، ترصد وجود إهمال كبير ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية لنزلاء مستعمرة الجذام في أبوزعبل.
«المصري اليوم» توجهت إلى مقر المستشفى للوقوف على حقيقة الوضع، والتأكد من توفير احتياجات المرضى، وكذلك معرفة الموقف الصحي لمرضى الجذام في مصر، والحصر النهائي لعدد المصابين بالمرض.
المرضى مقسمون إلى قسمين؛ قسم للرجال وآخر للنساء، ومعظم نزلاء المستعمرة من كبار السن، ويعود تاريخ تواجدهم لفترات زمنية تترواح بين 20 إلى 60 عامًا، وبينما اشتكوا من عدم كفاية الأغذية المقدمة لهم ورغبتهم في الحصول على دعم مادي من الدولة، أكدوا توافر جميع الأدوية والمستلزمات الطبية بالمجان.
الدكتورة أحلام سعد الدين، مدير مستعمرة الجذام بأبوزعبل، قالت إن نزلاء المستعمرة 580 مريضًا منهم 385 مريضًا يقيمون بشكل دائم، والباقي يقيمون في منطقة «عزبة الصفيح» المجاورة للمستعمرة، ويترددون يوميا للحصول على العلاج والغذاء الخاص بهم، مشيرة إلى أن جميع نزلاء المستعمرة يعانون من مضاعفات الجزام، وليسوا مرضى ينقلون لغيرهم العدوى كما يدعي البعض.
واعتبرت مديرة المستشفى، أن الحملة التي أطقلت على مواقع التواصل الاجتماعي، أفادت المستشفى وساهمت في توفير الكثير من احتياجاتها حيث توافد العديد من المتبرعين، ووفروا الأدوية والأجهزة الطبية، وأيضا أجهزة التكييف والمراوح وغيرها من النواقص التي كانت تعاني منها المستشفى، لكنها حذرت ممن «يصطادون في الماء العكر» ويستغلون اسم المستعمرة في جلب العديد من التبرعات، مؤكدة أن المستشفى ليس لها أي أرقام حساب لتلقي التبرعات والبعض يحاول الزج باسمها في جمع تبرعات وهمية.
وقالت «سعد الدين» إن المستعمرة بحاجة إلى أتوبيس لنقل الأطباء والعاملين بها نظرًا لبعد مكان المستعمرة، وأيضا بحاجة إلى نقطة إسعاف ثابته لنقل أي مريض يتعرض لمضاعفات نظرا لبعد المسافة بين المستعمرة وأقرب مستشفى، أيضا هناك عجز في سكن الأطباء والتمريض البالغ عددها 40 وحدة فقط في حين يصل عدد أعضاء أطقم الأطباء والتمريض 130 فردًا.
واشتكى مريض يدعى أحمد البرماوي، المعرفو بأنه أقدم نزلاء بالمستعمرة، حيث يتواجد بها منذ 62 عاما، من عدم كفاية الأغذية المقدمة من المستعمرة، وتحديدًا أرغفة الخبز المقدمة، والتي يصل عددها إلى ثلاثة أرغفة فقط، مشيرا أن جميع الأدوية يحصل عليها بالمجان ولا توجد مشاكل تواجه، مؤكدًا أن التواجد داخل المستعمرة أفضل بكثير عن التواجد خارجها، نظرًا للترابط بينه وبين زملائه من النزلاء. وأضاف: «إحنا هنا بناخد عزاء بعض وشايلين هم بعض، مش عايزين حاجة من بره».
وحددت منظمة الصحة العالمية، القضاء على الجذام بوصفه مشكلة في عام 1991 بالوصول إلى معدل انتشار للمرض والذي يقل عن حالة واحدة من بين كل عشرة آلاف شخص، وقد تحقق هذا الهدف في مصر منذ عام 1994 حيث وصل معدل انتشار المرض في مصر إلى أقل من حالة واحدة من بين كل عشرة آلاف شخص.
وقال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، إن عدد الحالات المكتشفة بالمرض خلال العام الماضي على مستوى الجمهورية هي 651 حالة فقط، وأن معدل انتشار المرض خلال هذا العام 0.7 حالة لكل مائة ألف شخص، وأن معدل الشفاء خلال نفس العام كانت 92% بزيادة عن الأعوام السابقة.
وتابع: الوزارة تعمل على القضاء على المرض من خلال توفير العلاج اللازم لجميع المرضى مجانا وبالتدريب المستمر للأطباء والتمريض على الاكتشاف المبكر لمرض الجذام وعمل فحص دوري لمخالطي مرضى الجذام، وعمل موسوحات طبية لاكتشاف المرضى وتقديم الرعاية الصحية لهم مجانا، مؤكدًا أنه لا يتم إنشاء مستعمرات لعزل المريض بل تشخصيه وعلاجه ومتابعته من خلال أقسام الجلدية بالمستشفيات المركزية وعيادات الجذام بالمحافظات.
وحول علاج مرضى الجذام، قال الدكتور عمرو قنديل، إن الوزارة تُوفر العلاج النوعى الخاص بمرض الجذام مجانا (العلاج متعدد الأدوية ويشمل –ريفامبسين – كلوفازيمين- دابسون) لجميع مرضى الجذام من خلال عيادات الجلدية والجذام بالمحافظات، ويتم تناوله بالطريقة الآتية: المريض «قليل الباسيل» يتلقى العلاج لمدة 6 أشهر، والمريض «متعدد الباسيل» يتلقى العلاج لمدة 12 شهرًا.
فيما قالت الدكتورة منى دويش مدير إدارة الجذام بوزارة الصحة، أن الجذام يعتبر مرض مزمن معدى، يصيب الجلد والأعصاب الطرفية في الإنسان، ويمكن أن يصيب الجنسين وفى جميع الأعمار، وهو مرض قابل للشفاء تماما بشرط الإكتشاف المبكر والعلاج السليم بالعلاج النوعى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، ويسبب المرض ميكروب «باسيل الجذام»، وينتقل عن طريق رذاذ مريض الجذام من النوع المعدى الذي لم يتلقى العلاج النوعى لمرض الجذام، وتتراوح فترة حضانة المرض من 3-5 سنوات، ولكى تحدث العدوى لابد من توافر شروط الآتية مجتمعة أولها: الاستعداد للعدوى (يحدث فقط عند 5% من البشر لديهم استعداد مناعي)، ثانيا: التعرض لمصدر العدوي (المريض المعدي الذي لا يخضع لأي علاج)، وأخيرًا الاختلاط بالمريض غير الخاضع للعلاج لفترات طويلة (أفراد الأسرة).
وأضافت، أن الجذام نوعان الأول: قليل «الباسيل» وهو غير معدى ويتميز بوجود عدد من 1- 5 بقع جلدية فاتحة اللون أولونها يميل إلى الحمرة مع ضعف أو فقد في الإحساس، والثاني متعدد «الباسيل» وهو معدى ويتميز بظهور عقد أو ارتشاحات جلدية أكثر من 5، ويتم تأكيد التشخيص معمليا بوجود باسيل الجذام، ويمكن تشخيص المرض من خلال وجود علامة أو اكثر من العلامات الآتية، ويتم التشخيص من خلال الطبيب المعالج، وهي: ظهور بقع جلدية باهتة اللون مع فقدالإحساس، تضخم الأعصاب الطرفية مع فقد الإحساس أو ضعف في العضلات المرتبطة بالعصب، التأكد المعملي بوجود باسيل الجذام المسبب للمرض في النوع متعدد الباسيل.
مستعمرة الجذام
مستعمرة الجذام