قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن كابوس الاحتلال الإسرائيلي الجاثم علي صدور الفلسطينيين وراء بروز الحركات الراديكالية ونمو التطرف والإرهاب بالمنطقة. وفي بيان له أمام مجلس الأمن عممته الجامعة العربية، أضاف الأمين العام أنه بينما قدم العرب مبادرة شاملة للسلام والتسوية تقوم علي التعايش الكامل لم تطرح إسرائيل سوي استمرار الاحتلال وتكريس الاستيطان باعتراف وزير دفاعها مؤخرًا. وقال إنه "يشعر بقدر عظيم من الأسى والحُزن بعد مرور خمسين عاماً بالتمام على احتلال إسرائيل الأراضي العربية والفلسطينية في يونيو من عام 67، لافتًا إلي أنه فيما طرح العرب مبادرة سلام شاملة في المقابل لا تطرح إسرائيل سوي بديل واحد، هو استمرار الاحتلال بل وتكريسه ليصير عملياً نظامان للحياة يخضعان لسُلطة الدولة الإسرائيلية". ورأي أنه "في هذا البديل لا توجد سيادة فلسطينية علي الأرض، أي أرض وفيه تتحول الحكومة الفلسطينية إلى مجرد سُلطة بلدية تدير شئون المواطنين تحت السيادة الإسرائيلية، معتبرًا أن إسرائيل نجحت في وأد الأمل الذي ولده اتفاق أوسلو عام 93 بل ودفن هذا الاتفاق عمليًا.. من خلال تثبيت واقع الأبارتايد المرير في الضفة الغربية وواقع السجن الكبير في قطاع غزة". وقال الأمين العام إن خبرتنا الطويلة في التعامل مع هذا النزاع المُركب هي التي تحملنا على الحديث بصراحةٍ عن الإخفاقات السابقة وضرورة عدم تكرارها، وذلك بالتوجه مُباشرة ودون إبطاء إلي مُعالجة قضايا الحل النهائي التي تمثل صلب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي علي وجه الخصوص، وعلى رأسها الحدود والقدس والأمن واللاجئين. وقال إن دول الجامعة العربية تلاحظ مؤخرًا جهودًا متواصلة تبذلها إسرائيل – وهي مازالت بكافة معايير القانون الدولي دولةً قائمة بالاحتلال – لتطبيع وضعيتها في الأممالمتحدة بأجهزتها ووكالاتها المتخصصة، وأبرزها بالطبع مساعيها للترشح لعضوية مجلس الأمن لعامي 2019 و2020، مشددًا علي إن إسرائيل في حالة انتهاك دائم لأحكام ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي وبالتالي تفتقد أدنى شروط الانضمام إلى مجلس الأمن.. ويعد القبول بها عضوًا في هذا المجلس ضربًا لشرعيته في الصميم. كما يعطي دفعة قوية لمُعسكر التشدد وجماعات الاستيطان الإسرائيلية فإذا كان فإذا كان تطبيع الوضعية الدولية أمرًا سهلاً بدون مقابل، فما الذي يحملها على التفاوض الجاد من أجل إنهاء الصراع؟ ونوه أبو الغيط إلي أن"مما يُثير العجب حقًا أن تجد إسرائيل في نفسها الجرأة الكافية لكي تترشح لهذا الموقع،وهي لا تفوت فُرصة للنيل من مصداقية الأممالمتحدة وإظهار الاستخفاف بها وبما تمثله، مشيرًا إلي ما دعا إليه رئيس وزرائها مؤخرًا من حل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مُتهما إياها بالتحريض ضدها. وقال الأمين العام إن مرور خمسين عامًا على احتلال الأراضي العربية هو ذكرى أليمة على نفس كل عربي، مؤكدًا أنه آن أوان إنهاء كابوس الاحتلال الجاثم على الصدور، الذي كان سببًا جوهريًا في تنامي العُنف والراديكالية والإرهاب في كافة أرجاء المنطقة.. إن العالم يحتاج إلي تسوية هذا الملف بشكل نهائي وعادل حتي تعود الحقوق إلي أصحابها وينفتح الطريق أمام السلام والاستقرار والتنمية في هذا الإقليم المثخن بالجراح. علي مجلس الأمن أن يضطلع بدوره الهام في هذا الصدد..وختم قائلاً "عليكم أن تعيدوا الأمل والثقة للفلسطينيين علي وجه الخصوص بأن العالم لن يتخلى عنهم، وأنهم لن يصيروا مجرد أرقام منسية أو مشكلة مؤجلة والجامعة العربية علي استعداد كامل للعمل معكم من أجل تحقيق السلام المنشود".