في واحدة من المرات القليلة التي يتحدث فيها عن الصراع مع حزب الله في ذروة التطورات السياسية الحاصلة بالمنطقة الآن، تطرق الجنرال جادي أيزنكوت رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إلى وضع الحزب الآن. وقال ايزنكوت في زيارة له اليوم على الحدود الشمالية في إسرائيل إن الحزب يتواجد في وضع إستراتيجي وصفه بالمعقد. وقال إن ثلث التنظيم يقاتل في سوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى فقد التنظيم 1700 من أفراده خلال 3 سنوات وقرابة 7000 جريح ومشاكل غير بسيطة في القتال. وتطرق إلى وضع الحزب المالي قائلا إن التنظيم يعاني من مشاكل مالية صعبة ومشاكل معنوية كبيرة وفقد قائديْه خلال السنوات السبعة-ثمانية الأخيرة. المثير للانتباه أن ايزنكوت قال أيضا إن الحزب فقد اثنين من أهم قاداته خلال السنوات الماضية، وهما عماد مغنية الذي قتل في دمشق، والثاني هو قائد حزب الله (مصطفى بدر الدين). وأشار ايزنكوت إلى التقديرات الإسرائيلية لخسائر حزب الله في هذه الحرب والتي بلغت ما يقرب من 1400 قتيل فضلا عن تعرضه إلى ضربات قوية لبنيته التحتية، بالإضافة إلى تواجد الجيش الإسرائيلي على مسافة ما يقرب من 14 كلم داخل لبنان بعد انتهاء هذه الحرب. وقال ايزنكوت إن الحدود الشمالية تشهد فترة من الهدوء مدتها 11 عامًا لم تشهد لها مثيل، وهو واقع جديد تمنى استمراره. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسئول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى وبحجم ايزنكوت عن حزب الله، وهو الحديث الذي يأتي في ظل تخوف بعض من الدوائر الإسرائيلية وإثارتها لقضية قوة حزب الله والتخوف من اكتساب مقاتليه لخبرات عسكرية في سوريا، وهي الخبرات التي يمكن أن تنعكس بصورة إيجابية عليه في النهاية، وبالتالي سيمثل هذا تهديدًا لإسرائيل.