تسلم أمس الإثنين رئيسًا جديدًا لأركان جيش الاحتلال مهام عمله رسميا، حيث تم إقامة مراسم التسليم والتسلم لقيادة رئاسة أركان الجيش بين رئيس الأركان المنتهية ولايته الجنرال "بيني جانتس"، وخلفه وهو نائبه السابق "جادي أيزنكوت"، في مقر هيئة الأركان العامة بتل أبيب ثم ترأس الجنرال "أيزنكوت" لأول مرة جلسة لهيئة الأركان. كانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت في ديسمبر العام الماضي على تعيين الجنرال "جادي أيزنكوت" رئيسًا لأركان الجيش خلفا للجنرال "بيني جانتس"، ليتسلم المسئول الجديد مهام عمله رسميًا، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" حينها إن "أيزنكوت هو الشخص المؤهل والملائم لهذا المنصب كونه قائدا يتمتع بالخبرة، ويستطيع قيادة الجيش في مواجهة التحديات"، وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "أيزنكوت" له خبرة قتالية وقيادية اكتسبها خلال مشواره العسكري. "جادي أيزنكوت" الذي يبلغ من العمر 54 عاماً، هو من مواليد "طبريا" من عائلة يهودية هاجرت إلى إسرائيل من المغرب ثم انتقلت إلى مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، فهو أول شخص من أصل مغربي يتولى هذا المنصب، التحق بسلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي سنة 1978. التحق "أيزنكوت" في أول عمره بلواء "جولاني" أحد وحدات الجيش الإسرائيلي النخبة في عام 1978، ثم تدرج بعد ذلك في سلم العسكرية إلى قائد سرية، ثم قائد كتيبة، ثم نائب لقائد لواء "جولاني"، ليعين في عام 1991 ضابطًا للعمليات في القيادة الشمالية كان خلالها مسئولاً عن العمليات الخاصة التي يقوم بها الجيش في عمق الأراضي اللبنانية. تولى "أيزنكوت" عدداً من المناصب الحساسة، ابتداءً من قائد فصيلة، قائد الفوج المضاد للدبابات، وقائد الكتيبة 13، حتى تم تعيينه قائدًا للواء جولاني عام 1997، والذي شارك في حروب بلبنان، ثم عمل في منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية في العام 1999، والذي يناط به المسئولية عن العلاقة التي تربط الحكومة الإسرائيلية بأجهزة الأمن الإسرائيلي، لاحقًا تم تعيينه قائدًا لكتيبة الضفة الغربية، وقاد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة بين عاميّ 2003 – 2005. عُيّن بعد ذلك رئيسًا لقسم العمليات، وهي مهمّة قام بأدائها خلال حرب لبنان الثانية 2006، حيث عُيّن بعدها كقائد للواء الشمال لمدة خمس سنوات، رُشّح خلالها لوظيفة رئيس الأركان، ولكنه قال في المقابلات التي أُجريت معه للمنصب، إنّ صديقه في هيئة الأركان العامة "بيني جانتس"، مناسبًا للمنصب أكثر، وتنقل "أيزنكوت" لذات الوظيفة لكن في ألوية مختلفة منها لواء "إفرايم" في الضفة الغربية. في عام 2005، ترقى لرتبة لواء وعين قائدًا لشعبة العمليات الإسرائيلية المسئولة عن عمليات الجيش الإسرائيلي في مختلف المناطق، والذي يُعد أحد المناصب المهمة التي تدمج بين المهمات الأمنية والعسكرية، وفي العام 2006، عين "أيزنكوت" قائدًا للقيادة الشمالية بعد حرب تموز 2006. يحفل سجل "أيزنكوت" بالعديد من الحروب سواء في فلسطين أو لبنان، فقد ساهم في قمع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في الضفة العربية، والتي انطلقت عام 1987، من خلال قيادته للواء "كرملي"، أحد وحدات الجيش، الذي شارك في ملاحقة الشبان المنتفضين في مدن الضفة الغربية، ولا يختلف الأمر في الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000، وخلال حرب "تموز" 2006 كان "أيزنكوت" من بين الأصوات القليلة التي انتقدت في وقت مبكر أداء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينئذ "دان حالوتس" في هذه الحرب. "أيزنكوت" صاحب "عقيدة الضاحية" التي اقترح فيها الرد على أي هجوم يقوم به "حزب الله" ضد إسرائيل بتدمير الضاحية الجنوبية معقل القاعدة الشعبية للحزب، ورغم مواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين و"حزب الله" فقد كان من الشخصيات العسكرية البارزة التي وقفت ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي على المنشآت النووية في إيران. تقول مصادر إسرائيلية إن رئيس الأركان الجديد "أيزنكوت" سيواجه تحديات كبيرة في بداية ولايته، تناولتها القناة الثانية والعاشرة الإسرائيلية في نقاط أهمها، تأهيل الجيش الإسرائيلي للحرب البرية خاصة بعد الإخفاقات في بعض زوايا الحرب على غزة، بجانب وضع سيناريوهات للأوضاع الأمنية على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا والاستعداد لأي خيار عسكري محتمل، فضلا عن إيجاد صيغة على المستوى السياسي تمنع إيران من بناء قدرة نووية تهدد بها أمن إسرائيل، أضف إلى ذلك ترميم العلاقة بين الجيش الإسرائيلي والأمن بعد التراشق الإعلامي بينهما إثر حرب غزة، واتهامات الأمن للجيش بإغفال معلومات خطيرة عن جاهزية حماس للحرب، وأخيرا تعزيز قدرات الجيش في ظل امتلاك حماس وحزب الله قدرات عسكرية متطورة. هذه التحديات التي تواجه إسرائيل تأتي في ظل عدم وجود خطة ميزانية سنوية للعام 2015، مما يزيد التحديات التي تهدد بلاده. تعاقب على هذا منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي منذ العام 1948 وحتى العام 20 شخصية إسرائيلية، فقد تولى "يعقوب دوري" (1948-1949)، وخلفه "يغال يادين" (1949-1952)، ثم "مردخاي ماكليف" (1952-1953)، و"موشيه دايان" (1953-1958)، و"حاييم لاسكوف" (1958-1961)، و"تسفي تسور" (1961-1964)، و"اسحق رابين" (1964-1968)، و"حاييم بارليف" (1968-1972)، و"ديفيد اليعازر" (1972-1974)، و"مردخاي غور"(1974-1978)، و"رفائيل ايتان" (1978-1983)، و"موشي ليفي" (1983-1987)، و"دان شومرون" (1987-1991)، و"إيهود باراك" (1991-1995)، و"أمنون ليفكين شاحاك" (1995-1998)، و"شاؤول موفاز" (1998-2002)، و"موشي يعلون" (2002-2005)، و"دان حالوتس" (2005-2007) و"جابي اشكنازي" (2007-2011)، و"بيني غانتس" (2011-2014)، وأخيرًا "جادي أيزنكوت" ليكون الشخصية رقم 21 التي تتولى هذا المنصب.