بالنسبة لأنصاره، يجسد "مون جيه إن" السياسة النظيفة، في حين يرى خصومه، أنه متعاطف مع كوريا الشمالية. ولا يعد السياسي، الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط، وجها جديدا في المشهد السياسي في كوريا الجنوبية، المنقسم أيديولوجيا. وبعد أكثر من أربع سنوات، على الهزيمة القاسية التي تعرض لها أمام باك كون هيه، التي تم عزلها، سيتولى السياسي الليبرالي (64 عامًا) مهام منصبه، كرئيس جديد للبلاد في محاولته الثانية. ويعد انتخابه دليلا، على أن العديد من الكوريين الجنوبيين يتطلعون إلى بداية جديدة في أعقاب الاضطرابات السياسية الناجمة عن فضيحة الفساد، التي أسفرت عن الإطاحة بالرئيسة باك. كما يأمل كثير من الناخبين في مبادرات جديدة، فيما يتعلق بالعلاقات المتوترة مع كوريا الشمالية. ويعتزم مون، العودة إلى انتهاج سياسة الشمس المشرقة المثيرة للجدل، التي تعتمد على التقارب، والتي كان ينتهجها الرئيس الأسبق، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2000، كيم داي جونج، وخلفه روه مو هيون. وفيما يتعلق بعلاقته المهمة مع الولاياتالمتحدة، يعتزم مون، إيصال صوت كوريا الجنوبية بشكل أفضل، على الرغم، من أنه سيواصل الاعتماد على تحالف قوي مع القوة العظمى، بنفس الطريقة التي اعتمدت عليها القوى المحافظة في الماضي. وتعتبر وجهات نظره، بشأن فرض عقوبات على القيادة الشيوعية في بيونجيانج، أكثر صرامة من تلك التي كانت لدى روه موه هيون، الذي ترك منصبه في بداية عام 2008. وهناك اختلافات كبيرة بين مون ومنافسته القديمة، باك، ففي حين أنه نشأ نشأة متواضعة، أمضت باك جزءًا كبيرًا من شبابها في البيت الأزرق، أو القصر الرئاسي في سول. وقال مون ذات مرة "بينما كنت أعيش في فقر، كانت هي تعيش حياة أميرة في البيت الأزرق"، وخسر بفارق ضئيل في انتخابات عام 2012، أمام ابنة الدكتاتور العسكري السابق، الذي تعرض للاغتيال، باك تشونج هي. وتوجد الإبنة باك كون هيه، حاليا، رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة، بتهمة الرشوة، وسوء استخدام السلطة. وكمرشح للحزب الديمقراطي، ركز مون حملته على زيادة الإنفاق الاجتماعي، وتوزيع الثروة بشكل عادل في البلاد. ومنحته مهنته السابقة كمحام، سمعة كناشط في مجال حقوق الإنسان، ولا يزال هذا الوصف يطلق عليه. وقالت وكالة أنباء "يونهاب" الرسمية، "على الرغم من أنه خدم ما يقرب من 10 أعوام في الدرجات والفئات العليا للسياسة الحكومية والحزبية، فإن صورته بعيدة عن صفقات الغرف الخلفية والغطرسة السلطوية والعلاقات الدنيئة مع الشركات، والتي غالبا ما يتسم بها مختلف القادة السياسيين الكوريين". وهذا الفوز الذي حققه مون أخيرا في الانتخابات الرئاسية، يخرجه من ظل معلمه، روه مو هيون، الذي أحدث انقساما في نهاية المطاف بين الشعب بأسلوبه غير التقليدي.