قال معروف الدندراوى الخفير الأثرى بمعبد دندرة بقنا والذي تستغرق قراءته للمعبد 5 ساعات متصلة من الشرح المتواصل، إن كتاب وصف مصر الذي ألفه علماء الحملة الفرنسية وقت مجيئهم مصر كانت بداياته الصعيد وآثاره الشامخة. وأشار إلى أن حجرة الربة (إيزيس) والتي طبع عليها علماء الحملة الفرنسية بنحت تاريخ بارز وهو عام 1797م كانت تؤرخ لمرورهم وتدوينهم ل"وصف مصر" بعد ذلك. وأضاف معروف إن الحجر التي كتب عليها علماء الحملة التاريخ الذي مازال باقيا تدلنا إليه الخرائط الموصلة للسراديب الداخلية كما أن قراءة المعبد والتي تناقلها الأجداد في الصعيد تعتبر إن الشارح لهذا المعبد لو لم يمتلك حاسة الفهم وقراءة الرموز جيداً لن يصل إلى عمق جوهر المعبد. يضرب معروف أمثلة.. في المعبد الكثير من زهرة اللوتس، وواللوتس المفتوحة تعبر عن السلام أما اللوتس المغلقة تعبر عن الحرب، والأغرب أن اغلب زهرات اللوتس في معبد دندرة مغلقة كأن قدر مصر الأساسي الحرب، كذلك يمثل المعبد المحور فهو في جهة الغرب أي جهة الخلود عند الفراعنة ووضع الحب والعشق في معبد مقام في جهة الغرب يعنى إيمان الفراعنة بخلود الحب وبقائه في الأرض وعدم زواله. يشير قارئ المعبد إلى تاريخ دندرة الذي نهبه الأجانب والمهووسون بالآثار قائلا أن ماتناقله الأجداد عن المعبد يختلف عن ما يتم تدريسه في الجامعات المصرية، مشيرا إلى أن الأثريين القدامى كان عليهم أن يستقلوا "مواصلتين" لمشاهدة المعبد قديما وهي عبور النهر أولاً بالمراكب ثم امتطاء الدواب. وأضاف الخفير الأثري إن جده الذي عاش نحو 120 عاما اقترب من الباحث الفرنسي موسي دافوا في أربعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن جده كان يؤكد "أن المعبد الحالي هو المعبد الثالث فالمعبد الأول بناه الملك العظيم خوفو والثاني بناه الملك الموحد إخناتون قبل أن يقوم البطالمة ببنائه على هيئته الحالية". أما في الناحية البحرية ستشاهد أن الفراعنة استخدموا خشب شجر الدوم وذلك لأن خشب الدوم إذا لامس الماء يتمدد فيستطيع أن يسد الفراغات ووضعوا مسافة 2سم لتجنب خطر الزلازل أما نظام السلالم في المعبد ينقسم إلى سلالم طويلة وسلالم حلزونية والسلالم الطولية تمثل جهة القلب أما الحلزونية تمثل الرئتين فالفراعنة يعلموننا اعتقاداتهم بلغة الرمز فهم ضد الوضوح ويعشقون الغموض". يقول معروف إن كتاب "وصف مصر" الذي احتفي بمعبد دندرة الذي تتواجد بعض قطعه الأثرية في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس حتى الآن مثل البقرة السماوية، الآلهة حتحور آلهة العشق والجمال عند الفراعنة، والساعة الملكية المقدسة تدل على إن ذلك الكتاب بدأت فكرته من هنا لذلك طبع الفرنسيون تاريخهم على جدران المعبد بنحت بارز.