شهد دار القضاء العالي أحداثا مؤسفة مساء اليوم، في أثناء انعقاد جلسة الاستماع الأولى حول مشروع لجنة مكي لتعديل قانون السلطة القضائية، حيث هاجم عدد من المحامين الحضور المستشار حسام الغرياني، رئيس مجلس القضاء الأعلى، وحاولوا اقتحام المنصة التي كان يجلس عليها، وصاحوا فيه بصوت مرتفع وتحدثوا معه بشكل غير لائق، بدعوى اعتراضهم على مادة في المشروع تجيز لرئيس المحكمة حبس المحامي إذا أخل بنظام جلسة المحاكمة وترفع عن المحامين الحصانة داخل الجلسات. وبمجرد أن انتهى المستشار حسام الغرياني من عرض ملاحظاته حول المشروع المقدم من لجنة مكي فوجيء بعدد من المحامين يهبون من أماكنهم ويحاولون إجباره على سماعهم، في حين أن الجلسة لم تكن مخصصة لهم، وقد اقتحموها منذ البداية، ومع ذلك فقد حاول الغرياني الحديث معهم بشكل لائق لتهدأتهم، لكن دون جدوى واستمروا في الصياح والطرق على المقاعد داخل القاعة وأحدثوا حالة من الفوضى. وحينما شعر الغرياني بأن المحامين يحاولون إحداث ضجة مفتعلة أمام الإعلام قام بإخراج الصحفيين والقنوات الفضائية وأخذ يوبخ المحامين، وقال لهم بالحرف الواحد: "ليه بتعملوا كده؟.. عيب اللي بتعملوه ده.. أنتم أهنتم المحاماة.. طيلة عمري في المحاكم ولم أر المحاماة في وضع سييء مثلما هي عليه هذه الأيام"، وحينما حاول أحد المحامين أن يعترض على كلام الغرياني أمره الغرياني بالجلوس ساخرا "اقعد ياد إنت يااد.. أنت في سن أولادي واللي بقوله ده من خوفي وتقديري لمهنة المحاماة.. لماذ تفعلون بأنفسكم هكذا يا أصحاب الروب الأسود؟.. إن ما تفعلونه يجعل اليوم أسود على مهنة المحاماة.. من قال لكم إننا لن نسمعكم؟.. ولماذ فعلتم كل هذا، وأنا أصلا لم أفكر في الانصراف وترك الجلسة؟.. فقط عرضت ملاحظاتي واللجنة ستسمع منكم كل ما يقال من ملاحظات واعتراضات، فاللجنة هي التي تعد المشروع ولست أنا.. لكن سماع صوتكم لن يكون بالصوت العالي أو بفرد العضلات.. وأؤكد عليكم أنه سوف يتم حرمانكم من حضور الجلسة المخصصة لسماع أصواتكم مع بقية فئات المجتمع ما لم تلتزموا بالأدب.. واعلموا أنه لن يجبرنا أحد على شيء.. فعليكم إذا أردتم قول ملاحظاتكم أن تسجلوا أسماءكم في الكشوف لتحصلوا على الكلمة وفق نظام الجلسة". من جانبه اعترض المستشار أحمد مكي على ما صدر من المحامين وقرر حرمانهم من الجلسة المقبلة وقصرها على القضاة فقط عقابا لهم قائلا: "لن نرضخ لهذا الأسلوب ولن نقبله ولن يجبرنا أحد على شيء طالما أنه خالف حدود الأدب واللياقة". كما اشتبك المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة الأسبق مع هؤلاء المحامين، وكان الاشتباك كلاميا وحاول المحامون الاعتداء عليه، إلا أن القضاة أحاطوا به لحمايته. أما الصحفيون فأبدوا استياءهم من تصرف رئيس مجلس القضاء معهم، حيث أخرجهم من القاعة، في حين أن المحامين هم الذين أخطأوا، كما أن الجلسة معلنة وليست مغلقة.