صعّد الفلسطينيون اليوم "الأربعاء" من حراكهم الشعبي لدعم طلب الحصول على عضوية كاملة من الأممالمتحدة، ودعوة دول العالم إلى التصويت لصالح السعي لإقامة دولة مستقلة لهم على حدود عام 1967. وتظاهر الآلاف في كل مدن الضفة الغربية تلبية لدعوات رسمية وأهلية قبل يومين من تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة إلى مجلس الأمن الدولي في ظل معارضة إسرائيلية وأمريكية، فيما أصيب عشرات من المتظاهرين بالاختناق من جراء القنابل المسيلة للدموع في مواجهات متفرقة مع قوات الأمن الإسرائيلية. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مؤيدة للدولة الفلسطينية وتطالب بدور دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وعلقت الدراسة في الجامعات والمدارس كما توقف العمل في المؤسسات الرسمية في الضفة الغربية لمدة ساعتين، فيما كثفت قوى الأمن الفلسطينية انتشارها لمنع خروج التظاهرات عن نطاق المدن الفلسطينية وتجنب الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين. وأقيمت التظاهرة الرئيسية على دوار "المنارة" وسط رام الله، وتخللها عروض فنية قدمتها فرقة "العاشقين" الفلسطينية إلى جانب إلقاء كلمات رسمية وشعبية طالبت بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وقبول عضوية فلسطين لدى الأممالمتحدة. وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم خلال التظاهرة، إن التوجه للأمم المتحدة "تعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني المصمم على أن تكون دولته قائمة وذات سيادة على الأرض الفلسطينية علي حدود 1967". واعتبر عبد الرحيم أن الفلسطينيين اليوم في مرحلة مفصلية ستشكل تراكما نوعيا يضاف إلى تراكمات الشعب الفلسطيني وإنجازاته، وذلك بعد فشل المحاولات الأمريكية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل. وأكد عبد الرحيم التزام الفلسطينيين بالشرعية الدولية، مطالبا المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية لتفادي خيارات أخرى "قد يكون بينها تحمل الاحتلال مسئولياته" في إشارة إلى حل السلطة الفلسطينية. وفي السياق تظاهر عشرات الفلسطينيين في نابلس وهم يرددون هتافات مؤيدة للتوجه الأممالمتحدة وتطالب بضغط دولي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتثبيت حل الدولتين. وشارك في التظاهرة 30 حاخاما من حركة (ناطوري كارتا) اليهودية دعما للفلسطينيين وإقامة دولة مستقلة لهم، وأعربوا عن دعمهم لحصول فلسطين على عضوية الأممالمتحدة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. كما شهدت مدن الخليل وجنين وطولكرم وبيت لحم وأريحا تظاهرات مماثلة تخللها أعمال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي أسفرت عن إصابة العشرات من المتظاهرين بحالات اختناق. إلا أن أشد المواجهات وقعت على حاجز (قلنديا) العسكري قرب رام الله وأسفرت عن إصابة فلسطيني بجروح حرجة بعد إصابته بقنبلة غاز في رأسه، إلى جانب العشرات بحالات اختناق. كما تظاهرة عشرات الفلسطينيين في القدسالشرقية أمام القنصلية الأمريكية العامة دعما للقيادة الفلسطينية في توجهها إلى الأممالمتحدة، مطالبين الولاياتالمتحدة بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في التصويت ضد الطلب الفلسطيني. ورغم إعلان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ أربعة أعوام، حظر تنظيم تظاهرات شعبية لدعم التوجه للأمم المتحدة، فإن عشرات النسوة تظاهرن لهذا الفرض قبالة مقر الأممالمتحدة في غزة. ورفعت المتظاهرات الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم التوجه للأمم المتحدة بينها: (نعم للدولة الفلسطينية)، و(نعم لمقعد دائم في الأممالمتحدة)، و(الدولة مطلب الفلسطينيين). ومن المقرر أن يقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الحصول على عضوية الأممالمتحدة إلى أمينها العام بان كي مون بعد غد الجمعة عقب إلقائه خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بعد عام من تعثر محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.