هبط الجنيه لأدنى مستوى له في خمس سنوات أمام الدولار أمس على خلفية إقبال المستثمرين على بيع أذون الخزانة المصرية في تحركات متعلقة بالتجارة في العملة، وهو ما أثار الكثير من المخاوف بسبب عدم تصدي البنك المركزي للضغوط التي يواجهها الجنيه. وقال محلل عملات: إن الأجانب "يخشون من أن يكون الجنيه يمر بمرحلة السقوط الحر". وأضاف "لا يأبهون بعدم ارتفاع العملة حين يتأكدون من تحقيق الأرباح ولكن إذا اضطروا لمواجهة انخفاض سعر العملة فإنهم يُصَفُّون مراكزهم ويفرون". وتراجع الجنيه إلى 5.777 جنيه للدولار وهو أدنى مستوى إغلاق للعملة المصرية منذ يونيو 2005 مقارنة مع 5.7745 جنيه للدولار يوم الاثنين. وفي مزاد أقيم في اليوم نفسه طرحت الحكومة أذون خزانة لأجل 273 يوما بقيمة ثلاثة مليارات جنيه، لكنها لم تبع سوى ما قيمته 1.5 مليار جنيه من الأذون إذ تلقت عروضا أقل بكثير مما تلقته في المزادات السابقة. وأقبل المستثمرون الأجانب على شراء أذون الخزانة قصيرة الأجل العام الماضي للاستفادة من ارتفاع أسعار الفائدة على الجنيه واستقراره النسبي. وزادت حيازات الأجانب في سوق أذون الخزانة المصرية إلى أكثر من سبعة مليارات دولار في يوليو من 530 مليونًا فقط في ديسمبر 2009. وارتفع متوسط العائد في مزاد يوم الاثنين إلى 10.373 بالمئة من 9.827 بالمئة في مزاد مشابه يوم 11 أكتوبر، بالرغم من أن البنك المركزي لم يبع سوى نصف المعروض. ويعتقد محللون أن البنك المركزي كان يدعم الجنيه ويتساءلون عما دفعه ليترك العملة تتراجع. وقال متعامل في بنك بالقاهرة عن هبوط الجنيه كان الطلب كله محليا". ويتكهن البعض بأن البنك المركزي يشتري الدولار للتحوط من أي عمليات هروب لرأس المال قبيل الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من الشهر الجاري والانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. لكن تراجع الجنيه أمام الدولار يزيد من قلق المستثمرين لأنه حدث في وقت ينخفض فيه الدولار أمام اليورو عملة الشركاء التجاريين الرئيسيين لمصر. ومنذ 10 سبتمبر خسرت العملة المصرية 10.3 بالمئة مقابل اليورو لكنها تراجعت 1.2 بالمئة فقط أمام الدولار. وقال محلل أجنبي "يبدو الأمر وكأن البنك المركزي يجعل الناس يعتقدون أن الجنيه ليس رهانا في اتجاه واحد. يريدون زيادة علاوة المخاطرة ومنع التدفقات المستمرة بلا هوادة على البلاد". وقال آخر: "مازال هناك بعض التدفقات إلى خارج البلاد والبنك المركزي لا يريد بيع الدولار ..الأمر بهذه البساطة".