أصدر خالد شوكات رئيس مهرجان روتردام للفيلم العربي بيانًا حول ما أثير بشأن قيام المهرجان بعرض فيلم "جلد حي" للمخرج المصري فوزي صالح دون الحصول على موافقه مخرج الفيلم أو منتجه. وقال شوكات في البيان إن عرض الفيلم في المهرجان كان خطأ تقنيا ارتكب من قبل مهندس التقنية المسئول عن العرض في القاعة، والذي لم ينتبه إلى المذكرة التي رفعتها إدارة المهرجان إلى إدارة قاعة السينما بخصوص رفع الفيلم من البرنامج، وهو الأمر الذي لم تتفطن له إدارة المهرجان إلا في اليوم التالى. واستنكر بيان شوكات ما أسمته "اللغة المنحطة" التي كتب بها المخرج فوزي صالح بيانه، ورأى أنه كان بمقدوره الدفاع عما يعتقد أنه حق له بعبارات أكثر تهذيبا"، ولفت البيان النظر إلى أن المخرج صور قضيته، وكأن المهرجان سعى إلى الحصول على نسخة من الفيلم بينما المخرج هو من أرسل الفيلم إلى المهرجان طلبا للمشاركة، وعلى الرغم من تقدير إدارة المهرجان بأنه ليس من حق مخرج أو منتج سحب فيلمه في آخر لحظة، خصوصا وأنه هو من طلب المشاركة، إلا أن الإدارة استجابت لطلب المخرج، وقامت بسحب الفيلم من المسابقة التي أدرج ضمنها ودعت لجنة التحكيم إلى عدم مشاهدته، كما قامت بإزالة الفيلم من البرنامج المنشور على موقع المهرجان. وفي بيانها "اعترفت إدارة المهرجان بحدوث خطأ فني أدى لعرض الفيلم، مؤكدة أن عرض الفيلم قد جرى بسبب سوء فهم بين المهرجان وقاعة العرض. وأعربت إدارة المهرجان عن استعدادها لدفع حق عرض الفيلم لمرة واحدة على سبيل الخطأ، واعتذرت لمخرج و منتج الفيلم عن هذا الخطأ غير المقصود. ومن جهته، أصدر فوزي صالح مخرج فيلم " جلد حي" بيانا بعنوان "اللغة المنحطة تليق بالمنحطين !!" قال فيه" لا أرى فى لغتي أى انحطاط ولقد نشر البيان العديد من الصحف والمواقع الالكترونى، ويمكن الرجوع إليه لفحص هذه اللغة وتقيمها". وتابع فوزي "يحدث فى كل مهرجانات الدنيا المحترمة أن يرسل صانع الفيلم نسخة تسمي نسخة مشاهدة ( منخفضة الجودة ومحمية بعلامة مائية ولا تصلح لعروض عامة أو جماهيرية ) لإدارة المهرجان، و من ثم يقرر المهرجان قبول الفيلم أو رفضه، و هو ما قمنا به، لكن لا يليق أن يقابل تعاملنا الاحترافي المحترم، بتجاهل اخطارنا وإبلاغنا باختيار فيلمنا ضمن فعاليات برنامج روتردام للفيلم العربي، وأن نعرف ذلك من خلال المواقع الالكترونية. وقال البيان "لم تكلف إدارة شوكات نفسها عناء ارسال بريد الكترونى تعلمنا فيه باختيار فيلمنا ومن ثم تطلب نسخة للعرض، و هو ما اعترضنا عليه وطلبنا لأجله سحب الفيلم، كما أن القضية وفقا لصالح هى رفضنا لعرض الفيلم من خلال نسخة منخفضة الجودة حتى لا نهدر مجهودات صناعه، وهذا هو معني الرسائل التى تبادلناها مع " شوكات "، واجابنا بدل المرة ثلاث مرات بالتأكيد على عدم عرض الفيلم. وأوضح فوزي " أن بيان " شوكات " يعترف أنه قام بعرض الفيلم، لكنه يتدارك أنه خطأ غير مقصود، أجيبه أننى لا أصدقك فسوء النية يتضح من عدم حذف الفيلم من موقع المهرجان إلا بعد عرضه بساعتين، وهل الخطأ الإداري لم يتدراكه أحد طوال 50 دقيقة مدة عرض الفيلم، وهل هناك مهرجان محترم يقبل ان يعرض لجمهوره نسخة منخفضة الجودة محمية بعلامة مائية ؟، وشدد فوزي صالح على أن بيانه الاول جاء بهدف حماية الأفلام المصرية والسينمائيين المصريين من التلاعب بهم و عدم احترامهم. وطالب المخرج في بيانه نقابة المهن السينمائية والمركز القومي للسينما وغرفة صناعة السينما التضامن معا بوقف تعاملهم مع هذا المهرجان، وهو نفس المعني الذي سيقوم بارساله إلى الجهات الراعية للفيلم. وقال صالح في بيانه إن "مضمون بيان " شوكات " هو الاعتذار لكنه افتتحه باستنكاره انحطاط اللغة التى كتب بها البيان، الانحطاط من وجهة نظرنا هى فى المساومة الرخيصة لابقاء فيلمنا وعدم سحبه، لقد ارسل لنا " شوكات " بريد إلكترونى يقول فيه : " فيلمك فيما أرى مرشح بقوة لنيل جائزة فلا تحرمه فرصة المشاركة لغضب قد يلم بأى واحد منا " . وكانت بوابة الأهرام قد تابعت القضية من البداية منذ البيان الأول للمخرج الذي أكد فيه تعرض للسرقة الفنية في مهرجان روتردام للفيلم العربي المقام في هولندا، وذلك بعرض فيلمه التسجيلي "جلد حي" دون إذنه أو الرجوع إليه، رغم محالاوته المتكررة لإثناء إدارة المهرجان عن عرضه، بعد أن تفاجأ بإدراج اسم الفيلم ضمن جدول عروض المهرجان. والفيلم حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان ابوظبي السينمائي الدولى .ونال عدة جوائز دولية منها جائزة أفضل عمل أول فى مهرجان سينما البحر المتوسط بمدينة"تطوان " المغربية ويطرح الفيلم من خلال حكايات إنسانية عالم الأطفال الذين يعملون بدباغة الجلود بمدينة القاهرة ونتعرف من خلال الاحداث على الظروف المعيشية اللإنسانية التى يحياها سكان وعاملى المدابغ وسط المواد الكيماوية شديدة الخطورة والضرر على الإنسان والبيئة. وشارك الفيلم فى مهرجان هوت دوكس للأفلام الوثائقية بكندا فى برنامج " عمال العالم " وهو من أهم خمسة مهرجانات للأفلام الوثائقية بالعالم كما شارك الفيلم فى مسابقة مهرجان ميونيخ الدولى للأفلام الوثائقية وفيلم "جلد حى" من إنتاج فنان السينما المصرية الكبير " محمود حميدة " وسيناريو واخراج" فوزى صالح "، والفيلم حاصل على دعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون بالتعاون مع مؤسسة ساندانس للأفلام الوثائقية.