قال المعارض السوري سمير العيطة، رئيس تحرير النشرة العربية من صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية، إن الولاياتالمتحدة ستسعى لتفجير الوضع في سوريا لقلب الأوضاع قبل موعد ذهاب الفلسطينيين للجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول علي تصويت علي الدولة الفلسطينية. وأكد أن هذا التصويت سوف تعارضه الولاياتالمتحدة بوضع "الفيتو"، الذي سيكشف موقفها الحقيقي لدي الشارع العربي، وسيقلب الناس عليها ويجعلهم يدركون حقيقة مواقفها ومع من يتعاملون وتفقد الدعم لمواقفها في سوريا. ورسم العيطة في الندوة، التي عقدت بمركز الأهرام للدراسات التاريخية والاجتماعية صورة للصراع الدائر بين اللاعبين الإقليميين الأساسيين في الأزمة السورية، التي دخل البعدين الإقليمي والدولي فيها بشكل كبير بحكم موقعها الجغرافي وتحالفاتها، وقال إن تركيا التي غيرت موقفها منذ بداية الأزمة، الذي كان داعماً للنظام هناك لها مصلحة كبيرة في استقرار سوريا فهي ممر تركيا الاقتصادي إلي الخليج العربي. وقال العيطة، الذي يري أن نظام الأسد سقط بعد أول خطاب للرئيس، إن تركيا وإيران ليستا دولتين متعاديتين فأكبر تبادلات تجارية لتركيا هي مع إيران بعد أوروبا وأن تركيا لن تتخذ موقفاً يغضب إيران الداعمة لبشار الأسد تحت أي ظرف، فلن يذهب أحد في تركيا إلي نزاع مباشر مع إيران إلا مجنون وحزب العدالة والتنمية الحاكم في سوريا يتسم بالعقلانية والحكمة في قراراته ويضع في حسبانه أيضاً اللعبة بين جيش هو جزء من حلف الأطلسي ويدافع عن العلمانية وبين قاعدة شعبية إسلامية بعضها متشدد، وهي لعبة داخلية وصفها العيطة بالحساسة وقال إن تصريحات أردوغان تعني أنه يدرك جيداً مدي الأزمات الداخلية التي يمكن أن تحدثها تداعيات الأزمة السورية. ومن ناحية أخري قال إن إيران حليف إستراتيجي لسوريا وإن إيران لا تنسي لنظام الأسد دعمه للثورة الإيرانية في 1979 رغم الكلفة الكبيرة التي تحملتها سوريا نتيجة هذا الدعم وأضاف أن أهداف إيران في تلك المرحلة أن تكون القاعدة النفطية في بحر قزوين وأن تتحول إلي قوة إستراتيجية يحسب حسابها ودعمها لسوريا مرده إلي أن يران تعتبر سقوط سوريا هو أول خطوة في سقوطها. ولفت العيطة إلي أن تدخل أوروبا وأمريكا بقوة في الأزمة يأتي خوفاً علي مصالحهم فأوروبا التي تعاني من إفلاس إقتصادي تخشي من دور تركي إقليمي كبير أو من تحالفات بين الأتراك والعرب والصين فهم سيعملون علي كبح أي قوة إقليمية موجودة ومنع صعود أخري. ورأي أنه من المفارقات أن السعودية وإيران الدولتان المتعاديتان تقريباً تشتركان الآن في هم واحد وهو ضرورة إيقاف الربيع العربي قبل أن يمتد إلي أي منهما. وأوضح العيطة أن تمسك روسيا بنظام الأسد ودعمها له يأتي بسبب خشيتها من فقدان آخر معاقلها علي البحر المتوسط حيث تمتلك دعماً من نظام الأسد وقاعدة بحرية في مدينة طرطوس هي الوحيدة علي البحر المتوسط، وأن روسياوإيران تخشيان من وقوع سوريا في يد الغرب بتغير النظام فما يهمهم فيما يتعلق بالربيع العربي هو ما سيقع في أيدي الولاياتالمتحدة وأوروبا. ورأي العيطة أن جزءاً من تعقد الأزمة بسبب اللاعبين الدوليين هو عدم وجود قوة عربية علي الساحة وقال إن مصر التي كان يمكن لها أن تجد الحل لسوريا لا أحد يحسب حسابها اليوم في اللعبة الدائرة بعدما فقدت دورها الإقليمي وانكفأت علي نفسها بعد رحيل جمال عبد الناصر. وعلي صعيد آخر قال العيطة إن حزب الله هو عدو إسرائيل اليوم لأنه الحامل للردع الإيراني وأن إسرائيل ستكون مسرورة إذا فقد حزب الله دعمه من سوريا لأنها ستستطيع ضرب حزب الله من دون مقابل وأشار إلي أن سوريا قدمت الدعم اللوجيستي لحزب الله في عام 2006 وقدمت لهم دروعا مضادة للدبابات وصواريخ وأن موقف إسرائيل اليوم ما هو إلا مناورات استراتيجية لخدمة مواقفها فحسب. وشدد العيطة مجدداً علي أن الجيش السوري ليس جيشاً طائفياً وأنه جيش وطني يضم كافة طوائف الشعب السوري وقال أنه من تناقضات التاريخ أن الجيش الذي يضرب المواطنين الآن هو جزء من الحل فلا حل لتثبيت الأمن القومي السوري في مرحلة ما بعد بشار الأسد بدون بقاء الجيش موحداً وفاعلاً وقال إنه إذا لم يضرب الجيش أو ينقسم و يتفكك فستحفظ سوريا أما إذا ضرب الجيش فستأخذ التعقيدات الإقليمية بعداً كارثياً علي سوريا والمنطقة بأسرها.