«بحضور المحافظ وأساقفة عموم».. تجليس الأنبا مينا كأول أسقف لإيبارشية برج العرب والعامرية (صور)    الإسعاف الإسرائيلي: 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بالمر يقود تشكيل تشيلسي ضد لوس أنجلوس في كأس العالم للأندية 2025    مدحت شلبي عن أزمة ضربة الجزاء: ما حدث لا يليق    الأرصاد تكشف مفاجآت بشأن حالة الطقس فى الصيف: 3 منخفضات جوية تضرب البلاد    تأجيل محاكمة 11 متهما بالانضمام لجماعة إرهابية فى الجيزة ل8 سبتمبر    استوديو «نجيب محفوظ» في ماسبيرو.. تكريم جديد لأيقونة الأدب العربي    «الصحة»: ملتزمون بخدمة المواطن وتعزيز الحوكمة لتحقيق نظام صحي عادل وآمن    «سياحة النواب» توصي بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالأقصر    نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    وزير خارجية إيران: مكالمة من ترامب تنهي الحرب    وزير الثقافة: تدشين منصة رقمية للهيئة لتقديم خدمات منها نشر الكتب إلكترونيا    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    فيفا يشكر كل من شارك في إنجاح مباراة افتتاح كأس العالم للأندية بين الأهلي وإنتر ميامي    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين والممشى الجديد    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    «لترشيد استخدام السيارات».. محافظ قنا يُعّلق على عودته من العمل ب «العجلة» ويدعو للتعميم    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تصنيف الاسكواش.. نوران جوهر ومصطفى عسل يواصلان الصدارة عالمياً    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    بريطانيا تشهد تعيينًا تاريخيًا في MI6.. بليز مترويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس تحرير لوموند ": فشل الثورة فى سوريا سيقلب الربيع العربي إلى خريف
نشر في الفجر يوم 22 - 09 - 2011

استطالت الثورة في سوريا ذلك البلد المحوري الذي سيؤثر مآل الثورة فيه علي مستقبل الربيع العربي والإقليم كله ومع زيادة الضغوط الدولية علي سوريا والصراع عليها من قوى خارجية كان لابد من الإجابة عن أسئلة كثيرة مطروحة، حول ما يحدث في سوريا وأبعاده الإقليمية والدولية .
الكاتب السوري المقيم بباريس سمير العيطة رئيس تحرير النشرة العربية من صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية ورئيس منتدى الاقتصاديين العرب خلال مروره بمصر عائداً من دمشق بعد عقد مؤتمر المعارضة السورية بالداخل والتي أعلنت فيها المعارضة لاءاتها الثلاث "لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي" تحت لاء كبرى هي لا للنظام، وفي الحوار يطلعنا العيطة علي تفاصيل المؤتمر والصعوبات التي واجهها في طريقة لدمشق. ورغم أن الوقت لم يسعفنا للحديث عن مصر فالرجل جاء من بيروت منذ ساعات عائداً من دمشق، وتبقت له بضع ساعات قبل أن يذهب إلي باريس ليضع رحاله وينطلق مرة أخري إلي برلين حيث اجتماع المعارضة بالخارج يوم غد، ولكن إحالاته لمصر أحد مستقراته الأربعة بين دمشق وباريس وبيروت التقته بوابة الاهرام .
وحول مصير الثورة السورية بعد شهرها السادس، قال : الوضع في سوريا بالغ التعقيد فأولاً هناك المتظاهرون الذين يعانون كثيراً وبدأت هناك مظاهر تسلح في الظهور، جزء منها دفاع عن النفس بالطبع ولكن جزءاً منها دفع بتوجيه خارجي، يمثل خطراً علي المنحي السلمي للانتفاضة السورية وفي بلد لها أطياف متعددة كسوريا فإن وضعاً كهذا يمثل خطراً حقيقياً علي وجود سوريا ذاتها، من ناحية أخري لم تعد المعركة في سوريا بين الشعب والسلطة ولكن هناك معركة أخرى تقودها قوي إقليمية وغربية وخليجية علي سوريا وبذلك تصبح معركة الانتفاضة السورية علي محورين متداخلين، وفي تقديري أن أي تدخل خارجي سيحول سوريا الي ليبيا أخري وأنت تعرف أن الليبيين ربما كسبوا الحريات وتخلصوا من القذافي ولكنهم خسروا جزءاً من السيادة والشعب السوري غير مستعد لهذا ولذلك الوضع أصبح معقداً والناس تعاني وفي وسط كل تلك المعاناة والصور التي تراها أنت تدعو الشعب الذي يواجه الرصاص بصدور عاريه أن يحافظ علي سلمية ولاطائفية الثورة ورفض التدخل الأجنبي وهذا وضع صعب فالناس مشحونة وأنت تقول لهم اصبروا.
وعن محافظة الناس على سلمية الثورة وعلي رفضهم للتدخلات الخارجية في ظل أوضاع كتلك، رأينا مؤخراً جمعة الحماية الدولية

قال سمير العيطة : نجح بعض منظمي أسامي الجمعات في رفع شعار جمعة الحماية الدولية وطالب البعض بحظر جوي ولكن هذه الدعوات قوبلت بانتقاد واسع من التنسيقيات السورية الموجودة بكل مكان فأغلبية الناس في سوريا يرفضون التدخل الأجنبي ولا يؤيدون قراراً من مجلس الأمن، كلنا رأينا ما فعلته القوى الدولية بقرار مجلس الأمن، فقرار الحظر الجوي تحول إلي إعلان حرب صريحة.
هناك أمثلة كثيرة في التاريخ السوري للتغيير السلمي وأنت تذكر الديكتاتور "أديب الشيشكلي" الذي كان يحكم سوريا في عام 1953، هذا الرجل أرسل الجيش لقمع انتفاضة في جبل الدروز وتضاعفت آثار تلك الحادثة بعد عدة شهور وأدت إلى اجتماع قوي سياسية وضباط بالجيش وقالوا للرئيس ارحل فرحل، لا أقول أن هذا هو ما سيحدث ولكنه أحد السيناريوهات.
والرهان السياسي الآن هو قيام الجيش أو جزء منه بتنحية قائده العام وأؤمن بأن هذه اللحظة ستأتي حين يراجع الجيش نفسه ويواجه قائده العام، إلي أين تذهب بنا ؟ ولكن الانشقاقات في الجيش هي حلول غير سلمية وستنتهي بحرب أهلية كما حدث في لبنان.
وضع الأساس لحل سلمي للانتفاضة وللثورة ضروري ومهم وقناعتي أن لحظة التغيير ستأتي بشكل سلمي إذا منعت القوي السورية بث الروح الطائفية التي تبثها السلطة وإلي الآن أفشلت القوي السورية تلك المحاولات بشكل كبير.
وعن الجماعات المسلحة هل يمكن أن تدفع بالثورة إلى الانزلاق إلى حرب أهلية.

اوضح اعيطة ان الجماعات المسلحة لم تظهر في الثلاثة أشهر الأولي وكانت قليلة جداً، وهي كانت موجودة في أماكن بأسباب تاريخية تعود إلي رواسب مذبحة حماة وبعض الأماكن الأخري التي يدفع فيها للجماعات المسلحة من قبل قوي خارجية إضافة إلي مجموعات منشقة عن الجيش، وهذا خطر حقيقي بالفعل وسيعطي للجيش حجة لقمع الجماعات المسلحة ويستمر علي نهجه وإما أن ينقسم الجيش علي نفسه وندخل في حرب أهلية وكلتا الحالتين مشكلة ومن هنا كانت مطالبتنا برفع لا للعنف مهما كانت الآلام.

وحول ما أضافه مؤتمر المعارضة السورية بالداخل يوم 17 سبتمبر الماضي لمشهد الانتفاضة في سوريا، ومستوى نجاحه في إبراز التيار الوطني الذي أملتم به .

يقول في سوريا لدينا وقت ولا نريد تدخلاً أجنبياً ومن ثم لابد أن يكون هناك طرح سياسي واضح لذلك سعينا إلي عقد مؤتمر 17 سبتمبر بدمشق الذي جمع بين المعارضين الذين لهم شرعية سياسية والأكبر سناً مع ممثلين من شباب الثورة الذين لهم شرعية الانتفاضة والنضال علي الأرض علي أن يكون الطرح في المؤتمر سياسياً يهدف إلي توفير رؤية كافية للانتقال من مرحلة الانتفاضة إلى مرحلة الثورة، الانتفاضة غضب ولكن الثورة لها هدف ومشروع والفارق كبير، والمؤتمر حقق نقلة نوعية بالإاتقال من إسقاط النظام إلي إسقاط تركيبة سياسية واجتماعية وإقتصادية فوق المجتمع وتهيمن عليه وكان هذا بطرح وثائق تعقد التحالفات علي أساسها فيما بعد بعكس ما حدث في مصر التي غاب عنها وجود إعلان للحقوق حتي الآن.
الإنجاز الثاني الذي حققه المؤتمر هو وضع وثيقتين الأولي هي عهد الحرية والكرامة وهي وثيقة فوق دستورية تحدد أن "الدين لله والوطن للجميع" بما يعني مبادئ الدستور في سوريا لن تفرضها الأغلبية السنية وهذا شيء ليس بقليل وحدث قبل سقوط النظام وهذا أفضل فهكذا لن ينقلب عليك إسلاميون ولا علمانيون ولا أكراد هناك وثائق "مكتوبة" هي التي تحدد طبيعة التحالفات التي تشكل الدولة السورية الجديدة و"اللي أوله خير آخره سلام" والثانية وثيقة تؤكد أن السبيل إلي إسقاط النظام هو الثورة السلمية وحذرنا النظام من أن التوصل إلي حل سياسي لن يأتي إلا بإنهاء الحل العسكري-الأمني بكل عناصره وتفاصيله بما فيه السماح بالتظاهر السلمي وانسحاب الجيش إلى ثكناته, ومحاسبة المسئولين عن قتل المتظاهرين, وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإجراء مصالحة بين الجيش والشعب.

" ويفسر سماح السلطة بعقد المؤتمر رغم أنهم لم يحصلوا علي إذن رسمي بان السلطة تتذاكي برأيي، الاجتماع أعلن قبلها بشهر ونصف وجرت التحضيرات دون أخذ أخذ إذن السلطات أو إبلاغها وبعد فترة أعلنت السلطات نفسها عبر صحفها عن المؤتمر وأنا أعتقد أنها تلعب لعبتين هنا، هي تريد أن تقول للروس ومن يدعمونها أنها تقوم بالإصلاح وتسمح للمعارضين بعقد الاجتماعات ومن ناحية أخري تلعب مع معارضة الخارج بأن تشكك في أن من حضروا الاجتماع بالداخل تحت سقفها وهو الأمر غير الصحيح بالمرة، هم يلعبون لعبتهم ويتذاكوا.

وحول مخاطر الذهاب لدمشق قال لم نأخذ إذن السلطات لعقد المؤتمر وكانت هناك مخاطر بالطبع خاصة وأن المؤتمر عقد في مزرعة خاصة بمنطقة نائية وبسهولة كان يمكن أن يتخلصوا منا والخوف علي الشباب كان كبيراً لأنهم هم المطلوبون وليس نحن وحين خرجنا من المؤتمر في حوالي 40 سيارة قررنا أن كل سيارة تكون بها شخصية بارزة حتي لا يستفردوا بالشباب.
ذهابي للمؤتمر كان تطوع ونصف لأنني الأقل خطراً أننا تحدثنا حول من يأتي من الخارج لحضور المؤتمر، طرح اسم هيثم مناع ولكن المخاطرة كبيرة لأنه مطلوب وقد سبق وقتلوا أخاه، فقررت أنا الذهاب لأن المخاطرة أقل فلدي جنسية فرنسية وأنا رئيس تحرير صحيفة معروفة بالعالم كله وهذا شكل حصانة من نوع ما وانا كنت دائماً أتريق قبل قيام الثورة واقول "انا مع الدولة ضد السلطة" ولم يحدث شيء.
حذرني العديد من الذهاب خاصة وأن في سوريا لا أحد ضابط أحد بمعني أنه السلطة منقسمة علي نفسها وبعض الأفراد لا أحد يعرف ممن يأخذون أوامرهم ولكني أخذت حذري وقلت في مقابلة مع صحيفة النهار ومقابلة علي قناة العربية، أنني ذاهب وأحمل مسئولية أي مكروه يقع لمن بالإجتماع للسلطات وهكذا حرقت مراكبي فلا أتردد في الذهاب وجزء انني أضعهم أمام الأمر الواقع.
حين عبرت الحدود لم يحدث شيء ولكن في تنقلاتي بالداخل كان واضحاً أن هناك مراقبة وأثناء المؤتمر قطعوا علينا الإنترنت وخطوط الهاتف وأتوا في طلب بعض الشباب ولكنا رفضنا وقلنا إما كلنا أو لا أحد، في النهاية بعد انقضاء المؤتمر الذي استمر من الصباح وحتي السادسة مساء قررنا ان المخاطرة كافية وعدت إلي بيروت.
وعن معارضة بالداخل والخارج وتنسيقيات متعددة وهيئة عليا للثورة السورية ومجلس انتقالي .

اكد ان التنسيقيات هي تنظيمات كثيرة علي مستوي أحياء سوريا وربما يوجد في حي واحد أكثر من تنسيقية وبذلت جهود كثيرة لتوحيدها بالإعلان عن الهيئة العليا للثورة بالنسبة للمعارضة في الخارج هناك جزء منها هم معارضون من الداخل وتم إقصاؤهم ونفيهم وهناك أناس قفزوا علي الأزمة ويسمون أنفسهم معارضة مثل رفعت الأسد وعبد الحليم خدام وهناك من قفزوا علي الثورة كظاهرة إعلامية من خلال الفضائيات وبعضهم لديه توجهات طائفيه واضحة وبعضهم مشاعره ليست قريبة بحال من الشعور الوطني السوري فهم يدعمون الحراك الوطني ولكنهم يطلبون دعم أمريكا وهم يضحكون علي أنفسهم، أمريكا تريدك أن تكفر وتتحالف مع الشيطان.
وعدا ذلك فباقي شخصيات المعارضة بالخارج نيتها حسنة وخائفون علي بلادهم هم الأغلبية ويريدون توحيد المعارضة علي أساس وثائق واضحة وليس توزيع مجلس غير منتخب سيكون علينا أن نتحالف مع الإسلاميين ولكن بوثيقة مكتوبة تحدد بوضوح ليس أن الدولة مدنية فقط ولكن أن "الدين لله والوطن للجميع"، لما نحكي علي الأكراد يجب أن تكون وثائق واضحة تضمن حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتؤكد في ذات الوقت علي هوية الدولة السورية بأنها جزء من الوطن العربي فالقبائل العربية في سوريا غير مستعدة للتنازل عن هذا وقد وضعت الوثائق وحضر 11 حزب كردي ووافقوا عليها.

من تناقضات التاريخ في تلك اللحظة أن الجيش في سوريا هو الحل وهو المشكلة، وأنت تؤمن بأن اللحظة التي سيراجع فيها الجيش نفسه آتية ولكن لا أحد يدري كيف أو متي، يبدو المشهد معقداً للغاية.

لا يمكن للجيش أن يستمر علي تلك الحالة إلي الأبد، فالنظام لا يستطيع أن يحكم الآن إلا بقوة السلاح، كل يوم جمعة يخرج الجيش وكأنه ذاهب للحرب، الجيش ينتشر بكل شوارع سوريا حتي في المثلث البرجوازي اللطيف والهادئ الذي لن ينتفض ضد النظام، لن يستمر هذا الوضع طويلاً وسيأتي علي الجيش لحظة يراجع نفسه فيها كما قلت وهذه اللحظة آتية.
وحول طرح صمود النظام السوري وتماسكه طوال تلك الفترة تساؤلات عديدة، فلا توجد انشقاقات عسكرية يمكن أن تعتبر فاعلة، وعلي المستوي الدبلوماسي النظام متماسك تماماً حتي السفيرة السورية في فرنسا التي قيل انها استقالت اتضح أنها كذبة .

قال إذا كان هناك سفير سيستقيل فلن تكون السفيرة السورية في فرنسا هذه امرأة مختارة بعناية وزوجها مستشار بالقصر الجمهوري، هناك لعب تم بتلك القصة ولكن علي أي حال معظم السفراء السوريين اختيروا من النطاق الأول المحيد بالسلطة بعكس مصر مثلاً التي يوجد بها طاقم دبلوماسي تحكمه إلي حد ما قواعد بيروقراطية تنظمه، فمعظم سفراء سوريا في الخارج مربوطون بالسلطة وضباط سابقون بالجيش فهو ليسوا سفراء الدولة بل السلطة، ولكن الحل أيضاً ليس في استقالة السفراء فالسوريون شعب وطني ولايريدون تدخل خارجي.
أما عن الجيش نحن لا نريد انشقاقات الانشقاق يعني حرب أهلية بسوريا ولكن كما قلت من قبل، تصرف الجيش طبيعي والاستثناء هو ما حدث في تونس ومصر وخذ أمثلة من بلاد أمريكا اللاتينية وغيرها، الجيوش دائماً تقف مع الأنظمة وتضرب الناس، الجيوش تنفذ أوامر القائد الأعلي وهذا أحد صعوبات المسار السلمي للثورة، فسلاح الجيش والقوي الأمنية موجه للشعب وبوقت معين سيأتي الجيش ويسأل نفسه، ماذا فعلت.
أيضاً هناك نقطة أخري، الجيش السوري يعتبر أمريكا عدو ولن يسمع كلام أوباما والقوي الغربية حتي تقول للأسد تنحي، بعكس جيشي مصر وتونس اللذين تربطهما علاقات بأمريكا وهناك ضباط من داخل الجيش ينتقدون الأسد وما يفعله بشكل علني بالمناسبة.
واكد ان العقوبات الاقتصادية الشاملة لن تسقط النظام، لاتوجد دراسة قالت بأن عقوبات اقتصادية أسقطت نظاماً ولديك العراق كحالة ماثلة، فهم لم يسقطوا صدام بالعقوبات، ولكن علي العكس فالعقوبات ستضعف الحراك الشعبي الذي يعاني بالفعل من حالة اقتصادية متردية والعقوبات الشاملة إهانة للمجتمع المدني السوري وإذا أنهكت قوي المجتمع المدني يمكن في مرحلة ما أن نذهب لقصة الحرب الأهلية مثل العراق وهذا هدف ضمني لبعض القوي الدولية، فهم يريدون هذا أو يهدفون إلي جعل الشعب يقبل بالتحالف مع الشيطان ويقبل بالتدخل الخارجي.

هناك حلف إستراتيجي واضح بين سوريا وإيران منذ أن كانت سوريا هي الدولة الوحيدة التي دعمت الثورة الإيرانية عام 1979 وإيران تعتبر سوريا الجبهة الأمامية لها وسقوطها يعني أول خطوة في سقوط إيران نفسها، ولكني أستبعد وجود مقاتلين من إيران أو حزب الله، من الممكن وجود خبراء إتصالات وتجسس من إيران التي تتفوق علي سوريا تكنولوجياً للمساعدة في قطع الاتصالات والتجسس الهاتفي وغيره ولكن الأحاديث والصور عن مقاتلين من حزب الله هو نوع من إسقاط التهييج بين الخليج وإيران علي الوضع السوري وهناك فضائيات خليجية تعمل علي ذلك.
وانا لي كلمة تكلفني غالياً وهي "لا يجوز أن ينتهي الربيع العربي بتحالف بين ممالك الخليج المستبدة والغرب للهيمنة علي الجمهوريات المتحولة التي ستضعف في مرحلة الانتقال" والخليج يستغل تلك الفرصة الآن لإفشال الربيع العربي عبر فضائيات تتحدث عن غياب الديمقراطية في كل مكان إلا منبعها وأظن كلامي واضح.

ولماذا ترسل إيران أسلحة لسوريا، هذه ليست حرب تحتاج فيها سوريا للكثير من السلاح، هذه حرب منخفضة التكلفة إذا جاز التعبير هم يطلقون الرصاص وهو بحوزتهم بالفعل.
وعن الموقف الإيراني علي ضوء تصريحات أحمدي نجاد الأخيرة التي دعا فيها الأسد إلي التوقف عن العنف ثم عاد وسحبها

قال هناك انقسام داخلي في إيران بشأن ما يحدث في سوريا لديك نجاد الذي ينتقد الموقف في سوريا بينما "خامنئي" المرشد الأعلي للثورة الإيرانية لا يتحدث عن الثورة نهائياً واليوم سمعت أن المالكي يطالب الأسد بالإستقالة ولكن علي أي حال إذا نظر الإيرانيون والروس إلي سوريا من وجهة نظر مصالحهم الإستراتيجية علي المدي البعيد وأن النظام ساقط لا محالة فسيعملوا بشكل ما علي ألا يؤثر هذا السقوط علي مصالحهم داخل سوريا مع الشعب السوري.

إذا جاء أناس موالون للغرب علي ظهر الدبابات الأمريكية لإسقاط النظام فستدخل إيران في حرب، فبهذا تكون المنطقة كلها قد وقعت في يد الولايات المتحدة.

وعن الوضع التركي، هلي يمكن أن تتدخل تركيا عسكرياً في سوريا

قال تركيا من أكثر الدول إحراجاً لقضية سوريا لما يمكن أن يحدثه الانفجار الطائفي في سوريا من تداعيات عليها هناك قضية الأكراد علي الحدود والقبائل العربية الموجودة داخل سوريا، أيضاً تركيا لديها مشكلات حركات إسلامية داخلية فجزء من القاعدة الشعبية لحزب أردوغان "العدالة والتنمية" متشددون ولايفكرون بالعقلانية التي يفكر بها أردوغان وجول، فبشكل ما القادة الأتراك محصورون بين خصومهم العلمانيين وجزء من قاعدتهم الشعبية وبين الغرب الذي لا يريد دوراً كبيراً لتركيا في حل الأزمة فهم قلقون بالأساس من النهوض الاقتصادي التركي وهذا يجعلهم مقيدين في خطواتهم، أيضاً نقطة أخري هامة وهي أن تركيا لن تتخذ خطوات تغضب إيران التي تساند النظام السوري بحكم علاقات تركيا التجارية الكبيرة معها.
و حذر في محاضرة سابقة لك بالقاهرة من أن الولايات المتحدة والغرب سيسعيان لتفجير الوضع بسوريا وقلب الموازين قبل توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة للحصول علي إعتراف بالدولة الفلسطينية ووضع الفيتو الأمريكي عليه، ما الذي يمكن لهم أن يفعلوه الآن ولم يتبق سوي أيام علي تقدم الفلسطينيين بالطلب

مازلت مصراً علي أن هناك محاولة أمريكية فرنسية لإستصدار قانون من مجلس الأمن بخصوص سوريا قبل ذهاب الفلسطينيين لأمم المتحدة وأنا بشكل خاص يقلقني تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بخصوص غضبه وأسفه من عدم صدور قرار بخصوص سوريا قبل وضع الفيتو، فوضع الفيتو سيحرجهم ويجعل قوي كثيرة تدرك في أي صف يقف الغرب وسيكون لديهم صعوبة في وجود دعم عربي لإصدار قرار من مجلس الأمن والآن هم يحاولون منع الفلسطينيين من الذهاب للأمم المتحدة.

و انتقد مواقف الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي قائلا نبيل العربي شئ والجامعة شيء آخر، أنا أؤمن بأن نبيل العربي جيد وممكن أن يلعب دورا في حل الأزمة من خلال علاقاته وطريقة تفكيره المصرية ومحاولته موازنة الضغوط، الجامعة العربية كيان ضعيف وفي النهاية هي تعبير عن توازنات الدول العربية، فكم دولة لديك تؤيد الربيع العربي، مصر وتونس، لديك 20 دولة باقية، صحيح أن هناك موقفا مطلوبا وغضبا وحلولا ولكن الأمر يتطلب حنكة نبيل العربي وطريقة إدارته للأمور، ولا تنسي أن البعض يحمل عمرو موسي مسئولية قرار الحظر الجوي علي ليبيا الذي سمح بالحرب والتاريخ سيفصل في تلك الحادثة كثيراً، نبيل العربي ينتقد لأن طرحة لم يكن قاسياً بشكل كافي وأن المشروع الذي حمله إلي السلطة ورفضته لا يلبي طموحات الشعب ولكنه يمثل موقف معقول بين الضغوطات العربية وبين التوجه العقلاني لرجل يحاول إيجاد حل سياسي للأزمة.
و عن الدور المصري يقول : مصر في خضم مرحلة التحول واتخاذ موقف سياسي الآن صعب لأنه لا استقرار سياسي في البلد ولكني أتصور بان المجلس العسكري يعي جيداً بأن ذهاب الربيع السوري إلي حرب أهلية سيكون له آثاره السيئة علي مصر.
وحول الاعتقاد هناك مخرجا سياسيا للأزمة بأي ثورة سلمية الحل دائماً سياسي وحتي رحيل النظام يأتي بحل سياسي فلا يبدو لي أن تنحية المجلس العسكري لمبارك شيء آخر غير حل سياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.