فجأة تم الإعلان فى القاهرة عن تقديم مدير جهاز المعونة الأمريكية فى مصر جيم بيفر استقالته والعودة إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، وترجح مصادر أن تكون الاستقالة سببها خلافات نشبت بين مدير الجهاز والسفيرة الأمريكيةالجديدة فى القاهرة. كما رجحت مصادر أخرى من السفارة الأمريكية وجود خلافات بين المدير المستقيل ووزارة التعاون الدولى برئاسة الوزيرة فايزة أبوالنجا حول رفض التمويل الأمريكى للجماعات المطالبة بالديمقراطية ومنظمات المجتمع المدنى. ويأتى قرار جيم بيفر بالاستقالة بعد يوم واحد من انتقاد واشنطن لمصر واتهامها بأنها تسعى لبعث مشاعر الكراهية ضد الولاياتالمتحدة تحت دعوى التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد. وقال بيان للسفارة الأمريكية إن بيفر سوف يعود إلى واشنطن لتولى مهام ومسئوليات جديدة فى أماكن أخرى ولكن البيان لم يقل سبب الاستقالة المفاجئة. وكانت السفيرة الأمريكيةالجديدة فد ذكرت فى حفل السحور الذى أقامته منذ يومين أن المعونة الأمريكية تمر عبر موافقة الحكومة المصرية وليس من وراء ظهرها، وأنها ستعلن قائمة كاملة بأسماء المتلقين للمعونات وموافقة الحكومة المصرية عليها. وقالت إليزبيث كولتون، المتحدثة باسم السفارة، أن الولاياتالمتحدة لا تتدخل فى الشئون الداخلية لمصر، واعتبرت كولتون أن الجماعات التى تتلقى أموالا من المعونة الأمريكية تمارس أنشطة محايدة سياسيا ولم يتم تقديم أى أموال لأى أحزاب مصرية. وأكدت كولتون ماقالته السفيرة أن السفارة ستقوم بتقديم قائمة كاملة لكل من تقدموا بطلبات للحصول على معونات أمريكية وسيتم بحث كل حالة على حدة. وكانت الخارجية الأمريكية قد ذكرت فى بيان لها يوم الأربعاء الماضى أن كل ما قيل عن المعونات الأمريكية فى القاهرة يستند على معلومات غير صحيحة، وأن هناك حملات شخصية تعرضت لها السفيرة الجديدة باترسون حتى قبل وصولها للقاهرة. وقد ذكرت السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى، والتى تركت منصبها فى القاهرة الشهر الماضى أن المجلس العسكرى الحاكم فى مصر لا يختلف كثيرا عن نظام مبارك فى محاولة تشويه صورة المعونات الأمريكية لمنظمات المجتمع المدنى.