قدم إجتماع نظمته الأممالمتحدة في المكسيك خلال النصف الأول من ديسمبر الجاري واختتم أعماله أمس فرصة للدول الأعضاء بالمنظمة الدولية والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة الآخرين لاستعراض وتحليل جميع البيانات والتوصيات التي تم جمعها خلال مرحلة التشاور، وذلك بهدف دعم عملية صياغة أول ميثاق عالمي للهجرة.وشارك أكثر من 400 مندوب من 136 دولة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة و16 منظمة دولية غير حكومية ووكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة في مناقشات مكثفة استمرت على مدار الأيام ثلاث.وفي كلمتها الختامية، تحدثت السيدة لويز أربور، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الهجرة الدولية بصفتها أمينة عامة للمؤتمر الدولي للحكومات الذي سيعتمد الميثاق العالمي في نهاية عام 2018، عن التحديات المتأصلة في الهجرة ، بما في ذلك تغير التركيبة السكانية، والضغوط على البيئة، والفقر، والنزاع.كما أشارت إلى فوائد التنقل البشري، مثل الفرصة لتحقيق تنمية أكثر استدامة، وأكثر انسجاما مع احتياجات سوق العمل الدولية وتحسين معايير العمل. وللتغلب على هذه التحديات وتعظيم فوائد الهجرة، شددت على أن الالتزام والتعاون من جانب المجتمع العالمي أمر بالغ الأهمية قائلة: "نقف اليوم مكلفين بنسج هذه التحديات والفرص في جهد عالمي لتعزيز تعاون الدول في إدارة شئون الهجرة."وأضافت أربور أن الخطوة التالية في هذه العملية تتمثل في إصدار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الهجرة، قبل منتصف يناير كانون الثاني، والذي سوف يسهم في تطوير الميثاق العالمي.ودعت أربور إلى الحكمة في المناقشات وذلك لضمان تجنب استخدام لغة لا إنسانية عن هؤلاء الذين نود أن نوفر لهم الحماية؛ كما أكدت على السعي إلى خطاب مبني على الحقائق، وليس التخيل، وأن تكون السياسات شاملة. وهنا، شددت على أهمية النوع الاجتماعي قائلة إن "المساواة وتمكين المرأة وحماية حقوقها ينبغي أن تكون مبادئ أساسية لأي اتفاق ناشئ".وقالت أربور، أن قضية أخرى حاسمة هي "مأساة التدفقات الكبيرة المختلطة للمهاجرين وكيفية التعامل مع الذين لا يحق لهم الحصول على الحماية الدولية للاجئين رغم أن احتياجهم للمساعدات الإنسانية والحلول طويلة الأجل ليست أقل إلحاحا. "وأعربت أربور عن عزم منظومة الأممالمتحدة على دعم جميع الدول الأعضاء في تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة. "عندما تجد الهجرة موطنها في الأممالمتحدة، سنعيد تكريس أنفسنا لضمان أن دعمنا لكم هو أفضل ما يمكن أن يكون عليه؛ وأن تعظم جميع المساهمات التي يمكن أن تحققها االمنظومة؛ وأن تستفيد استفادة كاملة من القدرات والخبرات المتاحة لدى المنظمة الدولية للهجرة، مع آخرين؛ وأن تركيزها سوف ينصب بشكل مباشر على التنفيذ ".واختتمت أربور بقولها أن "ما هو مؤكد قبل أي شيء هي المطالب المشروعة لجميع المهاجرين أن تنطبق عليهم كما تنطبق على غيرهم كلمات "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" الذي يقول "يولد جميع البشر أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق".وفي الحفل الختامي، أكد ميروسلاف لايتشاك رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على النتائج التي تحققت حتى الآن في تطوير الميثاق العالمي، ووصفها بأنها "أكثر المناقشات المتكاملة والشاملة بشأن الهجرة في التاريخ ". لكنه حذر من أن "مفاوضات صعبة " بشأن الهجرة تنتظر الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في عام 2018.واقترح لايتشاك أن التركيز على "المواقف المشتركة القوية" هو الطريق إلى الأمام وأولها الإعتراف بأن الاستجابة الحالية للهجرة الدولية ليست مستدامة، وأن هذه ظاهرة عالمية تحتاج إلى استجابة دولية.وقال لايتشاك:"إن الأممالمتحدة هي أفضل كيان – بل هي الكيان الوحيد الذي يمكن فيه صياغة هذه الاستجابة الدولية". وأكد أن هذا لا يعني التعدي على سيادة الدول، حيث إن "الدول الأعضاء ستحدد سياساتها الخاصة بالهجرة" وأوضح لايتشاك أن مواقف المجتمع الدولي بشأن الهجرة متنوعة وسيتعين على المفاوضين الوطنيين إيجاد مساحات مشتركة. وقال: "سيكون اختبارا لقدرة الأممالمتحدة على الاستجابة لأكثر القضايا العالمية إلحاحا. وكما قال البابا فرنسيس، سيكون "اختبارا لإنسانيتنا".وشارك في رئاسة الإجتماع ببويرتو فالارتا، السيد خوان خوسيه غوميز كاماشو، المبعوث الدائم للمكسيك لدى الأممالمتحدة، والسيد يورغ لوبر، المبعوث الدائم لسويسرا لدى الأممالمتحدة، وهما القائمين على تنسيق محادثات الميثاق العالمي بالمشاركة.ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات الدولية للحكومات في شباط / فبراير 2018 وتنتهي في تموز / يوليه. وسيعرض الميثاق للإعتماد في المؤتمر الدولي للحكومات المعني بالهجرة الدولية و الذي سيعقد في المغرب بنهاية عام 2018.