علي أطراف مكةالمكرمة يقع مجمع الملك عبد العزيز لتجهيز كسوة الكعبة الشريفة، والذي كان يحمل اسم مصنع تجهيز الكسوة يتخذ من منطقة جرول منذ انشائه حتي تم نقله الي مكانه الحالي بمكة. وقد أنشئ المجمع 1354 هجرية وكان يحمل نفس الاسم لعقود طويلة حتي تم تغيير الاسم الي مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة مؤخرا في عهد الملك سلمان، واللافت أنه بدء تجهيز كسوة الكعبة للعام الهجري القادم 1339،من الآن علي قدم وساق حيث يتم يوم 9 ذي الحجة يوم وقفة عرفات كسوتها بالثوب الجدية..
يضم المجمع 7 أقسام ومراحل تصنيع الكسوة اولها مرحلة الصباغة وهي اولي مراحل انتاج الثوب بالمصنع حيث يزود بافضل انواع الحرير الخالص في العالم ويتم استيراده من ايطاليا، المرحلة الثانية النسيج الآلي وهو مخصص للكسوة الخارجية التي زودت في تصنيعها نظام الجاكارد الذي يحتوي علي العبارات والآيات القرآنية والآخر خالي حيث يتم عليه التطريز ثم قسم النسيج اليدوي والذي يتباري به الكثيرون علي اجادته مهما تطور النسيج الآلي، وفيرمصنع الكسوة يتكاتف قسم النسيج اليدوي مع قسم الثوب الداخلي في انتاج الجاركاد وهو القماش المنقوش الأسود والأخضر في عمل دائم ودقيق يفوق الصبر والوصف لكي ينتج نسيج فني رائع يسبح مع الطائفين حول الكعبة المشرفة مكتوب عليه " لا اله الا الله ..محمد رسول الله "ثم قسم المختبر يقوم بمطابقة الخيوط بالمواصفات من حيث رقمها وشدها وقوة مقاومتها ويقوم بتركيب نسب ألوان الصبغة وتجربتها علي ألوان عينات مصغرة من الخيوط لاختبار أفضلها.ثم قسم الطباعة وهو تم احداثه عام 1399هجرية هجرية حيث كانت الطريقة القديمة تستعمل من قبل من خلال نثر البودرة والكير بمفردها وتحديدها بالطباشير علي القماش، وبعد ان لوحظ تعرضها للتغيير بفعل عوامل التعرية والمناخ تم استبدالها بنظام النسج بضلعين متقابلين من الخشب يشد عليهما القماش الخام، يثبت عليهما القماش الخام والحرير الأسود الذي يثبت عليها الحزام وستار باب الكعبة.ويعد قسم التطريز " الحزام " أهم الأقسام وهو الذي يميز ثوب الكعبة، والذي يشمل التطريز بالاسلاك الذهبية والفضية حيث يتم وضع الخيوط المتراصة بالقطن الاصفر. وكما يقول عم حسن بخاري من ابناء مكة أنه يعمل بتجهيز الكسوة منذ 33 عاما وأنه أحب مهنة التطريز حتي وصل الي منصب رئيس لقسم الحزام وهو متفرغ لهذا العمل وعاش بمصر 15 سنة زار خلالها عدة محافظات بينها المنصورة ويشير الي أن عملية تصنيع وتجهيز وتطريز الكسوة تستغرق تسعة أشهر ويعمل بها أكثر من 100ترزي.بحيث تصبح جاهزة للتركيب قبل 9 ذي الحجة من كل عام موعد تغيير الكسوة، كما يشير الي أن الحرف الواحد يستغرق يوما كاملا وخاصة أن الخيوط مطلية بالذهب والفضة، كما أن الخامات التي هي من أجود أصناف الحرير والقطن والسلك المطلي بالذهب مستورد من ايطاليا يتم تصنيعها بالسعودية. ويضيف عم حمزة ابراهيم شعبان قوله "أعمل بمصنع الكسوة من 31 عاما حيث يأتي القماش مطبوعا ثم يتم الحشو وبعدها عملية القبقبة بالخيط والسلك المطلي بالذهب، يشير الي أنه يعمل بالحزام فقط 75 وهو القسم الأكبر والأصعب والأهم بالكسوة .. وعما اذا كان لأحد من أبنائه أن يرث مهنته قال "الجيل الجديد لا يحتمل المهنة لأنها شاقة جدا وتحتاج للصبر وهم سلكوا التعليم في مجالات عديدة بينها الطب "..والحمد لله اشتغلنا بها وكونا أنفسنا من هذا العمل ونحن يربطنا حب وعشق بالنظر الي البعد الروحاني لها. ويقول أيمن الغامدي بالعلاقات العامة للمجمع "لدينا مركز تدريب خاص بالكسوة يقوم بتاهيل الشباب علي اكتساب الخبرة في كافة مراجلها " وينوه الي أن القماش الأسود للكسوة تتم صناعته آليا والباقي يدويا، حيث .تتكلف 22 مليون ريال سعودي..