أنشأنا مصنعا ب 150 مليون جنيه وفر 900 مليون جنيه من الاستيراد كشف الدكتور مجدى السيد بطب بيطرى القاهرة وأول مستثمر خاص فى صناعة الأمصال واللقاحات البيطرية فى حوار مع “الاقتصادى”، عن أن مصر تستورد سنويا بنحو 4 مليارات جنيه لقاحات وأمصالا لحماية ثروتها الحيوانية والداجنة التى تقدر استثماراتها بأكثر من 200 مليار جنيه نصيب الحيوانية منها أكثر من 150 مليارا. وأشار إلى أن إنشاء 4 مصانع أخرى بتكلفة تصل إلى 2 مليار جنيه -بواقع 500 مليون جنيه لكل مصنع- قادر على توفير الاحتياجات المحلية المطلوبة من الامصال واللقاحات البيطرية وتصدير الفائض للدول المجاورة.
اللقاحات المحلية أثبتت كفاءتها فى مواجهة المستوردة وتضاعف الإنتاج منها 3 مرات خلال 3 سنوات
بعدما أثبتت الصناعة الوطنية كفاءتها فى مواجهة المستورد وزاد الاقبال عليها لدرجة أن حجم التصنيع المحلى تضاعف 3 مرات خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يدل على كفاءته فى علاج أمراض الثروة الحيوانية خاصة الحمى القلاعية والجلد العقدى وحمى الأيام الثلاثة وانفلونزا الطيور. وقال د. مجدى السيد ان تحصين مرض مثل الحمى القلاعية يحتاج 20 مليون جرعة فى السنة بتكلفة تصل 200 مليون جنيه على حساب الجرعة ب10جنيهات تمنحها الهيئة العامة للخدمات البيطرية للفلاح. فيما المتوافر 8 ملايين جرعة بتكلفة 80 مليون جنيه ما يدل على ان هناك 120 مليون جنيه مطلوب زيادتها لميزانية هيئة الخدمات البيطرية لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية مرتين سنويا أما باقى الامراض من جلد عقدى وحمى الايام الثلاثة والبروسيلا والامراض التنفسية فتحتاج الى نحو 600 مليون جنيه حيث تصل تكلفة مواجهة هذه الامراض ما بين 50 و60جنيها للحيوان الواحد ما يعنى ان حماية الثروة الحيوانية المصرية تحتاح سنويا 800 مليون جنيه تكلفة الجرعات من الامصال واللقاحات التى تحتاجها الثروة الحيوانية لان هذه الامراض تمثل 90% من الامراض التى تصيب الحيوانات. لافتا النظر الى ان الحمى القلاعية عندما اصابت الثروة الحيوانية المصرية فى 2006 افقدتها 30% من تعدادها وايضا النسبة ذاتها فى الدواجن عندما اصيبت بالانفلونزا. أضاف: ان حجم استثمارات المصنع الذى يترأس مجلس إدارته كقطاع خاص مستثمر فى الامصال اللقاحات يبلغ 150مليون جنيه تمثل الشراكة الاجنبية فيه 16% من امريكا وفرنسا حيث كانت الضرورة لنجاح المشروع إدخال الخبرة الاجنبية فى المال والعمل حيث يضم المصنع خبرات وتكنولوجيا أجنبية وهذا احد اسباب نجاح المصنع وتضاعف انتاجه خلال السنوات الثلاث الماضية منذ بدء انشائه حتى الآن الى ثلاث مرات بعدما استطاع الانتاج المحلى من هذه الامصال واللقاحات علاج الامراض التى اصابت الثروة الحيوانية والداجنة ومحاصرتها وعدم اتساع انتشارها الى مناطق اخرى. مشيرا -د. مجدى- إلى ان رأس المال سيصل 200 مليون جنيه فى سبتمبر المقبل بعد التوسعات التى تم ادخالها من خلال دراسة احتياج السوق المحلى من الامصال واللقاحات البيطرية لمواجهة امراض الثروة الحيوانية والداجنة. وبسؤاله عن حجم تغطية انتاج المصنع لاحتياجات السوق قال انها حاليا تقارب ال7% وستصل الى 20% فى سبتمبر المقبل. وقال ان سعر المصل واللقاح البيطرى المحلى يقل فى سعره عن الاجنبى ب40% حيث يصل سعر الزجاجة المحلية -ال500سم تكفى 1000جرعة- نحو 300 جنيه، فيما الزجاجة المستوردة ما بين 550 و600جنيه، وذلك فى اكثر من 80% من اسعار الشركات المصدرة لمصر اما ال20% الاخرى فهى شركات صينية. وأشار د. مجدى السيد إلى أنه كمصنع خاص أمكنه توفير ما قيمته 900 مليون جنيه على الدولة من امصال ولقاحات لو تم استيرادها وذلك بواقع 500 مليون جنيه فى أمصال انفلونزا الطيور ونحو 400 مليون لقاحات للحمى القلاعية وهذه دلالة اكيدة على جودة التصنيع المحلى وقدرته على مواجهة ومكافحة الامراض الحيوانية حيث انتج مصنعنا نحو 15 مليون جرعة حمى قلاعية بسعر 10 جنيهات للواحدة. وأوضح ان الصناعة المحلية للقاحات والامصال عندما تقوم بتصنيع مصل أو لقاح تصنعه من عترة المرض ذاتها المصاب به الحيوان وليس من عترة اخرى وهذا ما يحدث مع المستورد حيث الشركات الاجنبية لا تقوم بتصنيع لقاح خاص بدولة معينة وعترة لمرض منتشر بها وانما من عترة شبيهة لتتمكن من تغطية احتياجات عدة دول. أما ما نقوم بتصنيعه سواء بمعهد اللقاحات بالعباسية التابع لوزارة الزراعة أو مصنعنا فيتم من عترة المرض ذاتها وقد سبق أن أنتجنا لقاحا لمرض الحمى القلاعية المعروف ب«السات تو» بتنسيق مع هيئة الخدمات البيطرية وذلك فى 2012 وتم استخدامه ونجح فى حماية الثروة الحيوانية المصرية وهذا موثق بهيئة الخدمات البيطرية وان حجم بؤرة الحمى القلاعية «السات تو» لا تتعدى 1% ما يدل على نجاحنا فى مواجهة ومحاصرة المرض. كما ان انتاج وتسجيل ومعايرة اى لقاح جديد يحتاج من 6 إلى 8 أشهر ولكن ما انتجناه يسمى "لقاح اضطرارى" خاصة فى عدم وجود لقاح بديل يمكنه القيام وهذا اللقاح تتم معايرته من ناحية الامان والعقامة اى انه منتج غير ضار ويمكنه اداء مهمة مستعجلة وبالفعل تم انتاج 500 الف جرعة وقتها للحمى القلاعية «السات تو» بعد شهرين من اتمام المعايرة بموافقة لجنة عليا مكونة من هيئة الخدمات البيطرية وفاكسيرا والمعمل المركزى للرقابة على الامصال واللقاحات شريطة مواصلة هذا اللقاح لاتمام عملية التسجيل وباقى الخطوات التى تحتاج 6 أشهر أخرى لإتمامها.