أثارت موجة الخسائر والهلع التى اصابت المستثمرين فى البورصة بسبب النزيف الحاد فى اسعار الأسهم .. حالات ارتباك وقلق داخل اسواق الصرافة دفعت دولار السوق الموازية للصعود اكثر من 11 قرشا فى اسبوع واحد فقط ليسجل 775 قرشا للشراء و 878 للبيع لدي السماسرة ،ولم تكن خسائر البورصة السبب الرئيسى لجنون الورقة الخضراء ، بل كانت هناك مسببات أخرى مثل تسوية المراكز المالية المفتوحة بالعملة الأجنبية لرجال الاعمال لدى البنوك وقيام الشركات الأجنبية بتحويل ارباحها بالعملات الأجنبية الى الخارج واندفاع بعض المستثمرين فى الأسواق المالية الى بيع اسهمهم فى البورصة لإيقاف نزيف خسائرهم وشراء الدولار من السوق السوداء بحصيلة البيع على ان يعوض ذلك جزءا من خسائرهم اضافة الى سريان شائعة رفض البنوك منح شركات الصرافة دولارات مقابل توريد حصيلة العملات العربية التى يستبدلونها من العملاء ،مما خلق طلبا متزايدا على الدولار ،جعل حائزيه يحتفظون بما لديهم من العملة الخضراء بعد ان انتشرت الشائعات بأن اسعار الدولار فى السوق الموازية ستقترب من الثمانية جنيهات قبيل نهاية هذا العام . بداية يشير الدكتور بلال خليل نائب رئيس شعبة الصرافة الى ان انهيار الأسعار فى البورصة دفع الكثير من المستثمرين خاصة المصريين الى الهروب الى شراء الدولار ليعوضوا جزءا من خسائرهم ،خاصة أن هذه الفترة المتبقية من العام يرتفع خلالها اسعار الورقة الخضراء ، بسبب شراء بعض المستثمرين مستلزمات اعياد الكريسماس ،علاوة على اسراع البعض من المستثمرين والتجار الى اغلاق حساباتهم المدينة بالعملة الأجنبية قبل نهاية هذا الشهر حتى لا تحتسب عليهم غرامات وفوائد إضافية . يؤكد ان تعليمات البنك المركزى للبنوك بمنع توريد الدولار مقابل توريد العملات العربية للبنوك قد ألغيت بعدما تبين أنها أحدثت ضغطا على الدولار فى السوق الموازية الأسبوع قبل الماضى . يوضح ان بعض المستثمرين العرب والأجانب قد سحبوا استثماراتهم من البورصة وهؤلاء تكون البنوك ملزمة بتحويل ما تبقى من هذه الاستثمارات الى الخارج بالعملة الأجنبية التى قام بتحويلها الي مصر وهكذا لحصيلة الأرباح اذا كانت شركاته الانتاجية قد حققت ربحية ومثل هذه الأمور تخلق حالة من الضغوط الوقتية على الدولار لدى السوقين الرسمية والموازية . يقول يوسف فاروق الرئيس التنفيذى لإحدى شركات الصرافة : ان دولار السوق الموازية وصل الى 780 قرشا للبيع لدى السماسرة حتي يوم الثلاثاء الماضى بسبب ندرة المعروض منه لأن حائزى الدولار لديهم رغبة لبيعه بأعلى سعر ، حيث تمتلىء السوق بالشائعات التى تروج بأن اسعاره ستصل الى ثمانية جنيهات قبيل حلول العام الجديد لزيادة الطلب على الدولار . يضيف ان تعلميات المركزى بمنع مبادلة العملات العربية الموردة للبنوك مقابل الدولار أحدث ضغطا على الدولار بنسبة تتراوح بين 30- 40 ٪ على الدولار مما جعل حائزيه وسمسارة السوق الموازية يحجبون الدولار عن ظهوره فى الأسواق أملا فى بيعه بثمانية جنيهات ، لكن المركزى كان أكثر ذكاء فقام بإلغاء هذه التعليمات وأصبحت البنوك تقوم بمبادلة العملات العربية مقابل الدولار أو اليورو أو أى عملات يختارها صاحب شركة الصرافة . يرى أحمد نيازى صاحب إحدى شركات الصرافة فى المنصورة أن الدولار سوف ينخفض نهاية الأسبوع الجارى مع حلول أعياد الكريسماس 25 ديسمبر لانخفاض الطلب مؤكدا ان مثل هذه الفترة كانت شركات الصرافة تعتمد على تحويلات السياحة الأجنبية ، لكن يبدو ان حصة هذه السياحة لن يكون لها وزن هذا الموسم بسبب ارتفاع الاسعار فى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان فى الوقت الذى تتنافس فيه شركات السياحة على جذب المصريين لعمل حولات سياحية فى قبرص واليونان وهولندا وإيطاليا وإسبانيا بمبالغ زهيدة تصل الى 700 دولار للفرد مقابل السفر سبعة ايام على ان يتحمل نفقات تذاكر الطيران ومثل هذه العروض تستنزف الدولار من الأسواق . يؤكد فرج حنفى صاحب إحدى شركات الصرافة ان اسعار الذهب انخفضت عالميا فانتهزها مستوردو الذهب فرصة لشراء سبائك الذهب لتخزينها تمهيدا لإعادة تصديرها عند صعود الذهب مرة أخرى خاصة ان الكثير من تجار الذهب يتوقعون صعوده خلال الأيام القليلة القادمة مع حلول أعياد الكريسماس وارتفاع أسعار الدولار . ويؤكد ان الارتباك والقلق يسودان سوق الصرافة بسبب الانهيار فى اسواق المال واسعار البترول الخام عالميا .