خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يؤدي الى عجز سنوي بقيمة 10 مليارات يورو للموازنة الاوروبية كشف رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر اليوم الاربعاء رؤيته لاوروبا بعد البريكست، آملا الحفاظ على وحدة الاتحاد الاوروبي الذي بدأت تظهر عليه شروخ نتيجة الازمات المتكررة. وبعد الظهر سيعرض يونكر امام النواب الاوروبيين المجتمعين في بروكسل "كتابه الابيض" حول مستقبل الاتحاد الاوروبي والذي اعلنه منذ زمن. وهذه الوثيقة التي تأتي في 12 صفحة ستعرض على قادة الدول ال27 الاعضاء سيناريوهات عدة لتحريك المشروع الاوروبي الذي اهتز جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وتعاقب الازمات منها اقتصادية واخرى تتعلق بالهجرة. وسيطلع القادة عليها تمهيدا لتحضير قمة مقررة في 25 مارس في روما للاحتفال دون بريطانيا، بالذكرى الستين لمعاهدة روما التي وضعت اسس البناء الاوروبي. وقال متحدث باسم المفوضية "نتحدث عن خيارات ممكنة ايجابية وواقعية تفضي جميعها الى وحدة وتعاون الدول ال27". واضاف "الفكرة هي اطلاق عملية تأمل كبرى في هذه الخيارات السياسية الواقعية التي تتمتع بمصداقية سنتقدم على اساسها مستقبلا". وذكرت مصادر اوروبية ان مشروع يونكر الذي تم الموافقة عليه مساء الثلاثاء من قبل مجموعة المفوضين، سيقترح اربعة او خمسة سيناريوهات حول مستقبل الاتحاد الاوروبي بدءا ببقاء الوضع على حاله الى فدرالية اكبر مرورا باتحاد اوروبي بسرعات متفاوتة. وكان يونكر دعا علنا الى اوروبا تتحمل مسئولية التقدم "بسرعات متفاوتة" لتجاوز العقبات التي غالبا ما تعرقل بعض المشاريع. ودعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى ان تتقدم بعض الدول الاوروبية مجتمعة في بعض المجالات. وينوي المسئولان الاجتماع في السادس من مارس في فيرساي قرب باريس للبحث في رؤيتهما حول مستقبل الاتحاد الاوروبي مع رئيسي الوزراء الاسباني والايطالي ماريانو راخوي وباولو جنتيلوني. ومنتصف فبراير قدم النواب الاوروبيون مساهمتهم في النقاشات حول مستقبل الاتحاد الاوروبي من خلال الموافقة على سلسلة اقتراحات ملموسة كانشاء موازنة خاصة بمنطقة اليورو كانوا يأملون ان تستوحي منها المفوضية الاوروبية. وبين المقترحات الاخرى انشاء وزارة مالية خاصة بمنطقة اليورو ستشمل وظائف رئيس مجموعة اليورو والمفوض الاوروبي المكلف المسائل الاقتصادية او حتى تقليص حجم المفوضية. وستضطر بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تقديم مساهمة اكبر في الموازنة الاوروبية بعد خروج بريطانيا كما قال المفوض الاوروبي المكلف الموازنة في مقال نشر الثلاثاء في الصحف الالمانية. وقال جونتر اوتينجر في حديث لصحيفة الاعمال الالمانية "هاندلسبلات"، "لا اعتقد ان المساهمين مستعدون لتحمل كل المساهمة البريطانية". واضاف "لكن بولندا والدول الاخرى لن تقبل ايضا بان تخفض المساعدات المخصصة للمناطق ذات النبى الضعيفة بتسعة مليارات يورو سنويا. وعلينا بالتالي ان نتوصل الى حل وسط". وبريطانيا احدى الدول الرئيسية المساهمة في الموازنة الاوروبية مع المانيا وفرنسا ما يعني ان مساهمة هذه الدول اكبر مما تتلقاه من الاتحاد الاوروبي. وبحسب دراسة اجراها مؤخرا معهد جاك دولور فان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيشكل "صدمة" للموازنة الاوروبية ويؤدي الى عجز سنوي بقيمة 10 مليارات يورو ويوحي ب"مساومة صعبة" بين الدول ال27 لمواجهته. واضاف المعهد الاوروبي ان على الدول الاعضاء "زيادة المساهمات الوطنية او خفض النفقات او الاثنين معا". وحول السياسة الزراعية للاتحاد الاوروبي "علينا التحدث عن اعادة ترتيب وخفض لبعض البرامج لان تحديات جديدة بانتظارنا" كما قال اوتينجر في اشارة الى النفقات المرتقبة لمواجهة ازمة الهجرة. ويعمل المفوض الاوروبي حاليا على مشروع الموازنة للفترة المقبلة التي تمتد على سبع سنوات وستبدأ في 2021. ويقترح بان تبدأ ابكر اعتبارا من 2020 وان تكون من خمس سنوات. واضاف "ان المساهمة البريطانية في الموازنة الاوروبية لا تنتهي فجأة مع خروج" بريطانيا من الاتحاد. وتابع "على البريطانيين ان يساهموا في تمويل كافة المشاريع الاوروبية التي تقررت معهم" معتبرا انه "من المنطقي بدء فترة مالية جديدة دون مشاركة بريطانية في 2026".